| فاروق طوزو " .. خطوة أخرى نحو الحداثة ! | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محمد باقي محمد أديب
الدولة : عدد الرسائل : 137 نقاط : 207 تاريخ التسجيل : 26/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: فاروق طوزو " .. خطوة أخرى نحو الحداثة ! الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 6:23 am | |
| • محمد باقي محمد في نصّه الجديد " سوى وجهك ما زال نقياً " ، وعبر حركات سبع يلبس فاروق طوزو أنثاه ثوبها الذي يُريد ، فـ " سوى " هنا تذهب إلى دلالة الاستثناء ، وإذن ، ووسط عالم شائك وشائه ، يُقبل عليه " وجهـها نقياً " ، وهذا يطرح أسئلة مشروعة عن أسباب تلوّث مُحيط الشاعر ، وبخاصة في بعده الاجتماعيّ ، علماً بأنّ الفصل في هذا المجال هو فضل ميكانيكيّ يستهدف التخصيص بقصد التأمّل والدراسة ، ذلك أنّ هذا الاجتماعي لا تنفصم عراه عن الاقتصادي والثقافي .. بل وحتى السياسيّ أيضاً ، ثمّ لماذا الرقم سبعة بالذات ، وهو رقم له قدسيته في عالم الميثولوجيا ، سواءً أكان ذلك قبل الديانات السماوية أو بعدها ، ولن نستفيض في هذه المسألة ، ربّما لأنّها معروفة للجميع !؟ في عالم مُعولم - إذن - هي ذي " البحيرات تحلم كثيراً " ، فيؤنسن طوزو - كعادته - الجامد ، وإذا تساءلنا عن كنه أحلام بحيراته ، لتبيّن لنا أنّها إذْ تحلم بأن تضحي مُحيطات في النهار ، إنّما تؤسّس لأحلام البشر ، تلك الأحلام التي اشتغل عليها الناس بهدف تحقيقها ، والتي ما فتئت تتضاءل مع إيغال الإنسان في عالم التقانة ، العالم الذي حوّل هذا الإنسان إلى ما يُشبه ترس صغير في مُسنّن آلة تدور ولا ترحم ، ما يُذكّرنا بمقولة الخالد غسان كنفاني ، أنّ حقائق اليوم الصغيرة إن هي إلاّ أحلام الأمس الكبيرة ! بيد أنّها أي البحيرات قد " أدمنت أحلام اليقظة " كما يبدو ، وفي عالم اليوم تتناهى الأحلام في مُماراتها مخافة الانكسار ربّما ، فـ " تبتلعها النحافة والجوع " مرة أخرى - إذن - يؤنسن الشاعر الجامد بإكسابه صفات الكائن الحيّ هذه المرّة ، وها هي أنثى الشاعر " سكرى بلظى الأحلام " ، لكنّ الحلم - في المُجتبى - يظلّ حلماً ، ولذلك تستولي الوحدة على الشاعر " المعترف باحترافه للحزن أمام الريح " ، حتى أنّ " قدوم المطر " يبدو كمُجرّد " وشاية " في المقطع الثالث ! وحينما تنكسر الأحلام ، لا يتبقى لنا إلاّ انتظار مُمضّ في " فراغ " لا يقطعه إلاّ " أزيز الذباب " ! في عالم كهذا سيغدو " وجهها نوماً طويلاً " ، وتعيش الأعين بمرورها " عشقاً سيستديم " ، والآن ربّما ، وربّما غداً سيحضر الموت بعربته المهيبة ، لـ " يعتليّ الذاكرة " ، فـ " يموت عشب " ، و " يبيض آخر " ، وحده " وجهها سيظلّ نقياً " على الأقلّ في " ذاكرته " ! وإذا كانت هذه هي المُعطيات فلا عجب إن كان " الغبار هو طالع " الشخصية المحورية في المتن ، حيث يلطو الشاعر وراءها في حزن رهيف وكاشف لمنابت الضعف في النفس البشرية ، ولا غرو إن ظلّت " هي بعيدة " ! الحزن أولاً .. والحزن آخراً ، حزن ينثّ كهتون متواصل عبر كلّ مقطع ، يثقب المسام ، ويتسيّد نصّ طوزو، ما يُذكّرنا بما كان ستانسلافسكي قد قاله عن تشيخوف في مسرحية الأخير " الخال فانيا ، كان تشيخوف - إذاك - قد عبر النصف البهيّ المُؤسّس للأحلام