الكيان الصهيوني وسرقته للموارد الطبيعية الفلسطينية

تشير المصادر الفلسطينية والتقارير الدولية إلى شح المياه في المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية وبخاصة مدينتين بيت لحم والخليل ,حيث بات المستوطن الصهيوني يستهلك ستة أضعاف ما يستهلكه المواطن الفلسطيني صاحب الحق بالمصادر الطبيعية الفلسطينية .
ويلاحظ المتابع للأنشطة الصهيونية المختلفة وخاصة الاستيطانية منها أن عملية التخطيط لمصادرة المياه جنباً إلى جنب مع مصادرة الأراضي من أولويات المشاريع لقادة العدو الصهيوني .
حيث نشرت وزارة الخارجية البريطانية وثيقة سرية كتبها الإرهابي بن غورين في عام 1941 ، جاء فيها ))علينا أن نتذكر أنه من أجل قدرة الدولة اليهودية على البقاء لابد أن تكون مياه الأردن والليطاني مشمولة داخل حدودنا((.
وإثر إنشاء ما يسمى دولة الكيان الصهيوني في أيار من عام 1948 سعيت سلطات الاحتلال الصهيوني للسيطرة على الجزء الأكبر من الموارد المائية في فلسطين,وبدأت الدوائر الصهيونية المتخصصة على الفور في تنفيذ المشاريع المائية,وأهمها وأضخمها مشروع ما يسمى ناقل المياه الوطني,لنقل مياه بحية طبرية إلى صحراء النقب التي تشكل أكثر من 50% من مساحة فلسطين التاريخية.
ــ أهمية المياه للكيان الصهيوني:
ركزت وثائق الحركة الصهيونية قبل احتلال فلسطين على أهمية المياه لاستمرار الدولة الصهيونية المنشودة في الحياة,وقد تأكد ذلك في التقرير الصادر عن المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في مدينة بازل السويسرية في نهاية آب عام 1897,وقد توضحت أهمية المياه للمشروع الصهيوني من خلال تصديات قادة الإرهاب الصهيوني بعد احتلال فلسطين في أيار من عام 1948.
ولم ينصرف أصحاب القرار والمخططون في الكيان الصهيوني يوما عن البحث في وضع مخططات ورسم السياسات بجهة السيطرة عل أكبر حجم ممكن من المياه العربية سواء في فلسطين أو في الدول العربية,وتبعا لذلك فإن المياه هي التي حددت جغرافية الكيان الصهيوني وتوسعاته منذ عام 1948 مرورا بعدوان الخامس من حزيران في عام 1967 وصولا حتى اللحظة السياسية الراهنة,الأمر الذي يفسر مسار الجدار العازل من البدء في إنشائه في صيف عام 2002,حيث سيلتهم أكثر من 50% من أراضي الضفة الغربية البالغة مساحتها الكلية خمسة آلاف وثمانمائة كيلو متر مربع.
وسيحجز في ذات الوقت أهم الأحواض المائية الفلسطينية في الضفة الفلسطينية من الجهة الغربية للجدار لصالح المستوطنين واستخداماتهم المختلفة سواء للزراعة أو للشرب أو للصناعة,تاركا بذلك الفلسطينيين في عجز وشح كبيرين في ظل زيادة سكانية عالية تزيد عن 3’5% سنويا بينهم الأمر الذي سيؤدي إلى تعطيش الفلسطينيين واتساع ظاهرة التصحر في أرضهم الزراعية,وبالتالي يعمل الكيان الصهيوني على طرد آلاف من السكان الفلسطينيين بشكل قسري غير مباشر,
ــ أساليب السيطرة على مياه الضفة:
وما يوضح الأهمية المائية للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بالنسبة للكيان الصهيوني,استصدار سلطات الاحتلال لعشرات القرارات الجائرة من أجل التمدد المائي في عمق الضفة الغربية,ومن أهم تلك القرارات القرار العسكري الصادر عن المؤسسة العسكرية في الكيان الصهيوني وذلك من السابع من حزيران من عام 1967 والذي يقضي بالسيطرة على جميع مصادر المياه الموجودة في الأراضي التي تم احتلالها في العام المذكور ، واعتبار تلك المصادر ملكاً للكيان والمؤسسات ذات الصلة ، كما تم استصدار أوامر لاحقة من قبل سلطات الاحتلال تم من خلالها التحكم بجميع مصادر المياه من قبل الفلسطينيين أو إصلاح القديم منها ، وقد أدى ذلك إلى السيطرة على نسبة كبيرة من حجم الموارد المائية المتاحة للفلسطينيين في الضفة الغربية . وتبعاً لذلك باتت قضية نقص المياه في الأراضي الفلسطينية مع زحف الجدار العازل في عمق تلك الأراضي تنذر بأزمة حقيقية