الدكتور عصام شرف....إليك لأنى أحبك...بقلم : حمدى البابلى

مضى على عمر الثورة التى تنفسنا معها نسيم الحرية قرابة اربعة أشهر ونيف،أقصى الشعب فيها حكومة مع من ولاها علينا فى سابقة سيذكرها التاريخ بحروف من نور،وأتى بك الشعب بقرار تاريخى أبرمه معك فى الميدان الأشهر للعالم أجمع ،فكانت مؤهلات تعينك هى حب شعب الثورة لك فحملك على الأعناق لتدنو من عقله وتلتصق به ،فتستشعر مايدور برأسه دون أن يطلب صراحةً منك مايريده وما يتمناه ، فأنت من أيده وذكاه على الفرعون وحاشيته ،بل كنت كتفاً بكتف مع الجموع الهادرة الثائرة تشاركهم الغضب والصراخ،فأستبشرنا بك الخير الذى حرمنا منه لعقود طويلة مضت ،وكان صبرنا نابعاً من ثقتنا أن من يحكمونا مصريون وطنيون، صدقنا الشعارات والكلمات والتصريحات ، حتى قسمات الوجوه كنا نقرأها رغم نبرات الصوت التى لاتتغير فى الفرح والحزن،لم نكن ندرى أننا بين أنياب الذئاب الضارية،التى لم تكتف بلحومنا بل مصت دمائنا، فإصابنا الفقر بأنيميا الحديد مع التهديد والوعيد،رغم أن أنهار العسل واللبن، كانت تجرى تحت أقدامنا ولم نراها،كانت تصب فى جوف الحيتان الثمان ،والشعب يأن من قسوة الجوع والحرمان ، وكان يضحك علينا بملىء شدقيه رعديد جبان ، لم يرع لله حرمةولم تستعطفه الأنات فى ليل الظلمة،لهذا جئنا بك ياسيادة رئيس الوزراء لأنك سمعت الأنات وإستشعرت الدمعات لثكالى الأمهات ،فأنتظرن معك الفجر الآت دون أن يسمعن الكلمة التى أصابتهن بالإحباط عقوداً( هيهات ...هيهات)،هل أقول لك الآن ما تحمله الصدور ، هل تصنت لهمسات تنتقد منك المستور ، فلتفسح صدرك الآن لنا لنقول لك كلمة حق وصدق لانك تحب الحق والصدق ، لماذا لم تشف غليلنا وتنتقم ممن ظلمنا ؟؟؟لماذا هو حر طليق على شاطىء النعيم كطائر البطريق ، لماذا هذا التلكوء والتباطوء والتسويف ،أهو كبير على أن يسجن ..إن كان كذلك فالله أكبر منك ومنه ،والمدقق المتأمل يقول إنه كان فعلاً فرعون بنص الكتاب والسنة ، هل تذكر سيدنا موسى..هل تذكر كم مضى عليه منذ كان فى المهد صبياً إلى أن دحر الفرعون فى ماء البحر ولياً ونبياً ....كان عمره ياسيدى آنذاك ثلاثون عاماً بالتمام والكمال ، وقد حكمنا الرئيس المخلوع (فرعون) ثلاثون عاماً بالتمام والكمال ، إذن فهى حكمة الله فى عباده وله فى خلقه شئون ، أراد أن يفضحه على رؤوس الأشهاد وتنال منه عامة العباد ، فهل بعد ذلك تتباطئون مع إرادة الله ، أسرع ياسيادة رئيس الوزراء بالقصاص لترتاح دماء الشهداء التى سحقتها آلة الطاغية ،عجل بالمحاكمة وقبلها إنقله إلى غياهب السجن ذليلاً مدحوراً ، فهذا جزاء كل ظالم طغى وتكبر ، ثم بعد ذلك طهر بيتك من الأتباع والفلول فهم على مقربة من يمينك ، يسمعون ويطيعون لولى نعمهم وليس لك ، يتلقون التعليمات والأوامر لتنغيص وتكدير صفو الشعب ،فى محاولة للمقارنة بين ماسبق وماكان ، فالكهرباء تقطع بالساعات بفعل فاعل والمياه كذلك فى ذروة موسم الأمتحانات ومشارف قيظ الصيف الملتهب ،ومازال الناس يصطفون فى طوابير الأذلال للخبز والفواتير والغاز حتى الرواتب ، مازال التقدير الجزافى للصوص العهد البائد لاستنزاف كل قرش بجيوبنا مفعلاً بفواتير النهب والسلب ،ولم تنتبه الحكومة الثورية إلى ذلك حتى الآن، قبل أن تخرج التصريحات والوعود بالحد الأدنى للا<ور راجعوا الأستقطاعات الظالمة بمفردات المرتبات ونظفوها من كل جور ،ثم بعد ذلك أقول لك ياسيدى...