عادة ، وتكشفت له الحياة في وجهها الآخر ، وجهها الذميم والمُتناقض ، فوضع اكتشافه المُؤلم على لسان فتاة غريرة أحبت كاتباً فارغاً ، كاتباً ببنطال " كاروهات " وحذاء مثقوب ، ذلك أنّ الحبّ الأوّل لفتاة بهذه المُواصفات لا يأبه بأمور كهذه ، على الرغم من أنّ بنطالاً من هذا النوع كان يُشير إلى تراتبيّة اجتماعيّة مُعيّنة في روسيا القيصريّة ! ولهذا جاء كورولنكو في تقديمه للجزء الأوّل من أعمال تشيخوف ، على لقاءيه اليتيمَيْن بالكاتب ، ليُشير إلى أنّه في الأولى كان أمام طبيب شاب وكاتب بدأ يلمع .. أمام شاب كلّ ملمح فيه ينطق بذكاء حادّ ، في حين أنّه تفاجأ بشخص مُهدّم تماماً في المرة الثانية ، شخص كشفت له الحياة عن تناقضها المُمضّ ! طبعاً نحن لن نُنكر على الشاعر مشروعيّة حزنه ، ذلك أنّ الحياة حقيقة تقوم على تناقض ما ، فهي لا تعطينا كلّ ما نُريد ، وإذا لم نعِ المسألة على هذا النحو ، فإنّ ألماً مُبهظاً ينتظرنا ، غير أنّ وظيفة الكتابة لا تقتصر على وضع هذه المسألة في خانة الوعي بها فقط ، بل في إقناع الآخرين بأنّ الحياة على تناقضها جميلة وتستحق أن تعاش ، فكيف سيتأتى لنا أن نقنع الناس بها ، إذا لم نكن نحن مقتنعين بها تماماً !؟ تأتينا قصيدة طوزو بعد أن تخلّت عن الأسلحة التي تتدجّج بها قصيدتا التفعيلة والعمود ، من وزن وقافية ، فلم يبق لها إلاّ الاشتغال على التكثيف في حدوده القصوى ، متاخمة به حدود التبئير ، ناهيك عن توليد الغريب من الصور والفريد ، كما في " البحيرات إذ تحلم نهاراً بأن تتحوّل إلى مُحيطات " ، أو في " ترتدّ صمتاً ، تبتلعها النحافة والجوع " أو في " وأطلق الأسماء على الفراغ .. غنى على وشاية قدوم المطر " أو في الغبار طالعي ، وأنتِ بعيدة " ، هي - إذن - كما امرأة تجرّدت من كسوتها التي تخفي عيوبها ، ولم يبقَ لها إلاّ مقام الأنوثة في اكتمالها وتثنّيها والهَيَف ، إذ لا أدوات زينة تستر التقعّر ، ولا بهرجة تخفي العورات القبيحة ، بل اهتمام بالأشياء المُهملة التي نمرّ بها يومياً ولا نأبه بها ، إضافة إلى الاشتغال على القضايا الكبرى بدلالة الذات الشاعرة ، وذلك في إطار من الإدهاش ، فخلف التفاصيل أسئلة وجود مقلقة ، هي أسئلة المصير والمآل ، ثمّ أنّه اشتغل على جرس - قد لا يتأتى له أن يرتفع إلى اشتغال المُتصوّفة على الهامس والمُفخّم والمُرخّم والحلقيّ - غير أنّه ولّد إيقاعاً - قد لا يحلّ محل الموسيقى أو الوزن - إلاّ أنّه فعال ، هذا من غير أن يسهو عن ارتباك الفرد في مُواجهة العالم ، ليشتغل على توتر أضفى على المتن فيضاً غنائياً درامياً ضافياً ! مرّة أخرى يصدى فاروق طوزو بحزنه النبيل ، ويُفصح عن موهبة قادمة من كلّ بدّ ، وهي تحمل جديدها ، ولا نظنّه قليلاً ، فلقد غنى الرجل فأشجى وأطرب ، طوبى - إذن - للحزن في مقام الدنف ، وستحمل لنا قادمات الأيام الكثير من هذا الاسم ، لذا ليس علينا إلاّ أن ننتظر ! بقي أن نشير إلى أنّ قصيدة طوزو تنتمي إلى عالم قصيدة النثر ، وحول مشروعيّة هذا الضرب من الشعر جدل طويل ومرّير ، ما يشي بانتماء / أو انحياز الشاعر ‘لى الحداثويّ ، والحداثة حداثتان ، حداثة لمُجرّد التمايز ، عندها قد يقع أيّ منا في أوهام الحداثة لا الحداثة ذاتها ، أي سيذهب جهدنا جهات تيه وغموض بلا داع ، ومن هذه الأوهام وهم الزمنيّة على حدّ تعبير أدونيس ، أي أن يتوّهم أحدنا بأنّه أكثر حداثة من أبي تمام أو أبي العتاهية ، لا لشيء إلاّ لأنّه جاء في زمن تال على زمنهما ، ولا نظنّ الشاعر فاروق طوزو من هؤلاء ، على الأقل في حدود قراءتنا المُتواضعة في قصائد عدّة له ، وحداثة تتأتى عن حاجة عميقة بأنّ الأساليب المُتبّعة لمتعد تلبيّ حاجتنا إلى التعبير ، ليبدأ بحث جدّي ودؤوب عن أساليب جديدة ، ليُسجّل النصّ الأدبيّ منعطفاً ، ثمّ يأتي النقد ، فيستنبط من هذا النصّ خطابه التأويلي وأدواته النقدية ، ما قد يقتضي التنويه ! _______________________________________________ محمد باقي محمد : كاتب وأديب من سورية . m-azad1955@hotmail.com أرفق لكم قصيدة الشاعر فاروق طوزو للاطلاع : سوى وجهك مازال نقياً ـــــــــــــــ فاروق طوزو 1 البحيرات تحلم كثيراً برقعة أوسع تحلم في النهار أنها محيطات تدمن أحلام اليقظة وترتد صمتاً ، تبتلعها النحافة والجوع 2 كنت معكِ تشممت وجهكِ وجدتك سكرانة بلظى الأحلام وفي صدرك تنهيدة لغد قد يشرق 3 وحدي أعترف أمام الريح قلبي احترف الحزن وأطلق الأسماء على الفراغ غنى على وشاية قدوم المطر كل شيء هنا دجل وجفاف 4 الصمت نهلة من ضجيج والجيران يصيخون الضجر لا شيء سوى أزيز الذباب 5 وجهها نوم طويل والأعين مرور لعشق مستدام أما البحر مغرور ومجنون فارس أرعن ، يعتلي صهوة بقاع من الأرض 6 ثمة موت يعتلي الذاكرة عشب يموت وعشب يصيبه البياض سوى وجهك مازال نقياً من وبر هذه ذاكرتي والحقيقة شيء آخر 7 الغبار طالعي وأنتِ بعيدة faruq-tozo@hotmail.com | |
|
| |
نجاة الأيوبى عضو نشيط
الدولة : عدد الرسائل : 109 نقاط : 118 تاريخ التسجيل : 06/06/2008
| موضوع: رد: فاروق طوزو " .. خطوة أخرى نحو الحداثة ! الإثنين نوفمبر 01, 2010 11:41 am | |
| شكرا أستاذ محمد تسلم الأيادى على الدراسة الجميلة لقصيدة نثرية رائعة نقبل مرورى
| |
|
| |
محمد باقي محمد أديب
الدولة : عدد الرسائل : 137 نقاط : 207 تاريخ التسجيل : 26/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: فاروق طوزو " .. خطوة أخرى نحو الحداثة ! الإثنين نوفمبر 01, 2010 4:24 pm | |
| العزيزة نجاة الأيوبي سلاما مرورك أثيث ودافىء ، وهو موصع ترحيب ، ليس هذا فحسب ، فنحن نسعى إلى تقاليد ، إذ ما معنى أن يدخل أحدنا إلى نصّ الآخر ؟ أليس بهدف فتح حوار مفيد يغني تجربة الطرفين ؟ الحوار من طرف واحد حوار طرشان يا صديقتي ، وإذن فلقاؤنا القادم سيكون على صفحتك إن شاء الله ، أمنياتي القلبية بالتوفيق ! | |
|
| |
عاطف الجندى المدير العام
الدولة : عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: فاروق طوزو " .. خطوة أخرى نحو الحداثة ! الإثنين نوفمبر 01, 2010 4:56 pm | |
| أخى المبدع الكبير محمد باقر شكرا للدراسة الواعية و المستفيظة لقصيدة الشاعر فاروق طوزو و الذى اتعرف عليه للسف للمرة الأولي و أشكرك على ذلك و ان يتم نقد قصيدة واحدة بهذه الدرساة المستفيضة أحييك عليها و اتمنى ان تنال اعمالي بعضا من وقتكم الثمين ما لفت نظري فى العمل هو جملة ( أزيز الذباب " ! ) فالأزيز يا سيدي كما تعلم هو للطائرات و ليس للذباب فالذباب له طنين و حتى من باب التضخيم فى صوت فلا يجوز كمثل ما نقول على سبيل التفخيم من الشئ ( زئير الكلب ) فالأصوات أرى أنها لا يجوز فيها ذلك فلكل شئ صوت معروف و لن أتطرق و اتحدث عن مفهوم الحداثة و هل هى التحديث أم مجرد كتابة نص يشبه الغرب فيما ذهب إليه من البعد عن الوزن الخليلي فالموضوع يطول شرحه دمت بخير أخوك
