رائحة العطر
"""""
جلست تنظر أمامها الى البيت التى إنتهت من ترتيبه وتزينه .. تتمتم بداخلها فى حزن
_ سيأتى مثل كل يوم متعب .. حزين .. كالعادة يتصيد الأخطاء حتى يجد المبرر لتفريغ شحنة الغضب التى تعتريه ,
الحياة هكذا لم تـَعد تـُحتمل .
يجلس فى الحافلة المكتظة بالركاب العائدين من عملهم .. الحرارة مرتفعة .. الرطوبة عالية .. الملل يكاد يفتك به .. يخاطب نفسه بيأس وأسى .
_ سأعود مثل كل يوم أجدها بقميص النوم ذا الأكمام الطويلة الممتلىء ببقع الطهى .. ورائحة البصل .. ياااااه .. يالا ضيعتى مع هذه الأنثى .
يستسلم لحرارة الجو .. يأمر نفسه بالصمت ليهدأ قليلاً ويسترخى قبل وصوله البيت إستعداداً للمعركة القادمة .
يغمض عينيه .. يمر الوقت ببطىء شديد .
صوت طرقات بالباب .. تنهض .. وتفتح .. إذا به يجدها تقابله بوجه صبوح
وأبتسامة رائقة .. ترتدى قميص نوم ســـتان أخضر بلا أكمام وفوقه روب شفاف أخضر منقوش مترز ببعض حبات الماس المنثور .. تعلوه فراشة باللون الأسود
.. شعرها يتدلى على كتفيها .. وجهها مزين بألوان هادئة وبراقة .. تبتسم فى دلال .. تقترب منه إذا برائحة عطرها تملأ أنفه فينتشى .. ثم يهيم قليلاً .. ثم يُذهل فيبتعد ويبتسم قائلاً .
_ ما هذا ؟ يبدو أننى أخطأت فى المنزل .
_ ما هذا ؟ أنتَ تبتسم يبدو أننى أنا التى أخطأت فى باب الشقة ههههه .
_ أأنتى جــالا زوجتى وحبيبتى .
_ أحقاً مازلت حبيبتك .
_ بالطبع .. فأنتِ فى عينى أجمل أمرأة .. يمر الزمن بنا ويرسم علاماته
على وجوهنا وانتى مازلتِ بخدودك الموردة الجميلة .. وصفاء سريرتك
_ يا سلام .. ألم ترانى ثمينة .. ألم تستاء يوماً من قوامى الغير متناسق .
_ أبداً حبيبتى .. لم يخطر ببالى هذا أبداً .. أتعلمين ؟ .
_ ماذا ؟
_ أنكِ كلما أزداد وزنك جراماً واحداً تزداد رقة قلبك وحنانك مائة جرام ..
يكفينى جالتى الجميلة أن أنظر فى عينيك فأعشق الدنيا .. وأعلم أن
الخير مازال موجوداً ..
أيتها الجميلة خذينى بين أحضانك فأنا أحبك ..ويقترب يتشمم عطرها
فيذوب طرباً وعشقاً ويقول .
_ إصفعينى حتى أتأكد أننى لا أحلم
_ إصفعنى أنت َ
_ لا أنتِ
_ لا أنتَ
يصفعها فتستيقظ
تنظر بجانبها تجده نائماً بجوارها وصوت شخيرة يملأ أرجاء الحجرة .
""""""""""""""""""""""""""""