فى .. الصوره

زارتنى صديقه دراسه قديمه فى المرحله الثانويه ..لم اراها منذ زمن طويل
فاجئتنى زيارتها بقدر ما اسعدتنى وادخلت السرورو على قلبى .. وعادت بى
الى الآيام الخوالى .. اللا مسئوليه والشقاوه البريئه والبال الخالى..
جلسنا مع اكواب الشاى نعيد الذكريات الجميله .. كنا ثله من ثمانى فتيات
لنا نفس الأهتمامات والميول والهوايات .. واستكمالا لجلسه الذكريات قمت
واحضرت البوم الصور الذى يجمعنا .. بدأت اسألها عن بقيه الزميلات فى الصوره
وماذا فعل بهن الزمن .واشرت بأصبعى على واحده بعينها .كنت متشوقه
لمعرفه اخبارها دون غيرها فهى شخصيه صعب ان يسقطها الزمن من ذاكرتى
وانتظرت رد صديقتى الا انها التزمت الصمت لفتره قبل ان تجيبنى ..واخيرا
قالت .. لقد حئت اليك من اجلها توفيت من ايام اثر ازمه قلبيه وسبقها زوجها
بأشهر قليله ..للحظه توقف كل شئ حولى الا من شريط ذكريات مر برأسى
سريعا.... تلك الفتاه مصريه من اصول ليبيه لها ملامح عربيه ..شعرها
اسود فاحم كاليل بلا قمر .. وعيون سوداء عميقه تغرقك عندما تنظر فيها
لها ملامح دقيقه وناعمه ولكنها تتسم بالجديه ..
و صوت ساحر وحنجره قويه وطالما تجمعنا حولها وهى تشدو لأم كلثوم
واغانى الزمن الجميل فهمنا بها وبصوتها .. وعدت لأبن عمها وتضع
خاتمه فى اصبعها .. كانت تتحدث عنه كثيرا حتى حفظنا تفاصيله دون
ان نراه ..تزوجت بعد انتهاء المرحله الثانويه ولم تواصل تعليمها
واختفت ولم اعرف عنها شئ حتى تلك اللحظه....
انه الموت كثيرا ما ننسى هذا اليوم .. حتى نفاجئ بغياب عزيز
فما اتفه الحياه وما اغبى من يلهث ورائها من اجل مال او جاه او
سلطان .. واهم من يتصور انه يمتلك شيئا فيها مهما كبر وعظم
سيتركه ويرحل ليذهب لغيره.. الذى سيتركه هو ايضا ويرحل ليذهب
لغيره ..هى الدنيا متاع زائل .. دخلناها لانملك من حطامها شيئا
وسنخرج منها كذلك .. الا ما اعددناه لتلك الرحله ... فماذا
وضعنا فى حقائبنا استعداد لآخر سفر