سنلتقي أقسم أننا سنلتقي، منذ أن قلت لي سوف تأتي وأنا أشعر أني ألقاك.. علي أرضي علي أرضك في الحياة الأخري سنلتقي.
منذ عرفتك عن طريق الوسيلة الجديدة للتعارف المسماة النت أو الشبكة العنكبوتية وأنا أشعر بك وبقربك وبقدومك القريب.. هي شبكة أدخلتني عالمها، وفي شباكها العنكبوتية لا يكون الفكاك منها .
ولكنا لا نريد فكاكا .. منصهران في جوفها.. معتكفان بداخلها مؤمنان بمنهجها.
شيء خيال من وراء الخيال .. من وراء العقل.. لا يمكن لأحدنا أن يقاوم هذا السحر، وهذا الشعر ، وهذا الفرح، وهذا التخيل الجنوني.
أحبك قلتها لك ألف مرة، حكيت لك كل ظروفي أنتظرك مهما طال العمر، وأنت أيضا حكيت لي عن أحوالك ..
متزوج نعم .. عندك البنين والبنات نعم .. وماذا ينقصك ..
- الروح أنا شاعر متقد، متمرد، أشياء كثيرة أحتاجها من الأنثي من تستوعبها... تكون!! و.......... كنت أنا.
أشتعلت الجذوة .. كل يوم تشتعل .. ويزيد اشتعالها وإذا باللهب يتطاير.. اللهب من مصر إلي فلسطين، من غزة إلي القاهرة، فما يجدي الصبر وما نفع العقل وكيف يكون التصبر .. رجال الإطفاء أنفسهم لا يستطيعون بخراطيمهم الضخمة ومياههم الغزيرة إطفاء النار في الحال.. لابد من الوقت ومن الصبر ومن الأناة.
غناني شعرا، وغنيته نبضا ، نثرني علي صفحات الماسنجر، ونثرته وردا وحبا..
ولما فاض كيله أعلنها.
قادم إليك لتتم فرحتي.
- وماذا تفعل بالزوجة والأولاد
- أؤمري
ياااااااه .. عذاب آخر فوق العذاب.. أطلب أن يتخلي عنهم ويموت ضميري .. لا اقبل أن أحرق كل هذه القلوب من أجل قلبي.
- وقلبي أنا .
- يا إلهي زوجة ثانية.. وهل كنت أتخيل هذا في يوم.. أنا المدللة عند أهلي .. أنا التي طلبني أفضل الشباب في بلدي أكون زوجة ثانية في بلد آخر .
أين ما كنت عليه من إباء.. من كرامة.. الآن أرضي بنصف رجل رغم أنه كل الحب.
وعمري الذي ضاع في انتظاره.. ومن رفضتهم فيهم من يفوقه وسامة، وثقافة، وثراء، وفوق كل هذا خلوهم من المسئوليات.. يارب أأنت كتبت هذا الشقاء علي أم شيطاني استدرجني..
لِمَ خصصتني بهذا المصير المأزوم.. ألأنني لم أتبع منهجك،ولم أسد باب الذرائع .. فتحت علي نفسي أبواب جهنم.. جهنم في الدنيا فهل يجتمع عليّ ناران.. الدنيا والأخرة.. ؟
ما العمل يارب العالمين.. إنه في الطريق.. فتحت حدوده ومنطلق الآن بحقيبته.. قادم بشوقه .. تسبقه لهفته.. يارب ما العمل.. كيف سيصل إليّ.. من سيكون في استقباله.. انقذني يارب.
يا لهي يا لها من فكرة جهنمية..
أخي .. كم من مرة عرض علي المساعدة، وردد:
- إذا شعرت بأنني أخوك فاحكي لي..
يبدو أنه كان يشعر بما أعانية كلما رفضت عريسا لا يرفض يكرر كلامه..
حان الوقت .. أحكي له الآن أيوجد غيره يذهب ليقابله ويأتي به إلي البيت، ويقدمه لأبي ويداري علي ويؤيد طلبه قبل ما يأخذ أبي فرصة للتفكير..
والأهم أن أكون بعيدة لا يشك أحد في أمري، وكأنني أراه لأول مرة ويراني.. هي فعلا أول مرة وهل تبادل الصور يغني ويعد مشاهدة.. كم أحببت صورته وعشق صورتي..
هو قادم من أجل صاحبة الصورة.. لكي يجمع الصورتين في واحدة مزينة بفرحة الأهل.
أهلي سيرحبون بمساعدة أخي حتي وإن عرفوا فيما بعد أنهم أرغموا علي الموافقة..
أما إذا رفضوا فسأهدد .. بترك البيت.. ربما .. بالانتحار .. ربما.. بالزواج منه رغما عنهم.. ربما.. وربما .. أي تهديد يخيفهم مني علي ويجعلهم يوافقون رغم ظروفه.
قال أخي أحتاج لكل التفاصيل ..
اصغاؤه شجعني علي الاسترسال وبكل جوارحه استوعبني وقف علي القصة من بدايتها لنهايتها.
وقف علي تفاصيل التفاصيل .. تعرف علي الجمل الرئيسية في حواراتنا والأيقونات التي نتبادلها.. فرحت جدا باهتمام أخي واسترسلت..
صحيح إنه الأخ..
من غير الأخ للبنت هو سندي في الحياة وبئر أسراري، عكازي وهنائي وكل ما ليّ..
هو الذي سيزفني إليه .. هو .. هو.
قال أخي بعدما سمع واستوعب .. لا مانع متي الوصول .
ذهب أخي وبقيت بالبيت انتظره، باللهفة أنتظره، بالشوق أنتظره، أسترجع حواراتنا المكتوبة وأنتظره..
طال الوقت وفقدت القدرة علي الانتظار ..
رن التليفون صوت أخي .
- اطمئني كل شيء علي ما يرام أنا في الطريق.
- يا الله نال إعجاب أخي .. هو نال إعجابي من قبل.. لابد أنه مميز للغاية لابد أنه إنسان خارق، إنسان رائع، إنسان سوبر.
اللهفة أعجزتني بدلا من أن أنتقي فستاني بركت كالجمل .. نمت في السرير .. الرعشة تملكتني .. انزعاج أهلي جعلهم يستعينون بكل بطاطين البيت.
- يا رب لا أتخيل اللقاء .
أخيرا سمعت رنين جرس الباب.
سمعت صوت أخي مع والدي .
لم اسمعه يقدم أحدا.
قال والدي:
- اختك مريضة .. احضر طبيبا.
- سأراها أولا.
دخل أخي حجرتي مبتسما.. جلس بجواري وأنا أنتفض .
- اطمئني كل شيء علي ما يرام .
سألته عيناي بدهشة أين هو.
- رجع من حيث أتى.
اتسعت حدقت عيناي..؟
- وجدته غير مناسب تصرفت.
جززت علي أضراسي..؟
- ولا تخافي لن يتصل بك مرة أخري.
تحركت رأسي..؟
- أفهمته أن التي كانت تكلمه طوال الوقت هي أنا.. انتحلت شخصية أنثي وكانت لعبة ممتعة.
قعدت على فراشي وضاعت مني الحمي، ونطق لساني:
- وصورتي..؟!
- بسيطه.. أفهمته أنها لفتاة لا أعرفها ..
- ولماذا فعلت هذا..؟
- من جملة جاءت منك عفوا :
- إنه قادم فكيف نخذله.. لم نخذله أفهمناه أنها لعبة .
- وماذا فعل.
- دهش في البداية ، ولكنه ضحك.. ضحك كثيرا وعاد أدراجه.