يوم الشهيد الفلسطيني 7/1 فجر المرايا الصادقة

هناك في أعالي النهارات كتبوا بالدم
ميلادهم الجديد, ليولد شعب, لترتقي أمة... كانت عنوانهم فلسطين, فلسطين في
المبتدأ, يقين الثائرين على صراط المجد, كانوا وقوداً لثورة لمّا تزل أنبل ظاهرة
عرفها تاريخنا المعاصر, شهداء - شهود يفتتحون صباحاتنا الفلسطينية والعربية, بنشيد
الحياة الذاهب إلى فضة المجد, وإلى فتنة الغد شهداءنا – شهوداً أوقدوا شعلة لن
تنطفئ, ومضوا لمتسع من الحضور, إلى أبجديتهم الباذخة, في عقدهم مع التاريخ,
تأريخاً – يحتفي بظلالهم المضيئة, تلك صورهم, وأسماؤهم لينداح الغياب, نُعليهم فوق
سحاب وقتنا, نزنر بهم أرضنا, من مبتدئ الجرح, إلى ترتيلة المقاوم.

هم الوعد واحترام التواريخ في صعودها
طليقة, بنصوصها الفاتنة, الواضحة كما الطلقات...

هم من رسموا خارطة وطن بهّي, ليعيدوا
امتداده في شرايين الحجر, في فسخ التراب, في رعشة الكلمات التي تركوها بيننا,
نابضة كحياتهم, وكحقيقتهم الحاضرة, هم الممكن الوطني, المطلق الوطني, حينما
نستذكرهم, يعودون بيننا كما خيط دم ينسج أشجار كثيفة واقفة تخفق في أوراقها
الأرواح.

نستعيد سيرتهم ومسيرتهم, لنصعد وقتنا,
فهم صورتنا الأخيرة في مرايا لا يخطئها الصحو, والوضوح..

لشهدائنا حكايات, أولها انتصار الدم
على السيف, وذروتها زمن البسالة وفلسطين حقيقة أسماؤهم كلها, معراج دمهم, ومعجزة
حياتهم الأخرى, فهم الحاضرون أبداً في وعينا, وحروفنا, وخبز إيماننا, حينما وهبوا
أجسادهم للتراب, لتتفتح ينابيع الرؤيا لمجاز بطولاتهم الكبرى, كيف لا وهو الشفق
النازف بخاصرة الوطن.

شهداء يقتحمون الموت, يعبرون ساحات
البيوت, وحواري الوطن, ليقيموا في خلجات التكبير, في المآذن, ويطلقوا الأرض لتكسير
قيدها حرّة إلى آخر الحلم.

نستحضرهم ليكونوا لحظتنا الفلسطينية
التي أثقلها العابرون برمادهم العابر, ليكسروا حشاشة مساوم على سنبلة وزيتونة في
البقاء, هم من أقاموا الفرق واضحاً, بين الجسارة والخوف, بين النصر, وما يصنعه
متخاذل في آخر الوقت.

في امتداح حضورهم, امتداح يقينهم
العالي بأن عظامهم تبني وطناً لا ينمحي, ولا يجرؤ غزاة طارئون على محوه, ولن تُنسى
عظامهم تحت وسائد السلاطين, نستذكرهم لننصت لحقيقتهم, حقيقية وطن ينهض عشية قتلة,
ليرفع الأرواح سارية ونشيد, ويوقظ الفروق كلها بين الشهداء – الشهود, وبين من
ضلّوا الطريق وخلعوا ما تبقى من حياة, نعم نمتدح بطولاتهم الباقية أبداً في
الذاكرة, ونقيس المسافة بالذاكرة إليهم, لنُنهض الذكرى عندما مواقدهم, لنُعيد
للشرارة دفئها الكامن..

شهدائنا رأوا ما يريدون, وأطلوا على
ما يريدون, فهم في أعالي البنفسج, وفي انتباه العاصفة, وفي شتلات الزيتون, قالوا
للريح انثريها على الفصول وعلى الجليل الأعلى, والكرمل وأريحا, وغزة, وبيت لحم,
قالوا للمدى:- إنّا البداية كي يصل الرفاق خفافاً, كي يبزغ الصبح من عتمة الطريق,
كي تصلوا جمعياً لدّرة أعراسنا, بين مذبحتين, وحشرجتين, إنّا البداية لتسردوا, لمن
ولد الآن:- قصة من تضّرج بعطر وطن ولم يغيب, كما قمر في ليلة فلسطينية الإيقاع....

قرعوا جرس الروح, وتحت قوس النار
مّروا, وفي مساءات الرصاص عادوا لأعراسهم فاتسع الكلام, واختنق الحصار, عادوا
لحرير حكايات عنوانها:- وردة الكبرياء.

كتبوا أسمائهم حضروها على رخام الوقت,
كي تصبح دليل حُلمنا فتتسع أرضنا, كتبوا لنا لنتسلق أحلامنا, أن أعدّوا بنادقكم,
فثمة تواريخ تنتظر وأسرجوا خيول الريح كي تُوقظوا مثلنا, هكذا تكلم الشهداء ولم
ترفع الأقلام, ولم يجف دم الكلام...
بقلمي .. الرابط الأصلي www.abusharar.org

رحم الله شهدائنا الابرار وعاش شعبنا الفلسطينى واعانكم الله اخى الكريم

تحية لكل الشهداء الأبرار فى جميع
وطننا العربي
و الذين يسطرون بدمائهم تاريخ بلادهم

» فرق دقيق بين كلمتي اللاتي واللائي
» المرايا
» طقس المرايا..؟
» المرايا
» ومضات شعرية - متجدد