| |
|
| |
محمد باقي محمد أديب
الدولة : عدد الرسائل : 137 نقاط : 207 تاريخ التسجيل : 26/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: فاروق طوزو " .. خطوة أخرى نحو الحداثة ! الإثنين نوفمبر 01, 2010 5:07 pm | |
| العزيز الشاعر والصديق عاطف الجندي سلاما على سفر كنت ، قبلها تلقيت من لدنكم مواضيع للدراسة ، والمفروض أن تخصّ بابكم الجديد " تحت المجهر " ، الذي أتمنى له ولكم التوفيق كله ، حفظتها على النت إذن وسافرت ، هي موضع اهتمام بالتأكيد ، وسترونها على صفحات الموقع بالتتالي ، وسيكون لكم حصة ، فأنتم سباقون في الفضل ، ولن أنسى ما حييت حفاوتكم ، فاروق صديق ، وسأنقل إليه ملاحظتكم ، شكراً لمروركم الدافىء والمتكرّر بالمواد التي تخصني ، وأمنياتي القلبية لكم بدوامالإبداع ! | |
|
| |
عاطف الجندى المدير العام
الدولة : عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: فاروق طوزو " .. خطوة أخرى نحو الحداثة ! الإثنين نوفمبر 01, 2010 5:13 pm | |
| أخي الغالي محمد شكرا لك بالنسبة لمنتدى تحت المجهر توضع به الأعمال التى يريد اصحابها وضعها تحت المجهر النقدي الدقيق أما الدراسات النقدية مثل ما تفضلتم به من نقد هذا هو منتداه و الأعمال التى به ننتظر مررورك النقدي عليها متى سمح لك الوقت بذلك فنحن فى احتياج إلى ناقد واع ٍ مثلك فقلة النقاد هو مشكلة المشاكل فى الوقت الراهن دمت بخير و تحيتي لك و للأخ فاروق
| |
|
| |
محمد باقي محمد أديب
الدولة : عدد الرسائل : 137 نقاط : 207 تاريخ التسجيل : 26/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: فاروق طوزو " .. خطوة أخرى نحو الحداثة ! الإثنين نوفمبر 01, 2010 11:19 pm | |
| العزيز الشاعر عاطف الجندي سلاما حسناً ،، الأعمال محفوظة ، كنت قد سافرت كما أخبرتكم ، وعدت البارحة ، هذه مواد كنت قد أنجزتها قبلاً ، وسأجد الوقت لقراءة مواد الزميلات والزملاء ، فقط أحتاج إلى شيء من الوقت ، تعرفون .. العمل اليومي ، فأنا مدرّس ، والأعباء الاجتماعية ، البيت ولزوجة والأولاد ، فقط قليلاً من الوقت ، لكم مودتي وعميق امتناني ! | |
|
| |
علياء فهمى عضو نشيط
الدولة : عدد الرسائل : 126 47 نقاط : 95 تاريخ التسجيل : 11/11/2007
| موضوع: رد: فاروق طوزو " .. خطوة أخرى نحو الحداثة ! الأربعاء نوفمبر 03, 2010 12:31 am | |
| شكرا لطرحك الجميل استاذ محمد جزاك الله خيرا | |
|
| |
محمد باقي محمد أديب
الدولة : عدد الرسائل : 137 نقاط : 207 تاريخ التسجيل : 26/09/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: فاروق طوزو " .. خطوة أخرى نحو الحداثة ! السبت ديسمبر 04, 2010 3:03 pm | |
| [العزيزة علياء سلاما أنت ثانية ! هذا يعني بأنك تطرحين نفسك كصديقة ، على الرحب والسعة إذن ، ولقاؤنا القادم سيكون بالتأكيد على صفحتك ، شكراً لك ، وكل الأمنيات بالتوفيق ! | |
|
| |
| فاروق طوزو " .. خطوة أخرى نحو الحداثة ! | |
|