الاحتفال المركزي للذكرى السادسة والأربعين لإنطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح... انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة
عرسٌ عربي يتجدد من كل عام, وذكرى توحدنا على ضرب الرصاص في وجه العدو,
شعلة تتوقد ونفوسٌ تعاهد الله والأمة على استمرار النهج, نهج المقاومة
والكفاح المسلح .
عندما تبتدئ مراسم الاحتفال ,العيون والقلوب تترقب كل عام لترى شعلة
القلوب تتوقد وتعود لتنير الدرب وتحث النفوس على تقديم الدماء فداءً للحرية
والكرامة واستعادة الحقوق, من أجل وطننا ومن أجل أمتنا كما قدمنا أنفسنا
لزوال الكيان الغاصب, هانحن نجدد العهد هذا العام, بأن من سبقنا أنار دربنا
بنار الثورة المتوهج من شعلة النصر الحتمي لفـتح ,سنقدم أرواحنا لنزيل
الكيان الصهيوني من أرض أمتنا الحبيبة .
بدأ الحفل هذا العام في ليلة 1/1/2011م الأخ أبو القاسم بالترحيب بالحضور الكرام, وكان في مقدمتهم
الأخ المناضل العقيد أبو موسى أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرر الوطني الفلسطيني فتح ((الانتفاضة)), والأخ
أبو حازم أمين السر المساعد للجنة المركزية للحركة, والأخوة أعضاء اللجنة
المركزية للحركة, والأخوة أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح
((الانتفاضة)),والأخوة كوادر وأعضاء الحركة.
وكما كان في مقدمة الحضور: الرفيق عربي عواد أمين عام الحزب الشيوعي
الفلسطيني, والرفيق خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي
الفلسطيني, والأخ زياد نخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في
فلسطين, والأخ ممثل جيش التحرير الفلسطيني, والرفيق أبو نهاد أمين فرع
فلسطين لحزب البعث العربي الاشتراكي , والرفيق راتب شهاب أمين فرع اليرموك
لحزب البعث العربي الاشتراكي التنظيم الفلسطيني ,وممثل السفير الإيراني
,وممثل الإمام آية الله علي الخامنئي على رأس وفد يرأسه الشيخ إيماني
,وممثلي السفارات الشقيقة والصديقة, وممثلي المنظمات الشعبية الفلسطينية ,
وممثلي لجآن المتابعة في سوريا, وممثلي لجان حق العودة والمجلس الفلسطيني
من أجل العودة ((ميثاق)), وممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية ,والأخوة
فعاليات ووجهاء ومخاتير ورجال الدين في مخيماتنا الفلسطينية.
وبعد الانتهاء من الترحيب دعا الأخ أبو القاسم الأخ المناضل العقيد أبو
موسى لإلقاء كلمة المناسبة السادسة والأربعين لانطلاقة حركة فتح...انطلاقة
الثورة الفلسطينية المعاصرة
وسنبقى مع كلمة الأخ أبو موسى كاملة:يطيب
لي أن أغتنم مناسبة حلول العام الميلادي الجديد, وحلول الذكرى السادسة
والأربعين لانطلاقة حركة فتح وقواتها العاصفة, إنطلاقة الثورة الفلسطينية
المعاصرة, أن أتوجه إليكم جميعاً وإلى جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل
وأمتنا العربية والإسلامية المجيدة, وإلى كل قوى الحرية والتقدم في العالم,
بأطيب التحيات وأصدق الأماني في أن يكون العام الجديد عام خير وبركة على
الجميع, وأن يشهد إنجازات وانتصارات على تحقيق أهداف شعبنا في التحرير
والعودة ,وأن يكون عاماً تتحقق فيه أماني أمتنا جمعاء بالتحرير والحرية
والتقدم.
إنها ليلةٌ مباركة نحييها في كل عام , فذكرى الانطلاقة مناسبة وطنية
كفاحية معمدة بالدم والتضحيات, تستحق الاحتفاء بها وتخليدها فلقد كانت ولا
تزال عنواناً تاريخياً مميزا وواقعاً نضالياً كفاحياً لمسيرة النضال الوطني
المعاصر.
فلقد أحدثت تحولاً نوعياً وهاماً في مسيرة نضال شعبنا وفي مسار قضية
فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني فنقلت شعبنا الفلسطيني من واقع التشرد
واللجوء والتفكك والانتظار إلى واقع وحالة امتلاك زمام المبادرة وتنظيم
الصفوف والنهوض والمقاومة وجاءت في حينها تعبيراً عن إرادة وطنية حقيقية
يختزنها الشعب الفلسطيني فشلت سنوات النكبة المريرة من انتزاعها وكسرها .
