( البار ابن العاق )

هوا ذالك الطفل الذي يدعى عمرو عصام الذي أفتح عينيه على الدنيا ليجد نفسه ضحية انفصال أبيه وأمه ، رباه جده من أمه اضطرارا لا حبا بعد ذواج أمه من شخص أخر غير أبيه ، كبر عمرا وأصبح الأن فى السابعة عشر من عمره ليجد نفسه محارا بين عمل خاله محمد الذي يمتلك محلا لتصليح الدراجات وبين العمل مع جده سعيد كسائقا لعربه نقل ، وذات يوما نهره جده لأنه انشغل مع خاله فى عمله وتأخر عنه فى العمل فعايره بمأكله ومشربه ولم تكن هذه الأولى فكثيرا ما كان يعايره ، ترك عمرو بيت جده وذهب لوالده الذى كان قد تذوج من سيده اخرى غير ام عمرو وانجب منها بنتات فلم يلق بالرحب ،
باتها ليلة واحده عند أباه ثم احتزم حقيبة سفره وركب أول قطارا متجه الى مصر ومودعا قرية كفر دمتنو بالمحله الكبرى ، أخذت دموع عمرو فى الانجراف وهوا ساندا برأسه على شباك القطار مستذكرا معاناته مع جده سعيد وأباه وخاصة أباه حينما كان يبنى بيته المكون من طابقان وكان عمرو وقتها فى الثانية عشر من عمره فقال له أباه : اوعى تفكر فى يوم انك ممكن تيجي تسكن فى البيت ده ، البيت ده دور لهايدى ودور لنسرين .
وهنا أختيه من أباه ،
توقف القطار بمحطة مصر وأفاق عمرو من ذكرياته المؤلمه ماسحا دموعه بنظرة تحدي لمستقبل مجهول .
ثم نزل وأخذ يسئل الماره كيف يذهب الى أرض اللواء ذالك الحي الشعبي بمحافظة الجيزه الذي كان يعمل فيه أحد أصدقائه الصبيه من أبناء بلدته بمحل كبابجي واسمه عبد الرحمن ، ذالك الصاحب الوفي الذي وقف بجوار صديقه عمرو حين حدث صاحب المحل عن ظروفه وجعله يعمل معه فى نفس المحل ، وما هي الا شهور معدوده وأصبح عمرا صنايعي يشهد له بالأمانه والصنعه وحسن الخلق ،
وقد كان ذالك سببا فى غيرت زملائه فى العمل منه فدبرو له مكيده وأوقعو بينه وبين صاحب العمل فطرده ، علم بذالك الحاج شبانه الذي كان يمتلك هوا الأخر مطعما أكبر وأفخم مما كان يعمل به عمرو ، فأتى بعمرو ووظفه معه ،
وبعد مرورثلاثة أعوام دق قلب عمرو ليحي بحب رومانسي عوضه حرمانه العاطفي وكانت حبيبته تلك ابنة الحاج شبانه ، وما هى الا شهور أخريات وبدأ يبتسم له الحظ حين استأجر عمرو محلا بكل ما ادخره من مال وافتتحه وكان فتحة الخير عليه فلقد أصبح أشهر مطعما بحى أرض اللواء ، وتوالت الفتوحات عليه بعد مرور الأعوام حتى امتلك أكثر من ستة مطاعم بمناطق متعدده كالمهندسين والمعادى ومدينة نصر وأحياء أخرى راقيه ،
أما أباه فى القريه فقد انتكس صحيا ومعنويا خاصة بعد أن ذوج بنتاه في نفس البيت لعاطلين مشبوهين أساءا معاملته هوا وبنتيه وأديناه بمبالغ كبيره لجيرانه ثم طلقا بنتيه ورحلا وتركاه غارقا يبحث عن مشتري للبيت حتى يسدد ديونه ويأتى بمطعمه هوا وابنتيه وذوجته ، لم يرضي هذا هايدي البنت الأكبر لعصام فسرعان ما أن انتقبت حتى لا يعرفها أحدا وخرجت ليلا لتتسول وتمد يدها لمن يرفق بحالها،
أما والدها فكان غارقا فى دموعه أمام صورة والده بصالة البيت يحدث الصوره
قائلا : سامحني يابا، أنا كل اللي بيحصلي ده عشان كنت بعصاك، كنت عاق ليك ،
كنت فى حياتك حنين عليا رغم اللي كنت بعمله فيك ، وانا كنت قاسي على عمرو ابنى، رغم انه معصنيش .
وفجأة سمع صوتا يأتيه من خلفه
قائلا : ولا هيعصاك زى ما عصيت أبوك .
فيلتفت عصام ليجد رجلا واقفا بالباب ذو عطر أنيق مرتديا أفخم الثياب وبجواره هايدي ، انه عمرو وكان أول من مدت هايدي له يدها حينما توقف بسيارته أمامها ليسألها عن منزل الحاج عصام أبو عمرو .

الشاعر الجميل/رضا عثمان
قصة جميلة ،تتعدد كل يوم بمشاهد مختلفة،لكن لابد أن نذكر الناس كل حين وآخر،ربما اانتفع بما نكتبه أحد.
مرحبا" بك يا بلدياتى

مرحبا بك أخي وبلدياتى استاذ حمدي البابلي
أنا سعيد جدا والله بمرورك حضرتك
وأعلم أن هذه القصه متكرره ولكنى أقول لك
دى أول قصه ليا فى المنتدى يعنى لسه بسخن ههههه
دمت بخير أخي