كل من حولى يرى اننى سهل الانقياد وانه من السهل ان اتأثر باراء الاخرين ولكنى لا ارى اننى مثل هذا الشخص الذى يتحدثون عنه .. بل اننى على العكس تماماً مما يقولوه عنى
فانا ارى ان رأيي لا احيد عنه ابداً مهما كان فما ان اتخذ قراراً ما فلا يستطيع احد ان يجعلنى اتخلى عن قرارى هذا .. ابداً
فقرارى هو القرار الاخير دائماً ولا يأتى بعده قرار اخر ...
إلا اذا..
- اتزوج ... انا اتزوج ...انا اذكى من ان اسلك هذا الطريق ... يكفى اننى افعل ما اريد وقتما يحلو لى وكيفما اريد .لن اتزوج وهذا هو قرارى .. قرارى الاخير
هكذا صرحت برايي لوالدى حينما فاتحنى فى امر زواجى من الفتاة التى اختارها هى لي بل ولم اضع له مجال للنقاش وقد كان ...
انطلقت موسيقى هادئه فى ارجاء المكان و كنت انا وسط هذا الحشد اضم بين يداى زوجتى فى حفل زفافى الذى كان مثار احاديث كل من حضره فلم يكن حفلاً عادياً فى كل شئ وقد كنت ادرك جيداً ان اصدقائى يتغامزون فيما بينهم حول رأيي السابق فى الزواج والذى كنت دائم الادلاء به فى كافه احاديثنا التى تتعلق بأمر الزواج
والتى كنت دائماً كنت اختتم حديثى بجملتى المعهودة
ومرت شهور على زواجى وكانت زوجتى دائماً تحاول ارضائى بكافة الطرق وهذا ما دفعنى بالتالى ان اجعلها تشعر انها هى الملكة المتوجه على قلبى
ولكن مع التحفظ على شئ ... بل هو اهم شئ عندى
وهو ان يبقى القرار النهائى هو قرارى .. قرارى وحدى لا يشاركنى فيه احد
حتى جاء ذلك اليوم الذى وجدتُ زوجتى تفاتحنى فى امر ما
- حبيبى هناك امنية طالما تمنيت ان تحققها لى ... اننى اتمنى ان اكون ام ... وان يكون لى ابن منك
وبالطبع لم يكن هذا ما اريده الان فمازال امامى طريق طويل يجب ان اتخطاه حتى استطيع تأمين مستقبلى وكذلك مستقبل ابنائى من بعدى
وقد كان نهاية الحوار مع زوجتى
- كلا لن ننجب اطفال قبل خمس اعوام على الاقل حتى انجح فى تأمين مستقبلنا اما قبل هذا فلا
ولا اريد مناقشة فهذا هو قرارى .. قرارى الاخير
ولم يمض على هذا الحوار سوى تسعة اشهر حتى رزقنا الله باجمل طفلة رايتها فى حياتى -على الاقل فى نظرى انا- وكدت اطير من الفرح وقتها وعاهدتُ نفسى امام الله ان افعل كل ما استطيع حتى تصير كما اتمنى ان تكون
ومرت الاعوام حتى صار عمر ابنتى ست سنوات حين وجدتُ زوجتى بامر ما
- حبيبى هناك امر اعلم انه بالغ الصعوبه على نفسى ولكن ارى انه امر حتمى .. لقد كبرت ابنتنا وكذلك المصاريف قد زادت فلماذا لا تبحث عن فرصة عمل باحدى الدول العربية
وبالطبع لم اكن راضياً عن مثل هذه الفكرة فانا ابداً لا ولن اترك بلدى وزوجتى وابنتى واذهب الى اى بلد اخر لست ادرى هل ساوفق فيه ام لا ... ثم ان الرزق بيد الله فليس هناك داع للسفر والغربة فرزقى سيأتينى اينما كنت
لذا كانت اجابتى المتوقعة
- لا لن اسافر واتركما هنا ولن اقبل نقاش فى هذا الامر وهذا هو قرارى الاخير
**********************************************************************************
- حبيبتى ارسل اليك خطابى الثالث لاخبرك عن احوالى هنا ... ان العمل هنا ممتع بل ان الحياة مختلفة تماماً عما عهده فى الوطن ولكن ما ينقصنى هو بعدكما عنى ولكن بالنسبة لامر طلبك الاخير الذى طلبته فى الخطاب السابق
فى ان ابحث لكِ عن فرصة عمل هنا فنا اتمنى ان تنسى امر هذا الطلب فمن الافضل ان تتركى لى امر العمل وتدبير المصاريف وان تتفرغى انت لرعاية ابنتنا ولتعلمى ان هذا هو قرارى ...
قرارى الاخير
وقد كان .