نظرة تأمل

نظرة تأمل ..!
بقلم:بهجت بيضون
في صباح غائم، رياح وسحب تنذر بالمطر، وفجأة علت أصوات مكبّر من ركب يقترب من أول الشارع، إنها جنازة تقترب منا رويداً، رويداً، بعض المارة، وأنا منهم، توقّفنا احتراماً لمرور الموكب، وقد تربّينا على مثل هذا، فبعض العادات والتقاليد القديمة لا زالت تعيش في قلوبنا وأرواحنا خاصة وأن مرور مثل هذا الموكب، يذكرنا بالموت الجاثم على صدورنا، ومهما طالت بنا الحياة لا بد من الرحيل والسفر، تذكرت والموكب يمر من أمامي قول الشاعر:
كلّ ابن أنثى وإن طالت سلامته == يــوماً على آلة حـدباء محمــولُ
تابعت سيري وخواطري تتنقّل بي ما بين الحياة والموت، الحياة بما فيها من أفراح وأحزان، أحلام وأوهام، من خير وشر، من عدالة وظلم، ورحمة وقسوة .. والموت وما فيه من حساب وعقاب، على كل ما اقترفته أيدينا وعقولنا خلال رحلة الحياة، إن خيرٌ فخير، وإن شرٌ فعقاب..!
في حياتنا الأبدية، بعد الموت إما أن نجد السعادة والطمأنينة والراحة في لقاء الله، والبعض منا كثيراً ما ينسى هذا، فتشغله الحياة بما فيها من ملذات، تغيب عنه ساعة الموت التي هي أقرب من إغلاق الجفنين، ويتوه في دنياه التي تشغله وتلهيه عن محبة الله ..!
وبالرغم من الظلام الذي يلف عالمنا اليوم, فهناك في الأفق شعاع من إيمان ينير نفوس وقلوب وأرواح محبّي الله، فالله - كما نعرف – محبة، والمحبة هي غاية الإنسان..!
إنها رحلة شائقة للبشر في مركب الحياة والموت، رسمها الله لنا نحن البشر، منذ خلق الله آدم وحواء، وتبقى المحبة والرحمة والعطف ما بيننا المفتاح لبوابة جنان الخلد..!
[b][center][b]

كلام رائع جدا والاستاذ عادل عوض كتب ما كنت اريد كتابته
لان النص الذي امام ليس سوى نص وكلمات انما هو كصوت الضمير
فتقبل مروري ولك مني فائق الاحترام