لم تكن الانطلاقة في 1ـ1ـ1965م مجرد رصاصات انطلقت بل تأسيس التحضير
لها على مبادئ ومنطلقات وأسلوب كفاحي وأهداف وطنية تبلورت من خلال تشخيص
حقيقي كان ولا يزال صائباً لطبيعة العدو الغاصب ولدوره ووظيفته في خدمة
المصالح الإمبريالية وتشخيص حقيقي لأطراف الصراع وأبعاد قضية فلسطين
القومية والدينية والإنسانية ولطبيعة المرحلة التي يخوض غمارها شعبنا
المناضل ألا وهي مرحلة التحرير الوطني لهدف واضح وهو تحرير فلسطين تحريراً
كاملاً.
لقد تحققت إنجازات وطنية كبيرة وتراكمت في مجرى الصراع مع العدو يطول
الحديث عنها ولكن اللهاث وراء أوهام التسويات والخروج عن الأسس والمبادئ
والانحراف عن الأهداف الوطنية من قبل فريق فلسطيني مستسلم أدخل الحركة
الوطنية الفلسطينية في أزمة عميقة فجرى تبديد العديد من الإنجازات وتعرضت
قضية فلسطين لفصول متتالية لفصول التسوية نعيش اليوم أخطرها إذا ما بقي
أصحاب ورموز هذا النهج يتحكمون بقضية فلسطين غير عابئين بالنتائج الكارثية
التي ألحقوها بالشعب الفلسطيني.
إنهم يدفنون رؤوسهم في الرمال يرفضون استخلاص الدروس ولن ينفعهم الصراخ
والعويل وإلقاء اللائمة على حكومة نتنياهو فالعدو الصهيوني تعاطى مع
المفاوضات منذ بدايتها على قاعدة أنها تشكل له مظلة لاستكمال مشروعه
الإستعماري الإستيطاني التهويدي وكل حديث عن السلام ما هو إلا لغو وخداع
وتضليل وما يفعله نتنياهو اليوم هو امتداد لكل ما فعلته الحكومات الصهيونية
السابقة منذ بدء المفاوضات حكومات
شامير-رابين-بيريز-نتنياهو-بارك-شارون-أولمرت-نتنياهو مجدداً إن من يرى
المسألة تتلخص في حكومة صهيونية متطرفة يتجاهل تماماً الإستراتيجية
الصهيونية بل مكوناتها السياسية والعسكرية والأمنية ويتجاهل مسيرة 18عاماً
من المفاوضات ونتائجها الكارثية بدءاً من أتفاق أوسلو وحتى يومنا هذا.
وإن ما يفعله نتنياهو وحكومته ما هو إلا فصل ومرحلة جديدة من مراحل
استكمال المشروع الصهيوني فللعدو برنامجه المرحلي المرتبط بهدفه النهائي
والذي يقوم على كسر إرادة الشعب واستكمال مشروع التهويد والاستيطان وبناء
(القاعدة الآمنة) قاعدة العدوان على الأمة بأجمعها واليوم وبهذه المناسبة
أيها الأخوة لابد من ألإشارة إلى عدد من النقاط :
1-إن
ما يشجع العدو الصهيوني على برنامجه هذا هو قراءته إلى واقع السلطة
المتداعي والمنهار واستخفافه بواقع النظام الرسمي العربي واتكاءه على الدعم
الأمريكي اللا محدود وما يقوم به اليوم من غطرسة وعربدة واستقواء ليس
دليل قوة وقدرة ذاتية بل من خلا ل جملة هذه الأوضاع فلعدو الذي يواجه أزمات
ويفكر بعواقب أي مغامرة حمقاء يرتكبها ضد لبنان أو سوريا أو إيران قادرٌ
اليوم على التنفيس عن أزماته في فلسطين وعلى إعادة ترميم قوته الردعية على
أرضها وهو يعمل اليوم لتكون كل فلسطين (قاعدة آمنة) لمشروعه المعادي الذي
يستهدف الأمة.
2-إن الخطر الصهيوني لا ينحصر فقط في فلسطين بل يمتد ليشمل وطننا العربي
وامتنا جمعاء ونقول إن الوقوف أمام التحدي الصهيوني هو مصلحه عربيه قبل إن
يكون مصلحه للفلسطينيين انه دفاع عن امن كل قطر عربي قبل أن يكون انتصار
للشعب الفلسطيني إن التوقف عند دلالات هذه الاختراقات الواسعة التي يجري
الكشف عنها حتى مع بلدان تصالحت معه ودوره المفضوح في بث بذور الفتنة
وانخراطه في مخططات التجزئة التفتيت التي تطل برأسها في العديد من الأقطار
العربية كجرس إنذار يدق ناقوس الخطر وهذا يستوجب إعادة رسم وبناء
إستراتيجية عربية متكاملة لصد هذه المخاطر والتحديدات.
