رسالة

[b]السلام عليكم اخوتى فى الله

أتمنى من يقرأ لى هذه الرسالة أن يدعو لصاحبها فى هذه الايام المباركة عسى الله أن يستجب لقلب أحدكم ليخفف عن صاحبها الان ،انى سوف أقصها عليكم للعبرة ليعتبر كل ظالم ،أن الله الجبار يسمع ويرى ويشاهد وأن الله يمهل ولا يهمل .

انه الظلم الذى حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس ،فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله فى الحديث القدسى (يا عبادى انى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما"،فلا تظالموا) . رواه مسلم .

وهذه قصته ،انه أحد أعمامى ،وقد كان ضابطا" بأمن الدولة وكان طاغية لا يعرف للظلم حدا"، سامحه الله وكأن الله نزع الرحمة من قلبه .كنا نسمع وعمتى رحمها الله عن اشياء رهيبة تصدر منه تجاه أبرياء تحت يده فقط لانهم من الجماعات الاسلامية ،وأذكر أن عمتى رحمها الله قاطعته لمدة طويلة بسبب انها زارته فى محل عمله قبل إبتلائها ورأته يعتدى بالضرب على أحد المعتقلين لديه أمامها،فهالها ما رأت وما كانت تراه ،وكانت تقول له اتقى الله واتقى الظلم فان الظلم ظلمات فى الحياة قبل الممات ،يا أخى اشفق عليك من عقاب الله ،ارحمنى رحمة بى ،لا اريد أن أرى عذاب الله فيك وأنت من دمى فاتقى الله ، واغتنم صحتك فيما يرضى ربك ،وتذكر أن هناك من هو أقوى منك ،والله …الله قادر أن يسلطه عليك ،الا أنه لم يكن يسمع لها ابدا" .

وذات يوم استيقظنا جميعا" على صراخ امرأة مسنة ،كانت تصرخ وتدعو على عمى بقسوة وبنحيب شديد ،وكان عمى يصرخ ويأمر الحرس بطردها وعدم السماح لها بالدخول ،بل وان بعض الحرس اعتدى عليها بالضرب لتسكت ولا تدع على عمى ،الا أن عمتى رحمها الله صرخت فيهم وأمرتهم أن يرفعوا ايديهم عنها وطلبت منها الصعود الينا ،وتذمر عمى ولكنه رضخ فى النهاية لطلب عمتى رحمها الله ،وطلبت منى وقتها للاسف الخروج فلم أّر مادار بينهما ،ولكن أذكر أن عمتى أغمى عليها ومرضت لايام طويلة وامتنعت عن الطعام والشراب، بعدها علمت أنه كانت هناك حملة على أحد المساجد وكانت هناك عقيقة لاحد الاخوان فجمع كل من بالمسجد ومن بينهم رجل ليس له فى شىء الا أنه فقير اشتهى اللحم فحضر من فقره ،وكان لديه اربع بنات صغار وام وزوجته متوفية ،وعلمت أن هذا الرجل مات من التعذيب الشديد وهو بالمعتقل لدى عمى ،بل وأن عمى استطاع النفاذ بطرقه المعتادة وقيد الوفاة انها طبيعية ،ونجى من عقاب العباد ،يا الله …والله انى ارى آية فيه ربما لا أّر من دموعى لانى أشفق عليه من عذاب الله ….أسأل الله أن يرحمه برحمته الواسعة .

الامر عظيم اخوتى والله والله….الامر رهيب رهيب ..ياالله .

نجى عمى ومرت القضية وبالاخص أنه ليس لهذا الرجل الذى مات من أحد يأخذ حقه ،ولكن عمتى رحمها الله جاءت بعمى أمامها وما كان ليكذب أمامها ،وقال لها( كلب وراح …هذا من حثالة المجتمع ولا أعلم لما هم يعيشون بيننا)،قالت له يا ويلك من عذاب ربك …والله ان ربك يمهل ولا يهمل ،تذكر أن الله ليملى للظالم فاذا أخذه لم يفلته ،ان دم هذا المسلم برقبتك ،انت قاتل وعليك بدفع ديته ،تذكر قول ربك (وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون) .

فأبى عمى …فقاطعته عمتى رحمها الله لسنوات وكانت ترفض دخوله عليها مطلقا" ،وارسلت عمتى رحمها الله من يبحث عن تلك العجوز وعرفنا عنوانها ،فارسلت لها المال الكثير ،بل وفرت لها مسكن جديد بعدما كانوا يعيشون فى ايواءغير آدمى بالمرة،وكانوا يحيون حياة بائسة ،حتى عندما كانت تسافر الى المانيا كانت ترسل لهم من هناك حوالات بريدية على الرغم من انها اوكلت عمى( احمد) بمتابعتهم الا أنها كانت تفعل هذا .

