ليلة من ليالي الجمعة داخل احدي الأحياء الشعبية
خرج من احدي البيوت البسيطة زوج وزوجته وأولاده الثلاثة
انطلق الأولاد الثلاثة في اتجاه مراجيح بسيطة الصنع موجودة علي قارعة الطريق
فملئوا الأرض بضحكاتهم وفرحتهم رغم رداءة هذه المراجيح
وجلست سيده عجوز لتشوي الذرة وكم كسا وجهها عذاب السنين و ألمه ومع ذلك طل من عنينها فرحه
وتعلقت الزوجة بذراع زوجها كأنها تسترجع ذكريات الخطوبة
واتجه الزوج ليشتري له ولزوجته الذرة المشوي وهو يمازح هذه العجوز
وهناك كان يقف شابان واحد علي عربة ايس كريم والأخر علي عربة فيشار
بجانبهم مجموعة من الشباب الثائر حول الدوري ان لم يكن عن السياسة او البنات
ومجموعة من الصبية يلعبون الكره بكل حماس وانسجام رغبة قسوة الأرض وتعرجها وبيضاوية الكرة
وجلست ام محروس بائعة الجرجير داخل كشكها الصغير والابتسامة تعلو وجهها وشعورها بالرضا فأخيرا فقد تحقق حلمها وأصبح لها كشك صغير تبيع فيه الخضروات
وليس ببعيد صيحات عالية قادمة من قهوة عم مدبولي
فهناك حشد من الناس يلتفون حول التلفاز لمشاهدة مباراة لفريق برشلونة
فهذه من أجمل لحظات استمتعوا بها بعد أسبوع شاق ومتعب
انتهي الأولاد من المراجيح واشتري لهم الأب الأيس كريم والفشار وتمشوا حتى وصلوا إلي الكورنيش وجلسوا علي النيل يلعبون الكوتتشينه وسط الضحكات والمشاكسات البسيطة وفي أخر السهرة ذهب الأب ليشتري الفينو والطعمية السخنة
وفقط كلفته هذه ألخروجه البسيطة 20جنية ولكن أعطتهم سعادة لا يشعر بها كثيرا من الناس
ثم ذهبوا إلي البيت ليتعشوا وهم يشاهدون التلفاز رغم الحر وصوت مروحة السقف المزعج وخلدوا في نوم عميق وبال مرتاح وبسمة ورضا يعلو وجوههم وأحلام سعيدة تنتظرهم
وبرغم ضيق الحال ولكن لديهم كلمة تصبرهم وهي يــــا رب يـــا معيـــــن
الأب والأم لم يكن لم حظ في التعليم أو البيئة الملائمة ولكن كل ما يهمهم الآن أن يعوضوا ما حرموا منهم في أولادهم فيزيدوا أنفسهم حرماناً ليوفروا لأولادهم التعليم الجيد واللبس المناسب لكل مرحلة
هذه شريحة كبيرة جدااااااااا من الشعب المصري ومع ذلك ما زال لا احد منتبه بوجوده والكل مشغول بصراعاته وكأن مكتوب عليه يكون سبب نجاح الثورات ويتعذب بعدها
ننتظركم يا من تتدعون العدالة وانتظرونا انتم أمام رب العدالة يوم القيامة
خالد مختــــــار