قراءه اولى فى ديوان مفيهاش كوابيس للشاعر اشرف الشافعى

حين يششرع الشاعر فى تقديم اول اعماله الابداعيه فهو بلا شك اما ان يقدم لتجربته الابداعيه شهادة ميلادها
واما يكون عكس ذلك تماما...،
وبين ايدينا
الملموس الاول لشاعر العاميه السكندرى..اشرف الشافعى
الذى عاد بعدما القى بالغياب جانبا
وعاد يغنى فوق شجرة حضوره الفارق.
ونتساءل ما القوة التى يمتلكها الشاعر ليعبر عن تجربته الشعوريه هل هى القوة التى جائت من بناء متماسك
اعتمد على دقه التعبير ودلاله الكلمات وكفايتها الفكريه وترابط نسيجها والشحنه الايمائيه المختزله داخل الذات
والايهام المقصود والقدره على الاحلال والتجديد داخل ارضيه القصيده
هل هى استعماله الجيد لخياله المشحون بالواقع والحلم،هل هى تلقائيه ام حاله بين الادراك والحلم
من كل هذا نترك لهذا الديوان ان يفتح لنا نوافذه لنطل منها الى كشف كل الاوراق المخبوءة
وتحديد جماليات الطرح الشعرى ونتوءه
من حيث معرفتى وحميميه العلاقه التى تربطنى بالشاعر استطيع القول منذ مطلع الثمانينات من القزن الماضى
التقينا كمجموعه من المواهب الشعريه الشابه لنؤسس نادى الادب بقصر ثقافه مصطفى كامل بالاسكندريه
كنا نرى ضرورة وحتميه ان يكون الشاعر متفردا ، كنا نبحث عن هذا التفرد ونحاول استجلاء ضوئه
كنا نسعى الى المعرفه وقد كانت هى الرهان الاول لنا، واخذت تقلبنا الحياه ذات اليمين والشمال واخذتنا شواغلها
وظهر من جديد اشرف الشافعى فى منتصف عام 2004
جلسنا نسترجع بدايات هذه التجربه ونتحدث عن نماذج شعريه جديده استطاعت ان تجد لها مكان يميزها عن ابداعات اخرى
فجائت الشاعر بمرحله انتاج ديوان الاول مفيهاش كوابيس
والان وبعد هذه التقدمه الطويله اسمحوا لنا ان نطل سويا على عالم اشرف الشافعى هذا العالم المشحون
لنقول ما ينبغى ان نقول قوله انتصارا للشعر ومحاوله للوقوف على العمليه الابداعيه بما تحمل من مشاعر وسلوك ورؤى واستشراف للمستقبل وألم
يقول الشاعر فى استهلال ديوانه
ربى
لو كان مكتوب لدعايا...فى علم الغيب .....
الى انت ملكته..اجابه وحيده ... فانا نفسى اموت .....مطَمن.......اصلى من يو ما وعيت ع الدنيا.........وانا ميت م ........الخوف
استهلال يحمل فى طياته مقدمه تشى بالبراءه وتعبر بشكل دقيق عن حاله تسيطر على روح الشاعر المؤمن تماما بما قسمه الله وهو استهلال بارع يعكس ملاطمه الشاعر لامواج الحياه فى رحله البحث عن مرفأ الامان
هى حاله من الصدق الفنى رسمت صوره لما يحمل الشاعر من مشاعر متناقضه اختلط فيها الماضى بالحاضر
المأمول بالواقع المتخيل بالملموس والمرجو بالمستحيل وهى دلالات واضحه شديده البساطه والعمق والتاثير
كل العصافير اللى كانت محض غيب
اتعلمت اذاى تطير...اذاى تلقط رزقها...... تلقلها عش يضمها
هى حاله من حالات الشيوع والشتات تستمد من الدهشه منطلق
يقطر من الذات حزن وحسره على ما سار اليه الواقع المعاش
وعلى فقد الشاعر وافتقاده فهو يحاول الذهاب بنصه الى رسم صوره كليه لحاله الشعور
ونرى مسحه الحزن المتمثله
فى رفضه الانسحاب مره اخرى ،،هى النفس اللوامه التى تصوغ مفهومهاالذاتى
فى معنى اجمالى يحاول اللحاق بالانى المختلف عن الماضى
وفى قصيده اخرى يرسم الشاعر من الحنين نغمه جديده تختلف فى دلالتها ليشكل من صور جزئيه تعانق ابداعات اخرى وتحدث تناص مع قصيده لصلاح جاهين

ليه اتخطف وش شبابيك البيوت.....اول ما بدأت صرختى تعلى....هل جرحت الندهه الاخيره....فى حلقى احساس الارتياح

ارانى ارى معك من خلال عيون كلماتك لغه من الاسئله الحيرى ليست بمعزل عنى فصدقنى انها تلامس روحى كأنها تكشف عن مواضع المى واحلامى

اداى اللى كان

وادى القدر ....وادى المصير.........نودع الماضى بحلمه الكبير

الشاعريطرح علاقات بين الاسماء والعناوين يرسم رحلته المضنيه من خلال اشياء عايشته وتركت تأثيرها الكبير داخل ذاته ،،،هو الافتقاد للماضى والحنين الذى من خلاله تتحرك دماء تجربته

هى مرحله من مراحل البراءه ترفض ان تتلاشى من ذاكرته المفعمه والتى تحلم وتعانى

لكنها وبعد قرائتى السريعه للديوان البدايه المولده والمهيمنه على روح الشاعر وجماليات هذا الطرح تكمن

من حيث البناء واليه الربط ونقل المناحى الخاصه بالعامه

فالشاعر الجيدهو الذى يمتلك رسم افقا ابداعيا يجعل المفتقد والمعاش وحده جدليه
تشبه نغمه متكرره داخل نوته موسيقيه باشكال مختلفه اى هو الذى يستطيع ان يشكل من عجينه واحده العديد والعديد من الاشكال

والحقيقه ان الديوان حافل بتجربه شعوريه
صاغها الشاعر بصدق ،،،،،

شحن من خلال مفردات ودلالات متعدده قصائدمعبره عن تجربه
شديده التميز ترى العالم من خلال رؤية الشاعر

ونرى ميكانزم العمليه الابداعيه اعتمد على حالات واستثمر منها صياغه لورده تنعبير انسانى

اعتمد على بشكل واضح على مؤثرات نفسيه فى رسم لوحته الاولى مفيهاش كوابيس

وهى القلق والحدس والتخيّل ليرسل مجموعه من الرسائل مختلفه الالوان وبشكل مميز بالفعل





صادق امين

قراءة جيدة لشاعر جيد ...شكرا للأستاذ صادق أمين