3- لقد ارتكبت سلطة حكم الإداري الذاتي والقيادة المتنفذة المهيمنة على
منظمة التحرير الفلسطينية من الخطايا الوطنية ومن التنازلات والتفريط ما
يفقدها أي مكانة وطنية فلقد عرضت قضية فلسطين الأخطر فصول التصفية مما
يتوجب النضال من أجل إسقاطها ونزع أي شرعية تمثيلية عنها كخطوة لا بد منها
لإنقاذ قضية فلسطين من براثن التصفية إننا ندعو بمناسبة ذكرى الانطلاقة
كافة القوى الوطنية الفلسطينية والشخصيات والفعاليات الوطنية إلى التحرك
بجدية عالية والعمل على إعداد مؤتمرات وطنية في عموم ساحات تواجد شعبنا
لنزع الشرعية من هذا الفريق والتمهيد لبناء مرجعية وطنية مؤقتة تعمل على
إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وبلورة إستراتيجية وطنية فلسطينية
وبرنامج وطني يحدد المهام الراهنة ووسائل تحقيقها ويعيد الاعتبار لخط ونهج
المقاومة والكفاح المسلح.
4- وأود أيها الأخوة والرفاق أن أتطرق إلى موضوع يكتسب أهمية كبيرة
فنحن جميعاً نتابع المخاطر المحدقة بلبنان الشقيق وما تتعرض له المقاومة
فيه بقيادة حزب الله من استهداف بات مكشوفاً ومفضوحاً أخذت من موضوع
المحكمة الدولية ذريعة لها إنني باسم اللجنة المركزية وكوادر ومناضلي
الحركة أؤكد على ما يلي أولاً-نحن في حركة فتح الانتفاضة حريصون كل الحرص
على أمن لبنان وعلى استقراره وعلى وحدته وعلى سيادته على أن يسود السلم
الأهلي ربوعه ونتمنى أن تتجاوز القيادات اللبنانية هذه الأزمة لما فيه خير
للبنان والشعب اللبناني الشقيق,ثانياً-مع تأكيدنا على أننا لا نتدخل في
الشؤون المحلية لا للبنان ولا للدول العربية إلا أننا نعتبر أن استهداف
المقاومة في لبنان واستهداف حزب الله ليس شأناً محلياً بل هو مؤامرة
أمريكية صهيونية تستهدف كل قوى المقاومة في أمتنا وانطلاقاً من هذا فإننا
نعلن أننا نقف إلى جانب المقاومة في لبنان وحقها في الوجود وحقها في مواصلة
دورها لتحرير منا تبقى من الأرض اللبنانية وفي أن تكون قوة ردع أمام
المخططات الصهيونية المعادية التي لا تخفي أطماعها في لبنان وإننا في هذه
المناسبة نبعث للأخوة في حزب الله وإلى سماحة السيد حسن نصر الله بأطيب
تحياتنا وأصدق مشاعر التضامن.
أيها الأخوة .....أيها الحفل الكريم
رغم الأزمات والتحديات وحدّة المؤامرات فإننا على ثقة أكيدة أنه بإرادة
شعبنا وعزيمة قوة أمتنا الحية, سنفشل أهداف المشروع الأمريكي-الصهيوني,
وسنهزم كل مخططاتهم, فالقضايا العادلة لا تموت, وإرادة الأمة لن تنكسر,
ونحن على طريق استمرار الثورة والمقاومة ووفاءً لقوافل الشهداء الأبرار,
وتأكيداً للعهد والقسم الذي قطعناه على أنفسنا, نستقبل العام الجديد من عمر
ثورتنا الذي سيكون عاماً نصعد فيه مقاومتنا, عام إفشال مشاريع ومخططات
التصفية, عام كسر الحصار عن قطاع غزة الصامد.
فتحية لجماهير شعبنا في فلسطين وساحات الشتات, بهذه المناسبة الوطنية العظيمة .
تحية لسوريا بقيادة الدكتور بشار الأسد ,سوريا قلعة الصمود والممانعة
,وتحية للمقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة السيد حسن نصر الله,وتحية لإيران
ثورة المظلوم على الظالم ,وتحية لتركيا ومساندتها لقضيتنا العادلة,تحية
لكل القوى الحية التي انتصرت لقضية فلسطين وجهزت الحملات الإنسانية لكسر
الحصار عن قطاع غزة, ونحي شهداء أسطول الحرية الأبرار, كما نبعث بتحيتنا
إلى المتضامنين الأحرار في قافلة آسيا (1) لكسر الحصار عن غزة.
ويسعدني أيها الأخوة قادة وممثلي فصائل المقاومة, وضيوفنا الكرام, ان
أدعوكم لنتقدم معاً, لإيقاد شعلة الثورة, تعبيراً عن ارادتنا الواحدة في
مواصلة درب الثورة حتى النصر.
وتقدم الأخ أبو موسى والحضور وتم إيقاد الشعلة والقلوب تعاهد الله مرة أخرى بمواصلة الدرب بثورةحتى النصر .متابعة طالب درويش