من الصحافة و الكاتب محمد فودة

حدد الرئيس حسني مبارك في خطابه التاريخي إلي الأمة في مناسبة العيد
الرابع والثلاثين لنصر أكتوبر المجيد الأولويات التي يجب علي الحكومة أن
تنهض بأعبائها.

قال الرئيس إن هذه الأولويات محاصرة الآن في الفقر وتوفير فرص العمل وتعزيز المشاركة السياسية.

وإذا جاز لنا أن نبدي رأياً في هذه الأولويات. فاننا نقول ان الفقر
ليس ناتجاً عن زيادة النسل مقارنة بدخل الدولة فقط. بل ناتج عن تقاعس
الحكومات السابقة عن التنمية الحقيقية لهذا البلد. سواء في إعداد الدولة
لاستقبال أو استقطاب رءوس الأموال الأجنبية علي مدي سنوات عديدة أو في
قصور التخطيط للتنمية علي المدي البعيد.

لقد انغمست الحكومات السابقة - ونرجو ألا تفعل الحكومة الحالية مثلها
- في مواجهة المشكلات القائمة ومحاولة ترقيعها بقدر الامكان. ونجحت أحيانا
وفشلت أحيانا كثيرة.. والدليل ثورة العطش التي حدثت في صيف هذا العام
والتي طالت العاصمة وأكثر من نصف قري مصر.

فهل كانت الحكومات السابقة وكذلك الحالية علي علم بهذه المشكلة وهي
احدي مشكلات كثيرة وتجاهلت حلها؟! أم انها لم تكن تعلم؟! وفي كلتا
الحالتين فعلي من نلقي اللوم؟!

المفروض في التخطيط لمستقبل أي دولة علي المدي القريب والبعيد أن تتم
المواءمة بين الزيادة السكانية وما تعنيه من متطلبات كثيرة. وبين التنمية
الاقتصادية.

بمعي أننا سنزيد بعد عشرين سنة مثلا حوالي 25 مليون نسمة. وهذا يعني
أننا نخطط لسد حاجات هذه الأعداد. مع العمل علي الارتفاع بمستوي الشعب
بشكل عام.

فهل فعلنا؟!

لاشك اننا أنجزنا الكثير والكثير. ولكن هذه الانجازات لم تف بالغرض
المطلوب. بدليل أن الرئيس في خطابه وضع "الفقر" في أولي الأولويات. مما
يدل علي أن الحكومة الحالية أو أية حكومة قادمة يجب أن تعمل علي حل هذه
المشكلة.

أما بالنسبة لعدم توافر فرص العمل بالشكل الذي يستوعب أو يحل مشكلة
البطالة في مصر.. فرأيي أن هذا البند مرتبط ارتباطاً وثيقا ببند الفقر.
فاذا حللنا مشكلة الفقر ستحل تلقائياً مشكلة البطالة.

وبالنسبة لتعزيز المشاركة السياسية.. فهذه مهمة الحزب الوطني في
المقام الأول.. ولن نتغلب علي السلبية في هذا المجال إلا باتاحة الفرص
للأحزاب الشرعية كي تنشط ويكون لها تواجد فعلي وفعال في المشاركة
السياسية.

فمن غير المعقول أن يكون للحزب الوطني 80 في المائة من عضوية مجلس
الشعب ولجماعة الإخوان المسلمين "غير الشرعية" 20 في المائة. ولا يوجد
لنحو 20 حزباً شرعياً سوي أعداد لا تزيد علي عدد أصابع اليد الواحدة!!

شكرا لك اخى عاطف
بارك الله فيك

شكرا لك على موضوعك

santa

» الكاتب إبراهيم خليل إبراهيم مع البطل محمد عبد العاطى
» من الصحافة
» الصحافة والأدب
» الصحافة و شيخ الأزهر
» حوار صحفي مع مصر ليلة الحادي عشر / محمود جمعة