الرئيس الإيرانى

]نجاد[/size]

لم تمر زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للولايات المتحدة بدعوة من
جامعة كولومبيا لإلقاء محاضرة وزيارة مقر الأمم المتحدة دون إثارة ردود
فعل غاضبة وعاصفة داخل إسرائيل وبين مؤيديها في الولايات المتحدة
الأمريكية. هكذا أمكن لصورة الشيطان التي جهدت إسرائيل لإلصاقها به أن
تطفو إلي السطح في كثير من التعبيرات التي تعبر عن غضب إسرائيلي من كل ما
يحاول أن يمثل صوتا مختلفا، حتي لو اتسم بعقلانيته، كما كان الحال في رد
نجاد علي التساؤلات الكثيرة التي أرادت إحراجه داخل جامعة كولومبيا، بعد
أن كانت الجامعة قد اشترطت عليه الرد علي أسئلة الحاضرين وعدم رفض الرد
علي أي سؤال حساس حول المواقف الإيرانية من دولة إسرائيل ومشاريع بلاده
النووية.

بيريز خجلان

كان أبرز ردود الفعل الإسرائيلية هو تعليق الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز
والذي عبر عن استيائه الشديد من زيارة نجاد لأمريكا، وفي لقاء مع الصحفيين
قال إنه يشعر بالخجل لظهور أحمدي نجاد. أضاف: أنا أؤيد حرية التعبير، ولكن
ما حدث هناك هو إعطاء منصة للأكاذيب التي تضر بالعالم. ليس هناك من يجهل
أن إيران تقوم بتصنيع قنبلة ذرية وتشكل بيتا دافئا للإرهاب العالمي، من
خلال رغبتها في فرض الجنون الديني المتطرف علي العالم كله.

قال بيريز: جامعة كولومبيا أعطت منصة للأكاذيب وليس منصة أكاديمية، وفي
ظلها أقيم عرض بائس. واختتم كلامه بالقول أنه: علي كل دول العالم الحر أن
تتوحد ضد أحمدي نجاد .

زوجة الجندي الإسرائيلي المخطوف

غير أن بطلة الصحافة الإسرائيلية بلا منازع في الأيام الماضية كانت هي
كرنيت جولدواسر، زوجة إيهود جولدواسر، الجندي الإسرائيلي الذي خطفه حزب
الله. دخلت جولدواسر قاعة الأمم المتحدة منتحلة شخصية صحفية، مع عدم
تمكنها من الحصول علي شارة تثبت هويتها المنتحلة ووجهت إلي نجاد سؤالا
تصورته محرجا: اسمي كرنيت، زوجة إيهود جولدواسر، الجندي المخطوف منذ ما
يزيد علي سنة. بما أنك الشخص الذي يقف وراء عملية الاختطاف بسبب المساعدات
التي تعطيها لحزب الله، فلماذا لا تسمح إذن للصليب الأحمر بزيارة
الجنديين. وقالت جولدواسر ليديعوت أحرونوت: عندما حدث هذا بدأ المراسلون
الصحفيون الذين كانوا يجلسون ورائي في الفهم والحديث. صاح مراسل لقناة
الجزيرة كان يجلس ورائي: إنها ليست صحفية. وحدثت ضجة بين المراسلين. ادعت
جولدواسر أن نجاد قد تجاهل سؤالها، ولكنها اختتمت كلامها بشعور غريب
بالانتصار: الآن هو يعرف أن زوجة الجندي المخطوف بامكانها الوصول إليه.
يعرف أنه لا يخيفنا.

نجاد طفل يحتاج إلي الدراسة

الخطاب الذي ألقاه نجاد في الأمم المتحدة لم يكن ليمر بهدوء. بخارج المقر
كان هناك 25 ألف شخص من مؤيدي إسرائيل يتظاهرون ضد الزيارة، علي رأسهم
وقفت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية. والتي دعت في هتافاتها
الأمم المتحدة ل إغلاق الباب أمام أحمدي نجاد وإخباره بأن لا مكان له بين
الدول الحرة. ووجهت الحديث لنجاد: تخلص من كراهيتك، من تحريضك، من إرهابك
وتطلعاتك للسلاح النووي وعندئذ فقط يمكنك الدخول!!

وكانت ليفني قد قالت بغضب عن دعوة نجاد إلي جامعة كولومبيا لصحيفة يديعوت
أحرونوت: أعتقد أن أحمدي نجاد ينبغي أن يذهب للجامعة، ولكن بهدف الدراسة
وليس إلقاء محاضرة. ينبغي علي هذا الشخص أن يدرس التاريخ، وبشكل خاص
الهولوكست وانتصار دول الحلفاء.

عن الشرير الذي وصل أمريكا

في جامعة كولومبيا نفسها أيضا ووجه نجاد بموجة عظيمة من العداء. فقد وصف
لي بولينجر رئيس الجامعة نجاد أثناء تقديمه له بأنه ديكتاتور وحشي قائلا
له: إما انك شخص وقح مثير للاستفزاز أو جاهل مثير للدهشة في إشارة إلي نفي
نجاد للمحرقة اليهودية.

