تمر بنا الأيام ..!
شعر:محمد الزينو السلوم
---------------------
هــو العمــر فاجنِ منه ما شئت وارتقِ$
بما تـرتـجي فالفـــوز حالُ من ارتـقى
وهيئ من الأسباب كـي تـبـصــر المنى$
فــكــم أخطــأتْ عينــاك أمــراً..تحققا
أتحسبها ، الــدنـيـــا تسير بـنـا سدى ؟$
فكيف وربّ العرش أحيـا ، وأنطـقـــا؟
تمــرّ بنا الأيـــام ، لا نـعـــرف الــهــنــــا$
وتمضي بنـــا حتى نــتــوه ، ونغــرقـــا
ونحسب أن الـبـيــْن فــرّقــنـــا مــــعـــاً$
فتجمعنا الأيـــام ، مــا أجـمـل اللقـا ؟
وهــا نحــن يا مـيّـاســة القــدّ نلتــقــي$
ومن قبــلُ حــاولـنـا ، فـعـزّ الملــتــقى
تُـرى نحن في حلمٍ نروح ونغـتدي؟$
إذا مــا صــحــونا ، عـــاد بعــدُ وفــرّقـا
لـــكَ الأمر في هـــذا ، فــذاك مقــدّرٌ $
ولا مهرباً مـنــه ، لمن يـعــرف الـتـقـى
مضى العمــر ، لا مــا عـاد شيءٌ يلمّنا$
و ما عــاد من عمرٍ ، لنهوى، ونعشــقــا
تناسيْ زمــــاناً مرّ من قبـلُ وانقــضى$
وخلّي الأمــــانــي ترسم البحر أزرقـا
فــلو مسّنا يا ميس مـــا نــرتــجي بـــــه$
نجــــــاةً ، فلن نهنا ، أنمضي لنُصعقا؟
كفـــا ما لقينا فارحـــلي ، دون طائلٍ$
سقى الله ورداً كان من قبل قد سقى
وإن بعدتْ فينا المسافات فاذكـــري$
لقــد عــزّ في يــومٍ ، وعــــاد فأحـرقــا
تمــرّ اللــيـالي، لـيـلــةً بـعــد لـيـلـةٍ$
وذكرى هوانا في حنينٍ إلى اللـقــا
وقــد كنت قبـل اليوم أغنى بحبهــا$
وكان هوى الأحباب أغلى وأصدقـا
أبادلها النجــوى ، فـتـدنـو ، وتنحني$
أحسّ الذي في الصدر، غنّى وصفّقا
وأمنحـهــا مــا طـــاب، أو لــذّ طعمه$
وأنسى الذي من قبـلُ أشقى وفرّقــا
هي العطر ، من وردٍ تــدلّى بغـصـنـه$
إذا فـــاح ، لا تســطـيــع إلا الـتـنشّـقا
هي الروح،أجمــلْ بالحــنان إذا بـدا$
يلـــوّن حـبـــاً ، قـــد تسـامى فـأورقـــا
تحسّ بــه كـالـكــهــربـاء ، تــواصــلاً$
إذا الــروح أغنته ، تغنّى ، ومــوسقــا
وقبل نزول الغيث ، يرقى بنا هوىً$
كـأن الــذي أغنى ، تـفـانى فـعـمّـقـا
ترى الحسن وهّاجاً ، تلالى جمالـه$
كما البدر في حسنٍ ، تجلّى فأورقــا
أمن مرمرٍ هــذا القــــوام ؟ كــأنـه$
من العــاج ، تخفي فــيــه فـــلاً وزنبقا
تحــار به الأبـصـار، رؤيــا وفــتــنــة$
كــأن الــذي يرعــاه أغنى وأغــدقــا
مضى العمر والأيام تمضي سريعــةً$
وما عاد لي فيها سوى الخير والتـقى
فإن كنتِ مثلي فارتجِ الخير مـركباً$
وإلا فـعـذراً .. لـم يـعــد بـيـنـنـا، لـقــا .