تاه الوطن

الشاعرة الرقيقة الجميلة الاستاذة رشا فؤاد
اولا دعيني اعتذر عن تأخري في الرد ولكن اسألك العذر فقد كنت مشغولا فوق العادة وانت تعودت مني تحليلا نقديا وليس رأيا

ثانيا فيما يخص القصيدة استعين بالله وأوقول
هي اجمالا وقبل التفصيل خطوة رائعة للامام بالنسبة لك فقد أمسكت في معظمها بميزانك الشعري وقدمت صورا متنوعة وجميلة

بدأت قصيدتك بمدخل اختلف عما كنت استعد الية من عنوان القصيدة تاه الوطن واذا أجدك تقولين

يامسلمين

إستغفروا

طول الظلام اللى شاققكم ف البدن

من غير وطن
وكأن المعني استغفروا ليذهب عنكم الله هذا الظلام الذي شق بدنكم واضاع اوطانكم واعجبني تعبيرك شاققكم في البدن لانه عبر عن انقسام جسم المجتمع المسلم .ثم تمضي في عرض اسباب الظلام المحيط بهذا المجتمع
الصبر فين

العدل عارف سكته

ولاحد يوم هايسكته

كل الحقايق تنكشف

من بين فواصل عقلنا

والعقل فين

راح مننا جوه الدما

لما استبحنا دمنا

للظالمين
العدل في بلادنا يا رشا الجميلة مش عارف سكتة ولا حاجة ولكني فهمتها على انه سيأتي اليوم الذي يأتي فية العدل على جواده وبميزانه معصوب العنيين وساعتها لن يستطيع أحد اخذه الى طريق غير كشف الحقائق التي ضيعناها بأن سكتنا على الظالمين
هنا لي وقفة : لم اتبين ما تقصدين من ( الدما ) هل الدماء ..ام الدمي جمع دمية
ثم لا اوافق على استبحنا دمنا للظالمين ...وكأني اراها ابحنا دمنا للظالمين بمعني تركناهم يستبيحوا دماءنا

تذهبي بنا بعد ذلك ايتها الجميلة في صورة المزاد على بيع الوطن واكاد اري صورتك الجميلة وقد انتصب المزاد وحضر سماسرة الفساد وحضر من باع البلاد وحضر من بلدي العباد او قولي العبييد اللى رفضوا يكونوا ايد واحدة ويقولوا للبياعة والسماسرة (لأ) بسبب خوفهم اللى عشش جواهم

وسماسره حاضرين المزاد

جوه المزاد

بيبيعوا حته مننا

والحته تنده ألف حته ف البدن

يتجمعوا

رافضين ف لحظة يسمعوا

جرس المزاد

من بين شفايف تنطقه

خطين هنا جوه الرموز لا ينتهوا

إيه اللى فاضل مننا

واحنا اللى فينا مسلمين

ومسلمين

ف ساعات كتيره مننا

لا تعترف

تاه الاعتراف جوه الحروف

من شده الخوف الذى قطع النفس

عايش سكات
وهنا وقفة بسيطة (من شدة الخوف الذي قطع النفس) مع اني تطعيم العامية ببعض الفصحي جائز وجميل احيانا وفعله كثير من الشعراء الكبار امثال فؤاد حداد مثلا الا اني اري هنا انه جاء في غير محلة وصنع ثقلا في الوزن يحتاج منك الى المراجعة ربما ( من شدة الخوف اللى قاطع في النفس ) هذا مجرد مثال
ثم تأتي صرختك ( أمتي الخلاص ) لتعبر بطريقة ثورية عما يدور في خلج كل منا ..الخلاص الذي ينزع الفجر من خلف قضبان الحديد التي حبست كل شيء داخل هذة المفسدة المسماه وطن ..الخلاص الذي يفصل بيننا وبين الظلم الذي طال أجله ..امتي الخلاص حتي نتفرغ للجيل الجديد من ولادنا ويطلعوا في حياة مفهاش شرطة تعذبة تنهي حياتة او فقر وظلم يمنعه من التفكير والانطلاق والابداع

أمتى الخلاص من بين حديد

يطلع لنا الفجر الجديد

يفصلنا من بين الفساد

ف المفسده

ونحس لحظه إننا جوه الوطن

لما ينادينا الولاد

كل الولاد اتجمعوا عايشين حياه

لاتنتهى

والعقل ف التفكير

بيسبح ف الفضا
ولكن حينما تضيف السبل ويهبط الظلام وتستشري في الناس السقام العضال لا باب الا باب الكبير المتعال فتطرقين باب الله الذي يملك كل شيء ولذلك تلي ندائك ( مملوك أنا ) يا من تمللك امري مهما طال اعذاب الدنيوي فأني ذاهبة اليك وأملي في النعيم اذا كان غاب في الدنيا فأنني أحتسبه عندك في الاخرة ..ومهما تعلثمت أجاباتي يوم الحساب فأنا اطمع في رحمتك ( ان لم أكن اخلصت في طاعتك ..فأنني أطمع في رحمتك )
يا ربنا

مملوك أنا

وانت اللى مالك أمرنا

راسم طريق أخره الفراق

راح ينتهى ف يوم الحساب

وقت الحساب

يبدأ ف سرد الأسئلة

والأسئلة إجابتنا ليها

ساعات تكون متعثره

لكن أكيد وبرحمتك

حاسس أنا

مش هاتنسى

من بين روايح جنتك

ألمح حياتى بتبتدى

لحظات فرح

تخشى ف يوم أن تنتهى

بنهاية التتر الذى أخره ف أيديك
وهنا لي وقفتان اعتراضياتان الاولي (مش حتنسي ) لا نقولها لله فالله لا ينسي ..اعرف انك تقصدين غير ذلك ولكن صريح اللفظ لا يجوز
الثانية (بنهاية التتر الذي أخره ف ايديك ) لا ارتاح الي تشبيه الحياة بفيلم سينمائي ينتهي ونهاية التتر في يد الله عز وجل الصورة وكانة الممخرج الذي سيضع كلمة النهاية او النتيجة النهائية ..اعلم ايضا ان لك مقصود أخر ولكن لا أرتاح لهذا من باب توقير الله
هذا طبعا مجرد رأي لا يقلل أبدا في شاعرية القصيدة وجمالها وان كنت اختلف مع اسمها (تاه الوطن )فالمضمون اعمق من هذا
رشا الجميلة أحييك على قصيدتك التي هي دليل قوي على انك شاعرة ذات فكر وعمق واداوات
تقبلي خالص تحياتي واعجابي بعملك الرائع
ودائما الى التقدم والتألق