هل تذكر ديكتاتور ألمانيا أدولف هتلر ...حين إكتشف المجاعة التى ستحيق بشعب ألمانيا ..وأدرك أن لا حل إلا التوسع الأفقى الإستعمارى..لجلب خيرات البلاد واستعباد العباد فى دول الأحتلال...هل تذكر ما إكتشفه من حقارة ووضاعة وخبث الطوية للجنس اليهودى ...أقول ذلك للتذكرة فقط ...فلسنا دعاة حرب وإستعمار..بل نحن نبحث لبلادنا عن الأستقرار...وأستقرارها فى مظلة العدل والأمان ..والعدل أساس الملك...فماذا فعلتم مع عدالة التوزيع فى كل شىء بداية من دعم الفقراء وإنتهاءاً بتقليص أجور الكبار، فكفى مانهبوا منا بالمليارات، وآن الآوان أن يهبطوا بسلام بينتا من أبراجهم العاجية...، وأمامك الآن ياسيدى معضلة الغذاء تلك المشكلة التى تؤرق كل حكام الأرض فى مناماتهم حتى لو توسدوا وسائد السلطة طول الدهر ، فما أقسى ثورة الجياع التى لا تبق ولاتذر، أمامك الحلول كافةً لنكتفى ذاتياً من خير بلادنا ، فمصر كانت سلة الغذاء لجيرانها ،أمنها يوسف النبى سبع سنوات كاملة ، بحكمة الوزير النابه ، فمن هو الآن الوزير النابه الذى يقدم لنا الوعد فى طريق الخلاص إلى الأبد ، ...قدمت لنا السودان مليون فدان لنزرعها ، وفى المقابل نريد مثلها فى أرضنا التى كانت تجود بالخير كله ، فهل لدينا وزراء لديهم من الإخلاص لهذا البلد مايفوق الخبرة والعلم ،سيدى رئيس الوزراء...لانى أحبك كما يحبك شعب مصر...قبل الرئيس الجديد الشعب يريد الدستور الجديد..لو أخلص كل فقهاء القانون الدستورى فى بلادى ...أربعة أشهر كانت كافية لصياغة دستور خال من الشوائب والعيوب ...لكن لانعرف لماذا كانت التعديلات وكفى ...وسلام على من قرر وإصطفى ...فهل ينعم بطيب المنام ...ورياح الهبوب عاتية بكل الألوان وكان كفيلاً بها الدستور والقانون ....سيدى رئيس الوزراء ولأنى أحبك ....أخرج علينا بهدفك القومى المحدد الخطى بميقات الزمن ...فمصر بحاجة إلى حزمة أهداف تجنح بسفينتها الى بر الأمان...وماعليك إلا أن تبدأ بأولاها ...فالشعب ياسيدى ينسى همومه ومشاكله حين يتوحد تحت لواء واحد وهدف واحد ...فهل نسمع منك فى القريب العاجل ....عن هدف مصر الأهم ....ونحن معك فى باقى المهم .
مرسلة بواسطة حمدى البابلى

الاستاذ الشاعر الكبير/عادل عوض سند
اشكر لك اهتمامك البالغ بكل اقسام المنتدى ، فهذه عادتك وهى من كريم الخصال، وأما عن المقال فقد أرسلته لعدة صحف للنشر ولم يلق اهتمامهم ،لكن تم نشره فى عدة مواقع وصحف الكترونية خارج الوطن للاسف الشديد ولاقى قبولاً وإستحساناً، وكما يقولون ان الشاعر والاديب هو مرآة عصره ، فنحن ننقل اليه الصورة لعله يوماً يراها ، وكلنا محزون ومهموم لأمر الوطن .
اشكرك سيدى مرة اخرى على كرم الاهتمام والتعليق
تحياتى وتقديرى