محمد خضر الشريف مشرف اللغة العربية
الدولة : عدد الرسائل : 637 64 الهواية : رئيس تحرير وصحفي وكاتب وشاعر وقاص نقاط : 1008 تاريخ التسجيل : 27/10/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: حديث صديقتي في اسطنبول !! = محمد خضر الشريف- اسطنبول السبت نوفمبر 06, 2010 6:10 am | |
| شؤون وشجون يبثها لكم: محمد خضر الشريف
حديث صديقتي في اسطنبول !!
قضيت الأسبوع الماضي في «اسطنبول» عاصمة العالم الإسلامي ومركز الثقل العالمي -ذات يوم- ولابد من ذكر كلمة « ذات يوم» لنشعر بأننا يمكننا أن نكون أقوياء بإسلامنا الذي هو دين التحضر والرقي والفتوحات ودين القوة السياسية والاقتصادية والفنية أيضا.. كما حدث في «اسطنبول» وتحقق للمسلمين أعلى وأعظم حضارة عالمية بشهادة المؤرخين الغربيين أنفسهم, قامت ركائزها على الإسلام شريعةً وقانوناً وتقدماً وتمديناً ورقياً.. في الوقت الذي مسح العلمانيون وأنصار أتاتورك كل معنى جميل لهذه الحضارة, حتى معالمها الرئيسية من متاحف ومساجد ومعالم والتي هي قائمة الآن كشاهد حق على هذه الحضارة وسموها وعلوه كعبها, لم يكلفوا أنفسهم بتعريفها للناس باللغة العربية التي اعتمدها أصحابها الترك أنفسهم, وكانوا يفتخرون بها في كتاباتهم ونقوشهم ورسومهم على المساجد والقصور وعلى القبور أيضا!!
ودعونا الآن من حديث الذكريات, لأنه حديث موجع ومؤلم, ومن الممكن أن يحدث لي أنا على الأقل «أرتكاريا» أو مغص شديد في «القولون».. وتعالوا أُعَيِّشْكم بعض الحديث النفسي الخفيف الذي لا يصيبكم بأي غثيان أو إرهاق أو تحسر على السؤدد الضائع للمسلمين أو المجد التليد الذي ذهب, وكأنه يريد أن يقول: بلارجعة!! في «اسطنبول» قالت لي صديقتي التي تلازمني دائما:أنت الآن في إجازة من العمل للترويح على النفس فلا تحرم نفسك من شيء قط أو من لذة تتمناها نفسك أبدا.. تساءلت: كيف؟ قالت: بمعنى واضح خذ راحتك أو فك لجام نفسك قليلا, فأنت في تركيا..
ضحكت منها قائلا: يعني " تُجسِّرِينَنيِ" على الحرام وانتهاك ستر الله؟! قالت بخوف وتهتهة بعد أن رأت مني لهجة الحزم: لا ليس بهذا المعني. قلت كيف؟ قالت: يعني لا تكن كما قال القائل: «كل ما تأتيه صوم وصلاة... أعط للنفس منك نعيما وغراما».. قلت:ولمن الصوم والصلاة, أليس لله رب العالمين؟! ومادام الأمر لله فإن الله معنا أينما كنا, فهل أتقيه هناك ولا أتقيه هنا.. فإذا فعلت هذا فإنني إذن منافق خدَّاع كذَّاب أشِر, أفعل غير ما أقول, وآتي ما أنهي الناس عنه, والله يقولها لي ولكل الناس محذرا: «كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون». قالت ضاحكة بخبث: يا أخي لا تأخذها بهذا المحمل: هو بس أنت الذي في تركيا بل هناك مئات من البشر يمرحون ويسرحون ويلعبون ويفعلون ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين, ولا أحد يفكر تفكيرك هذا ولا يلوي ليك هذا؟ أجبتها:وهل فعل الأكثرية هو الحجة؟ فلوكان الأمر كذلك لما قال الله تبارك وتعالى على لسان الشيطان عن عباد الله:{ وما تجد أكثرهم مؤمنين} ولما قال تبارك وتعالى عن المؤمنين: {وقليل ماهم}ولما قال لرسوله الكريم :{ وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}. قالت:" يا أخي بلاش شغل المشيخة والدروشة هذي شوية, وتعامل بعقلية الصحفي, يا أخي أنت صحفي!!
قلت: والصحفي يعني «على راسه ريشة», يعني لن يحاسب على أعماله وأقواله؟ بالعكس هو أكثر الناس حسابا عند الله لأنه يتحدث كثيرا ويكتب كثيرا وسواء تكلم أو كتب فإنه سيحاسب على كل ذلك واسمعي لقول الشاعر الحكيم: كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي ... بأن يدي تفني ويبقى كتابها فإن كتبت خيرا ستجزي بمثله ... وإن كتبت شرا عليها حسابها قالت الصديقة الملازمة: يا أخي اذهب فكل واشرب والهُ -من اللهو-وامرح وارتع والعب, فهذه أيام جعلت هكذا لهكذا. وإلا لما تشوق الناس إلى الإجازات ودفعوا فيها الأموال وتعبوا من أجلها كثيرا وسافروا وتحملوا المشاق؟!
قلت: ليس هذا هو هدف السفر ولا هدف الإجازات, الهدف الأسمى غير هذا, الهدف الأسمي أن نسير في الأرض وأن نعتبر وأن نتعظ من الأولين والسابقين سواء كانوا مسلمين أو حتى كافرين, من باب ما حضنا الله عليه في الآيات المتكررة:{ أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم, ولدار الآخرة خير للذبن اتقوا أفلا تعقلون}..{أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور}..{ أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم, كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}..{ قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين}..{ قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين}..{قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كان أكثرهم مشركين}..
قالت: هذا فقط؟ يعني تحرم نفسك من كل لهو ومن كل "ترويحة "على النفس وتحصرها في الاعتبار والنظر؟ قلت: لا أحرمها مما أحله الله تعالى, بمعنى أنني آكل وأشرب وألبس دون سرف أو خيلاء وألهو بعض اللهو البريء وأتجول في بلاد الله وأرى عجائب قدرة الله من بحار وأنهار وجبال ووديان وزروع وثمار ونخيل وأشجار, وألتقي بالبشر وأتعرف على طبائعهم وخصالهم وخلالهم ومحاسنهم ومعايبهم وما شابه ذلك من الأمور. قالت: يعني ما في سهرة حلوة في «النيتْ كِلَبْ» أو "عشوة" مريحة في ملهي أو «كازينو» تعرف طبائع البشر خاصة من «صويحبات يوسف» !! قلت قاتلكِ الله, إنني لأستحيي من ربي وأنا في بيتي أن أضع ساقا على أخرى وأنا مسترخ في سريري, فكيف أفعل ما تقترحين يا قرينة السوء؟!!
إن هناك درجة تعلو على الإسلام وعلى الإيمان قد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام له, وهي الإحسان فقال:«الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك». فأين الله تعالى مني إن قبض روحي وأنا في مكان لا يذكر الله فيه بل يعصيه الغافلون عنه بعلم وبدون علم؟ وأين الله مني وأنا ألهو مع اللاهين لهوا غير بريء بل لهو فاسد فاجر يخسرني ديني ودنياي, وأنا والله لا أملك سوى ديني وثقتي في ربي فإن خسرتهما فعلي وعلى من أعول السلام! ملحوظة مهمة جدا: صديقتي هذه التي تلازمني دائما في حلي وترحالي هي نفسي التي بين جنبي!!
