العولمة تغزو الفلكلور القطرى

تغييرات في أغنية يالعايدوه تهدد بفقد الهوية الغنائية
مريم الخاطر: أطالب بأرشفة التراث القطري ومعاملته كالآثار في المتاحف
محمد الجابر: نحرص علي احتضان الفلكلور الشعبي لحماية عاداتنا وتقاليدنا

كتبت - منال عباس: التراث القطري
الذي تتناوله الاجيال لا يزال جزءا لا يتجزأ من حضارة البلاد ويعكس
الخصوصيات الثقافية القطرية كما انه يستلهم من البيئة عبق التاريخ
وانجازات الاجداد ومن هذا المنطلق انتقد عدد من المواطنين التعديلات التي
تدخل علي هذا الارث بحجة التغيير والحداثة.. فأغنية يالعايدوه يالعايدوه
عيدي علينا بالليالي عيدي - عيدي علينا مباركين وسعيدي اصبحت اليوم بالعيد
عود علينا بالفرح عود!! معتبرين ان هذه التغييرات تفصل الانسان القطري عن
ذاكرته القديمة باعتبار ان هذه الاغاني التي تتردد في الأعياد وغيرها تمثل
إرثا تاريخيا عظيما.. في اشارة الي ان التغيير لم يتدخل في العايدوه فقط
بل غزا اغنية الكرنكعوه.
مواجهة العولمة
الناشطة الاجتماعية الاستاذة مريم الخاطر من الغيورين علي هذا
التراث وتصف اغنية العايدوه بانها معلم من معالم العيد.. وتعكس صورة
الماضي وحنينه لهذا فإن تغيرها لن يعطي المردود الذي اعتاد عليه الناس
ودعت في حديث ل الراية الي عدم تغيير الفلكلور لان رصيد دول الخليج من
الاغاني التراثية قليل لذلك لابد من الحفاظ علي ما هو موجود بصورته
الاصلية وتشجيع الشعراء لمزيد من الابداع ليتركوا إرثا جديدا للاجيال
المتلاحقة.. وألا تسخر طاقاتهم لتغيير الفلكلور والموروث.. وان نشجعهم
لتبني المناسبات الدينية والوطنية بفن راقي وواعٍ بحيث يستطيع ان يستلهم
هوية الوطن والهوية الشعبية باعتبارها جزءا من شخصية الإنسان في مواجهة
العولمة.
عبق الكلمات
واضافت مريم الخاطر ان الجديد مطلوب علي ان يترك الفلكلور
القديم كما هو لانه يعيد الانسان الي مرحلة الطفولة فأغنية العايدوه
تختزنها الذاكرة بجمالياتها. لذلك فإن تغييرها وتجديدها لا يشعر الانسان
بفرحة العيد وعبق الكلمات والماضي وهذا ما فقدناه الآن كجمهور قطري.. لهذا
ادعو الهيئة العامة للاذاعة والتليفزيون لاعادة الفلكلور وارشفته كما هو
للمحافظة عليه، باعتبار ان ذلك جزء من عمل الهيئة وهي الجهة الوحيدة
المناط بها مهمة الحفاظ علي المخزون من التراث الشفهي المنقول والا يتم
تغييره ولا تدخل عليه اي انواع الحداثة وعلي سبيل المثال فان قطعة الاثار
تعرض في المتاحف كما هي.. وتجند الطاقات للحفاظ عليها من اي تغيير، لذلك
فإننا نطالب تلفزيون قطر ان يعامل الموروث الشفهي الفلكلور كما تعامل
المتاحف الموروثات المادية
والأثار الهوية والشخصية
وأضافت الناشطة الاجتماعية مريم الخاطر انها تأمل من مشروع
الحي الثقافي الذي سيباشر عمله قريبا ان يتولي زمام المحافظة علي التراث
وإعادة كل موروث شعبي كما نقل شفهيا وإعادة محتواه من كبار السن قبل ان
نفقدهم جيلا بعد جيل.
وأشارت الي انها تلاحظ بأن سكان المدن خارج الدوحة يشعرون اكثر
بفقد هذه التراثيات والفلكور الذي اعتادوا عليه عبر التاريخ.. وهذا يعني
فقدان جزء من الشخصية والهوية.
الأصالة والتاريخ
ومن المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث تحدث لالراية
الاستاذ محمد عيسي الجابر المشرف العام للقرية التراثية مؤكدا حرص المجلس
علي احتضان الفلكلور الشعبي بشتي الوسائل والتي تعكس عادات وتقاليد
المجتمع ودعا الي الحفاظ علي الموروث الشعبي وعدم المساس به أو ادخال أي
تعديل عليه موضحا ان الموروث لا يتغير وان تغيير الموروث التراثي يعني
فقدانه للمضمون والشكل.. فهو ذخيرة غنية تتوارث بين الاجداد والآباء
والابناء ويجب التمسك بها.
واضاف ان التراث الاصيل يستحق المحافظة عليه حتي لا يندثر،
مشيرا الي ان الاغاني التراثية الجديدة التي ظهرت بدورها ستكون موروثا
شعبيا مع مرور الزمن وقال نحن في القرية التراثية نلزم انفسنا بالمحافظة
علي التراث، ونشجع المواطنين والهيئات ليكون التراث باقياً كما هو ليعبر
عن التاريخ والاصالة.
التراث التقليدي
وتجدر الاشارة هنا الي قانون حماية المصنفات الفكرية وحقوق
المؤلف القطري الذي يوضح في مادته 39 ان الفلكور ملك مهم للدولة وتعمل
الدولة ممثلة في الوزارة علي حماية الفلكلور الوطني بكل السبل والوسائل
القانونية لمواجهة التشويه أو التحرير أو الاستغلال.
ويعتبر الفلكلور الوطني والمصنفات التي تمتلكها الفئات الشعبية
في الدولة عن الهوية الثقافية التي تنتقل من جيل الي جيل وتشكل جزءا من
التراث التقليدي القطري.

مشكورة أخت زهرة

شكرا يا زهرة رائع

» زمن العولمة والشات
» الدولة و السيادة فى عصر العولمة
» (كرامة الانسان ومعاناته.......ومادية العولمة)