تقرير عن مؤتمر الغردقة الأخير

تقرير عن مؤتمر أدباء مصر
المنعقد في دورته الثانية والعشرين
(الغردقة – نوفمبر
2007 )
رغم أن موعد حضور أعضاء مؤتمر أدباء مصر
إلى مقر الهيئة العامة لقصور الثقافة كان في الثامنة صباحا، إلا أن التعرف على
السيارات من واقع الكشوف استغرق وقتا. بعض الأدباء تلقى الدعوة ولم يجد اسمه في
الكشوف. إلا أن الإداريين تصدوا لمثل هذه المشاكل، ونجحوا في احتوائها. ولم تتحرك
السيارات إلا في التاسعة والثلث بعد أن استقرت الأمور.
اليوم مشمس معتدل الطقس، وغمر أعضاء
المؤتمر تفاؤل وبهجة. وتعجل الشعراء، فنظموا لقاء شعريا داخل السيارة التي أقلتني
أنا والزملاء. وتنافسوا في قول الشعر. والمدهش أن اللقاء كان حميميا، منظما،
منضبطا. وتطوع أحد الشعراء لإدارة اللقاء، فارتسمت البهجة على الوجوه. إلا أن
السيارة التي أقلتني أنا والزملاء تعطلت في الطريق عند رأس غارب. بذل السائق
محاولات مضنية، لكنها توقفت تماما وتعذر إصلاحها. كان ذلك ما بين الثانية والثالثة
عصرا.
وتسبب عطل السيارة في توقف هذا اللقاء.
وظل السائق وجماعة منا في محاولات مستميتة لفك العجلة الخلفية دون جدوى. وظل الموقف
عصيبا حتى حل المساء، ووصلت سيارة بديلة أقلتنا من مكاننا على الطريق إلى حيث مكان
إقامتنا بفندق "زهرة الغردقة"، وكنا متعبين للدرجة التي لم تمكن بعضنا
من حضور الجلسة الافتتاحية. ورغم تعبنا، واجهنا إجراءات تسكيننا بالغرف. استغرق
التسكين وقتا، واتضح لنا أن إدارة الفندق لم تكن منظمة، كما شاب التسكين شئ من
الارتجال. الغرف نظيفة والفرش نظيف، إلا أن الوجبات ليس فيها اختيار بين صنفين أو
ثلاثة على الأقل. وقد توزعت إقامتنا بين عدة فنادق متباعدة بعضها عن بعض، إلى حد
ما، مما تعذر معه الاتصال فيما بيننا، وتحولنا إلى مجموعات تكاد تكون منفصلة، أو
ما يشبه الجزر المنعزلة.
جلسات المؤتمر نظمها الدليل الذي وزع
علينا تنظيما دقيقا. إلا أنه كان ينبغي أن يكون ثمة فاصل زمني بين الجلسات، وليكن
الفاصل ربع الساعة، حتى يتمكن الأدباء من التقاط الأنفاس وتناول المشروبات
والراحة. كان الأفضل الاستعاضة عن نظام الكوبونات بالبوفيه المفتوح، كما هو متعارف
عليه في مثل هذه المؤتمرات، لا سيما أن الحاضرين عددهم محدود، ولا يضم المؤتمر
غرباء, كما شكل عدم وجود الفاصل الزمني بين الجلسات عبئا على السادة الحضور، مما
اضطر البعض إلى التأخير في الحضور، أو التبكير في الانصراف من الجلسات، مما انسحب
بالسلب على عدد الحاضرين، وبدأت الجلسات تعاني غياب البعض.
كما أن بعض الباحثين لم يلتزموا بالوقت
المخصص لإلقاء ملخص لأبحاثهم فجاروا على وقت المداخلات، التي كانت من الكثرة ـ
غالبا ـ مما اضطر رؤساء الجلسات للاكتفاء بعدد محدود من المداخلات. كما أن بعض
المداخلين جار على الوقت المخصص له، أو كانت مداخلته خارج موضوع البحث.
من عوامل نجاح المؤتمر، الجهد الذي بذلته
أمانة المؤتمر، وكذلك نجح رؤساء الجلسات في إدارتها بحكمة.
أمسيات شعرية وقصصية ناجحة أقيمت في سفاجا
ورأس غارب، ونجع العرب بالغردقة.
ويجمل بي التنويه بالأمسيات الشعرية
الرائعة التي أقيمت في سفاجا التي تبعد نحو ستين كيلومترا عن الغردقة، والتي تناوب
إلقاء الشعر فيها عدد كبير من الشعراء القادمين من كل محافظات مصر، متلاحمين مع
شعراء البحر الأحمر. وقوبل الضيوف بالحفاوة والترحيب. وقد بلغ عدد الشعراء
المشاركين نحو خمسين شاعرا وشاعرة من مختلف التيارات. وشكلت هذه الأشعار مجتمعة
تيار الوعي بقضايا الوطن.
كما أعدت فرقة أسيوط الشعبية مفاجأة أسعدت
الجميع، بإنشادهم للأغاني القديمة، بأوركسترا من العازفين والعازفات وجماعة المنشدين
والمنشدات. وقد امتد الحفل حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. بقيت كلمة عن
المؤتمر بشكل عام، حيث كان مؤتمرا ناجحا بكل المقاييس.
حسني سيد لبيب