إتحاد الكتاب والمثقفين العرب يندد بالإرهاب
(( بيــــــــــان من إتحاد الكتاب والمثقفين العرب ))
رقم 1 لعــــــــــــــــــــــام 2011
يُنعي إتحاد الكتاب والمثقفين العرب بمزيد من الحزن والآسى آرواح الآبرياء الذين فقدوا أرواحهم
في حادث تفجير كنيسة القديسيين بالإسكندرية في الدقائق الآولى من مطلع هذا العام ,
ويتقدم بخالص العزاء والمواساة لآرواح الضحايا من مسلميين ومسيحيين الذين إمتزجت دمائهم
في هذا العمل الإجرامي الذي تنبذه كل الشرائع السماوية و كما نتضرع إلى الله ان يتم شفاء المصابين
في هذا الحدث الجبان .
حفظ الله مصر من كل شر وسوء, وجنبها الله نيران الفتنة الحارقة التي تُغذى من أعداء مصر .
والقارئ للقرآن الكريم يجد النص الواضح والصريح بتحريم القتل والإرهاب وسفك دماء الآبرياء
فقد قال الله عز وجل في سورة المائدة الآية 32
(( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )) وهنا يرصد القرآن
بشاعة الحدث في رد الفعل للقتل الإرهابي (( فكأنما قتل الناس جميعاً ))
والناس اسم علم للكل ليس لمسلم فقط دون مسيحي او غيرهما من آصحاب الشرائع والملل , الإرهاب
بالقتل رسالة تهدد البشرية جميعها وهي بؤرة الفساد في الأرض والإسلام منها برئ .
ومما لاريب فيه ان العودة لوصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقباط مصر , تعيد إلى الآذهان
التسامح والأمن والآمان وحقوق المواطنة والتأخي
فقد روت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى عند وفاته
فقال: "الله الله في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعوانًا في سبيل الله"،
وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "استوصوا بهم خيرًا، فإنهم قوة لكم، وبلاغ
إلى عدوكم بإذن الله" يعني أقباط مصر.
والدارس للتاريخ الإسلامي ليجد حرص الإسلام على حماية دور العبادة من كنائس وبيع وصوامع
لغير المسلميين وهاهو الفاروق عمر بن الخطاب يسجل في التاريخ روعة الإسلام وعظمته .
لقد أولى الإسلام عناية خاصة بدور العبادة الخاصة بغير المسلمين، فحرم الاعتداء بكافة أشكاله على دورهم؛
ففي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أهل إيلياء (القدس) نص على حُريتهم الدينية، وحرمة
معابدهم وشعائرهم بقوله: "هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان:
أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسائر ملَّتها، لا تُسكن كنائسهم، ولا تُهدم
ولا ينتقص منها، ولا من حيزها، ولا من صليبها، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم،
ولا يُضار أحد منهم".والقارئ للكتاب المقدس يجد العديد من آيات السلام أذكر منها خلال قراءتي للإنجيل
منها :"إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 18)
"عِيشُوا بِالسَّلاَمِ، وَإِلهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 13:
11) "لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ" (سفر الأمثال 17: 1)
"حِدْ عَنِ الشَّرِّ، وَاصْنَعِ الْخَيْرَ. اطْلُبِ السَّلاَمَةَ، وَاسْعَ وَرَاءَهَا" (سفر المزامير 34: 14)
"أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ السَّلاَمَةِ" (سفر المزامير 37: 11)
ومن فوق هذا المنبر ,أخاطب ضمير الأمة من مسلميين ومسيحيين للوقوف صفاً واحداً للتصدي للإرهاب ,
كما أخاطب عقلاء الأمة من نشر ثقافة رد الفعل المنبثقة من جمح الغضب الأعمى , والتبصر بالعلم
والمنطق والثقافة والفكر , لمواجهة عدونا جميعاً الذي هو
الإرهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــاب.....!!!
محمد محمد حسن كامل
رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب