الصغير الجائع

كنت فى يوم من الأيام متأخرا على عملى فنهضت سريعا ولبست ملابسى وذهبت وإستقليت الحافلة بعد أن إشتريت بعض الطعام لأننى كنت جائعا وحينما جلست أخرجت طعامى وبدأت فى الأكل فصعد إلى الحافلة أم وإبنها الصغير و جلسا أمامى كان الطفل هادئا بشدة إلى أن لمحنى وأنا آكل فنظر إلى طويلا ظننت أنه ينظر إلى ولكنه كان ينظر إلى الطعام فى يدى وبعدها بدأ فى البكاء فأخذته أمه فى أحضانها وحاولت أن تجعله يهدأ ولكنه لم يهدأ وأشار إلى فمه وأنه جائع فهدأته أمه وهدأ ولكنه كلما ينظر إلى طعامى يبكى من جديد ففكرت بشدة وتصمت فجاءة لأننى علمت أن جوع الأطفال لا يمكن إسكاته ونظرت إلى كل من فى الحافلة فوجدتها ممتلئة ولكن لا أحد ينظر إلى الصغير الجائع أو يعطيه إهتماما وكأنهم أحجار مصمتة لا تحس ولا تشعر وليس لها قلب وكلما تذكرت الصغير الجائع تذكرت ولدى النائم فى مضجعه الدافئ وكلما تذكرت ولدى وهو يأكل أتذكر هذا الصغير الجائع وكلما إزداد بكاءه تكسر قلبى وإنفطر فؤادى من ذلك المنظر والناس لا تباليه إهتماما وكأنهم بلا قلوب كأنهم قطعة من المقاعد التى يجلسون عليها فرق قلبى وأمسكت الطعام وأعطيته للطفل الصغير ولكن أمه قاطعتنى قائلة عذرا يا رجل فنحن لا نقبل الصدقات ومن قال لكى إنها صدقة إنظرى إلى صغيرك إنه طفل صغير لا يعرف معنى الجوع أو الحرمان وما أفعله واجب على وبعد إلحاح شديد أخذت الطعام وأعطته للصغير فسكت الولد وبدأ يأكل أخذت أراقبه وأنا فى فرحة عارمة فرحة لا توصف وإبتسم الصغير فعاد قلبى ينبض من جديد ورجعت إلى الحياة وعاد دمى يسرى فى شريانى بعد تلك الإبتسامة التى إبتسمت لها الحياة وإبتسمت لها الدنيا وما فيها فنظرت حولى والناس أيضا لا تبالى فنحت هذا الحزن ف قلبى رغم فرحتى بالصغير فعلمت حينها أن فعل الإحسان والرحمة موجود فى كل شئ حولنا ولكننا لا نباليه إهتماما وأننا كما لنا أطفال نهتم بهم فهناك أطفال يبكون ينتظرون أيضا أن نهتم بهم وعلمت حينها أن الرحمة على الصغير ليست شفقة ولكنها واجب لأن من لا يَرحَم لا يُرحم وأنك حينما لا ترحم الأطفال لن تختلف عن الجماد فى شئ

شكرا استاذي عادل عوض سند وأرجو أن أسمع رأيك فى القصة لأن رأيك يهمنى

شكرا لك أستاذى أحمد عمرو عثمان وإنى أستفاد كثيرا من نقدكم البناء وأنا أحاول تحسين أعمالى دائما تحياتى لك وأتمنى منك متابعة مواضيعى وإرشادى دمت بخير