ومرت بعض الشهور وتوفيت العجوز ولم يعد للاربع بنات من عائل لهم ،وعلمت عمتى رحمها الله بهذا فنزلت واستقرت بمصر بعدما كانت تقيم فى المانيا للعلاج ،فجلبتهم عمتى لمنزلنا وقالت هم بناتى وليعيننى الله فى تربيتهم تربية حسنة ،وكاد جدى رحمه الله أن يفقد صوابه منها ،وقال لها ندعهم فى ملجأ ونرعاهم من حين لاخر ولن نتركهم ، فابت عمتى الا ان يبقوا معها وترعاهم ليلا" ونهارا" .

عندما اتوا كنا نأنف منهم جميعا" وطلبت(أمى)أن يجلسوا فى غرفة بحديقة المنزل وأن ترعاهم الخادمة ،فابت عمتى الا ان يعيشون وسطنا وأنهم ايتام يجب أن يكرموا ويحسن معاملتهم ،فرفض أبى وأعمامى ،فقالت اذا" دعونى معهم واتركوا لى الدور الثانى وعلى مضض وافقوا رغما" عنهم ،وجلبت لهم المعلمات وحفظوا فى حياتها تسع أجزاء من القرآن الكريم ،وأحسنت معاملتهم رحمها الله وبقوا معها ثلاث سنوات اولتهم وقتها وجهدها ورعايتها وكنا نعجب مما تفعل معهم ،وكان أبى كثيرا" ما يعنف أمى ويقول لها انظرى الى ماتفعل أختى مع من لم تنجبهم …أين دورك مع ابنائك ؟؟؟

ومرت الايام اخوتى …..وذات يوم وأنا بغرفتى سمعت عمتى تصرخ من غرفتها ،فأسرعنا لنرى ماذا هناك ، تصرخ وتبكى وتقول( ….ياالله …ياالله …رحمتك …لطفك يارحيم …ارحمه يارب لطفك فى عذابك …ياالله…ياالله ….ياالله ….ياالله )…تكررها وتكررها وأنا أصرخ ماذا هناك أجيبينى ماذا حدث وهى لا تستطيع الاجابة.

فقد حان وقت العقاب ….ياالله على هذه الدنيا …والله انى شاهدت آيات فى عائلتى هذه …فقد شيبونى قبل المشيب ولا حول ولا قوة الا بالله .

فهمت أخيرا" أنه قد جاءها هاتف يخبرها أن عمى يوسف فعل حادث سيرفظيع وأنه وأسرته بالمستشفى ،وأسرعنا اليهم وعلمنا أن أبناؤه الثلاثة أكبرهم ب13عام قد ماتوا جميعا" وتمزقوا امام عينيه ،وهذا ما أفجع عمتى وكانت تقول قتلهم ابوهم بظلمه ،وكذلك شلت زوجة عمى (سبحان الله كانت تغار من عمتى بشدة ولا تقول عنها إلا الشيخة القعيدة) .(..عمتى كانت تسير على قدميها ولكن وهى بسن ال21عاما"حدث لها حادث فاقعدت الكرسى المتحرك حتى ماتت وهى فى الثلاثين من عمرها ).

وعمى هذا كان الله بعونه أصيب بكسور شديدة تم علاجه منها ولكن فى النهاية أكد له الاطباء هنا وبالخارج أنه لن يستطيع الانجاب .

كانت صدمة مابعدها صدمة،الآن هو استقال من عمله وهو وزوجته من يرعون البنات الايتام بعد وفاة عمتى ،ولكن حال عمى يسوء يوما" عن يوم ،كان يأتى لعمتى رحمها الله ويضع رأسه على قدميها ويقول (ادعى لى الله أن يسامحنى) فتقول له (…من خلقك فشق سمعك وبصرك ووهبك الحياة أقرب اليك من حبل الوريد ولا يحتاج لواسطة …..استغفر ربك وتب اليه والله سيقبل منك ….ان الله رحمك بما لقيت وانت حى ).

انه الان بالمستشفى فى حالة سيئة ….علمت منذ ساعات بهذا …وحالنا هنا يعلمه الله وحده…..ودخلت لاكتب لكم وأقول لكم …أسألكم بالله الا تنسوه من دعائكم ….اخوتى والله حاله يرثى لها…انه من وقتها يفيق ليلا" ويأخذ سيارته كالمجنون ويذهب بجانب قبر ابنائه ولا يكف عن البكاء.

والله ان حاله يرثى لها …أسأل الله ان يخفف عنه …أسأل الله ان يرحمه برحمته .