وخطر كبير على مستقبل حياة الشعب الفلسطيني ونشاطه الزراعي الذي سيؤدي إلى تهميش دور القطاع الذي يعاني منها في الأساس نحو 60 % من المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية . وفي الوقت الذي غابت فيه أية خطة مواجهة حقيقية فلسطينية وعربية للحد من سرقة العدو الصهيوني للمزيد من المياه العربية ، تكشف اللجان الصهيونية المسؤولية عن المياه نشاطها المذكور ضمن سياسة إستراتيجية لا تنفصل عن السياسة الاستيطانية الصهيونية الهادفة إلى بسط السيطرة على أكبر مساحة من الأرض وعلى كافة مصادر المياه وأقل عدد من السكان الفلسطينيين (( الديموغرافية الفلسطينية وأزمة المياه القادمة )) على الرغم من ندرة المياه في فلسطين بشكل عام مقارنة بالنمو السكاني المرتفع فإن اتسعت الأزمة المائية لتشمل عدد من الدول العربية ، خاصةً بعد سيطرة العدو الصهيوني على مياه نهر الأردن والحاصباني وغيره ، كما سيطرة على جميع الأحواض المائية في فلسطين واستطاع العدو الصهيوني بعد مخططاته وسياسته العدوانية أن يسيطر على 81 % من حجم مصادر المياه الفلسطينية خلال الفترة ( 1967 – 2009 ) ، حيث تشير الدراسات إلى أن حجم الموارد المائية المتاحة للفلسطينيين في المنطقتين نحو (750) مليون متر مكعب سنويا.وعلى الرغم من وجود اتفاقية حول تمويل الكيان الصهيوني لثمانين مليون متر مكعب من المياه في السنة للفلسطينيين لكن سلطان الاحتلال الصهيوني تنصلت منها.
ومن حيث يحتاج فلسطينيو الضفة إلى 150 مترا مكعبا سنويا من المياه,فلا يتوفر لهم سوى 50%منه.
ومع الارتفاع المستمر لمجموع سكان الضفة والقطاع الذي وصل إلى أكثر من أربعة ملايين فلسطيني في عام 2010,سيزداد الطلب على المياه,لكن من الواضح أن المشكلة المائية ستكون بوتائر عالية في قطاع غزة,نظرا للكثافة السكاني والمساحة الضيقة التي لا تزيد عن 364 كيلو مترا مربعا,ويحتاج سكانه إلى مائة وعشرين مليون متر مكعب سنويا في وقت لا يتجمع لهم من مياه الأمطار سوى خمسة وأربعين مليون متر مكعب.
وأدت الأوضاع التي خلفته سياسات الاحتلال إلى حدوث مشكلة صحية بسبب تلوث مصادر المياه نتيجة للسحب الزائد للمياه الذي يودي إلى دخول المياه العادمة إلى المياه المستعملة.
ــالعدو الصهيوني ومخططاته القادمة:
كما هو معروف لدى الجميع بأن العدو الصهيوني مستمر في مخططاته العدوانية والتي يهدف منها السيطرة الكاملة على منطقة الضفة الغربية,حيث تشير الدراسات إلى أن الكيان الصهيوني يستهلك ماليا أكثر من 10% من المياه المتجددة سنويا لأغراض الاستهلاك المختلفة المنزلية والزراعية والصناعية.
وفي ضوء احتمال اجتذاب أعداد محتملة من المهاجرين اليهود في السنوات القادمة وزيادة الطلب على المياه,من المحتمل أن ترتفع نسبة العجز المائي الصهيوني لتصل إلى مليار متر مكعب سنويا,وبالتالي ستبحث قيادة الاحتلال عن خيارات للسيطرة على مصادر مائية عربية لتلبية حاجاتها المائية.
مما تقدم يتضح أن سياسات قادة العدو المائية إزاء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وارتفاع معدلات الخصوبة بين النساء الفلسطينيات التي تتعدى سنة موالد المرأة طيلة حياتها الإنجابية,جعلت شبح العطش والجوع يلوح بالأفق بين الفلسطينيين,في وقت أدار فيه لغدر العدو وإظهاره لكافة القرارات والاتفاقيات الدولية في مقدمتها اتفاقية جنين لعام 1949,ونتيجة لذلك بات المواطن الفلسطيني.صاحب الحق بالماء والهواء والأرض على وطنه...
وتبقى الإشارة إلى أنه بدون سيطرة الفلسطينيين على مصادرهم الطبيعية وفي المقدمة منها شريان الماء.

التخاذل العربى والصمت القاتل

هما من اهم اسباب هذا التعملق الصهيونى .

ولو ان العرب إتحدوا وكونوا قوة ستكون النهايه

المحتمه للكيان الصهيونى او على الاقل تحجيمه

وهنا سؤال للعرب :

متى تستفيقوا ايها العرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