makhder2004@hotmail.com **** نشرت في جريدة المدينة السعودية الأحد 14/4/1414هـ- 17/8/1997م
عدل سابقا من قبل محمد خضر الشريف في السبت نوفمبر 13, 2010 6:01 am عدل 2 مرات | |
|
بنت النيل عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 3733 52 نقاط : 2683 تاريخ التسجيل : 03/05/2007
| موضوع: رد: حديث صديقتي في اسطنبول !! = محمد خضر الشريف- اسطنبول السبت نوفمبر 06, 2010 7:39 pm | |
| بارك الله فيك اخى الشاعر محمد و تحية لتركيا و لمواقفها الرائعة من قضية فلسطين
| |
|
بنوتة مصرية عضو فضى
الدولة : عدد الرسائل : 389 34 نقاط : 248 تاريخ التسجيل : 10/11/2007
| موضوع: رد: حديث صديقتي في اسطنبول !! = محمد خضر الشريف- اسطنبول السبت نوفمبر 06, 2010 8:04 pm | |
| شكر للعمل الجميل ليتنى كنت ناقدة لكتبت كثيرا عن عملك الرائع أخى الشاعر | |
|
محمد خضر الشريف مشرف اللغة العربية
الدولة : عدد الرسائل : 637 64 الهواية : رئيس تحرير وصحفي وكاتب وشاعر وقاص نقاط : 1008 تاريخ التسجيل : 27/10/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: حديث صديقتي في اسطنبول !! = محمد خضر الشريف- اسطنبول الأحد نوفمبر 07, 2010 7:24 am | |
| الشكر لمن شكر، والشكر أولا واخرا لله رب العالمين تحية تقدير للتعليق الجميل ولمن كتب، مع خالص الود محمد خضر الشريف
عدل سابقا من قبل محمد خضر الشريف في السبت نوفمبر 13, 2010 6:10 am عدل 1 مرات | |
|
محمد خضر الشريف مشرف اللغة العربية
الدولة : عدد الرسائل : 637 64 الهواية : رئيس تحرير وصحفي وكاتب وشاعر وقاص نقاط : 1008 تاريخ التسجيل : 27/10/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: حديث صديقتي في اسطنبول !! = محمد خضر الشريف- اسطنبول الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 8:50 pm | |
| وأظنك اخى قد تغلبت عليها
فسيماهم على وجوههم .
انار الله طريق الهداية لك ... | |
|
محمد خضر الشريف مشرف اللغة العربية
الدولة : عدد الرسائل : 637 64 الهواية : رئيس تحرير وصحفي وكاتب وشاعر وقاص نقاط : 1008 تاريخ التسجيل : 27/10/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: نرجوه التثبيت الخميس نوفمبر 11, 2010 2:55 pm | |
| الكريم الخلوق أخي ا/ عادل سند الحمد لله الذي يثبت من أراد له الثبيت، فكما ثبتنا في الدنيا، أرجو أن يثبتنا في القبر وعلى الصراط، وأن يجمعني وشخصك النبيل ومن نحب ومن يحبنا جميعا مع المتقين {في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر} آمين سلمت ودمت لأخيك، ولك ودي كله.. محبكم / محمد
عدل سابقا من قبل محمد خضر الشريف في السبت نوفمبر 13, 2010 6:11 am عدل 2 مرات | |
|
الوردة الحمراء عضو ملكي
الدولة : عدد الرسائل : 1659 نقاط : 995 تاريخ التسجيل : 24/07/2007
| موضوع: رد: حديث صديقتي في اسطنبول !! = محمد خضر الشريف- اسطنبول الخميس نوفمبر 11, 2010 3:14 pm | |
| لعنة الله على أتاتورك فهو من هدم الخلافة الإسلامية و أقامة جمهورية علمانية رغبة فى تقليد أوروبا و لكن تركيا تعود مرة ثانية للأسلام و لو كره الكارهون | |
|
محمد خضر الشريف مشرف اللغة العربية
الدولة : عدد الرسائل : 637 64 الهواية : رئيس تحرير وصحفي وكاتب وشاعر وقاص نقاط : 1008 تاريخ التسجيل : 27/10/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: لك التحية صادقة السبت نوفمبر 13, 2010 5:54 am | |
| الوردة الحمراء لك التحية..
الله ربي وربك ورب الناس جميعا قال وهو أصدق القائلين في كتابه الكريم: ( ويأبى الله إلا أن يتم نروه ولو كره الكافرون) وبدأت الإرهاصات تشير إلى أسلمة تركيا واندفاعها للإسلام، ورضائها به، وذلك بنصرتها للحق ووقفها ضد الباطل، في مواقف مشرفة جدا جدا (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون) | |
|