لم يكن هذا هو كل شيء، فقد صدرت صحيفة نيويورك ديلي نيوز وهي تحمل عنوان
لقد وصل الشرير في تلميح إلي نجاد. وهو العنوان الذي استوحاه الشاعر
الإسرائيلي بني تسيبار وهو يكتب مقاله في هاآرتس: الشرير أحمدي نجاد يصل
نيويورك . متحدثا عن عرض التليفزيون الإسرائيلي لرئيس الجمهورية
الإيرانية: قام التليفزيون بكل ما في وسعه لتحويل أحمدي نجاد إلي شيطان
أسطوري لبس جلد الحمل. وعندما ظهر مرتديا نظارته في الحوار الذي أجراه معه
صحفيون أمريكيون، أثارت النظارات هنا ابتسامات ونكاتا بين المعلقين، كأن
النظارات هي إكسسوار هدف لمنحه مظهر المثقف، فبحسب الذهنية الإسرائيلية
الرائجة، إيران هي أرض الجهلة والأميين، وهم أصلا لا يستطيعون القراءة
وبالتالي فلماذا يحتاجون للنظارات؟ . أضاف تسيبار ساخرا عن مشهد وزيرة
الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني وهي تهتف ضد نجاد خارج مقر الأمم
المتحدة: عندما هتفت وزيرة الخارجية بحنجرة مبحوحة علي منصة المتظاهرين في
نيويورك، كانت نبرتها مثل نبرة مديرة مدرسة تعلن للتلاميذ في طابور الصباح
عن قرارها بطرد التلميذ الشرير من فصل رابعة ثاني، والذي لصق صورا معيبة
علي الحائط. هكذا بدا مؤخرا صوت السياسية الخارجية الإسرائيلية في مجملها،
سلسلة صرخات مبحوحة تقف علي عتبة الهستريا ضد من يبدون لنا أشرارا.

وكان نجاد قد سئل في جامعة كولومبيا عن الاعدامات التي يتعرض لها المثليون
جنسيا في إيران فقال نجاد إن بلاده ليس فيها مثليون جنسيا كما في بلادكم
موجها كلامه للأمريكيين. أما صحيفة يديعوت أحرونوت فقد حاولت الرد علي هذه
المقولة كاشفة بذلك عن ضعف مصادرها داخل إيران. أجرت الصحيفة لقاء مع
طالبة إيرانية رفضت ذكر اسمها قالت فيه أنها تعرف شبابا كثيرين من ذوي
الميول الجنسية المختلفة، وأضافت: هم ببساطة غير قادرين علي الإعلان عن
هذا صراحة. صحيح أنه ليس للمثليين أماكن خاصة بهم أو مقاه، ولكن الظاهرة
موجودة. أبرزت الصحيفة وجود المثليين في إيران كعنوان عريض لتحقيقها. وكأن
هذا الاقتباس من مجرد طالبة عادية، غير مثلية كما يبدو من حديثها، هو
الدليل القوي الذي لا يمكن إنكاره علي وجود مثليين إيرانيين.

المتدينون اليهود يباركونه!

مفاجأة الزيارة بكل المقاييس كانت اللقاء الذي عقده نجاد مع ناطوري كارتا،
وهم جماعة من المتدينين اليهود يرفضون الصهيونية ودولة إسرائيل
ويعتبرونهما كفرا بالرب. نشرت الجماعة بيانا وقع عليه رئيسها دافيد فايس
قالت فيه عن لقاؤها بنجاد: إنها دائما لمتعة كبيرة بالنسبة لنا أن نلتقي
الرئيس أحمدي نجاد. هذا هو لقائنا الثالث به بالإضافة لزياراتنا الكثيرة
إلي إيران. في كل مرة نؤكد للقيادة الإيرانية أنه برغم الهستريا الإعلامية
لبعض اليهود، فنحن نعتقد أن الشعب الإيراني وقيادته يسعون إلي السلام .

وأعلن فايس رئيس الجماعة أن أحمدي نجاد قد أثبت نواياه الطيبة في علاقته
الإيجابية بيهود إيران. هذا أمر محزن أن قلة قليلة فحسب هي من حاولت
الحديث مع رئيس إيران، أو مع يهود إيران الذين يعيشون في هدوء في دولته
ووفق عقيدتهم. هذا الرجل قد أثبت مرة إثر مرة أنه مهتم حقا بسلام يهود
إيران وأنه يكن احتراما عميقا للعالم اليهودي والتوراة.

الطائفة اليهودية في إيران كان لها دور في الحدث، إذ أصدرت بيانا تدين فيه
المعاملة غير اللائقة التي تعرض لها الرئيس أحمدي نجاد في الولايات
المتحدة وقالت إن هذه المعاملة السيئة توجهت لممثل الشعب الإيراني كله
ولذا فيهود إيران يدينون بشدة عدم التهذيب والعناد هذين.

وكان نجاد قد قال في مقابلة أجرتها معه وكالة الإي إف للأنباء أن إيران ليس لديها نوايا لمهاجمة إسرائيل، أو أي دولة أخري.

الرئيس الايرانى
رئيس شجاع
لا يخاف امريكا

» الرئيس فى بولندا
» إلى الرئيس القادم
» كشف مخطط خلع الرئيس
» رسالة إلى الرئيس
» مقبرة الرئيس السابق الزاهد في الحياة الدنيا والآخرة