هكذا هى الحياة
يعيش الانسان الحياة لا يختار والديه ولا يختار نوع الحياة التى يحياها , ولا يختار اسمه ,
ويعيش عمره كله ينتظر اليوم الذى يستطيع فيه ان يختار اى شئ , ليشعر بوجوده فى الحياة فى حقه فى الاختيار , ويبدأ فى اختيار اصدقاءه ثم اختيار عمله ثم يختار زوجته ,
وللاسف يكتشف انه لايختارهم ايضا , فالاصدقاء كانوا فى حياته رغما عنه بحكم وجوده فى الفصل أو فى وجوده فى النادى , ويبتعد عن هذا أو ذاك لانهم لايجدهم على نفس الدرب , ويبدأ رحلة البحث عن عمل يبتغيه ويحبه , ثم يكتشف انه يعمل شئ لايحبه ومجبر عليه لضغوط ما ولا يستطيع ان يتخذ قرار بترك العمل
وعندما يتزوج يبحث هنا وهناك وهو يظن انه يبحث عن ضالته ليجد الانيس والوليف وما يؤنس قلبه وعندما يتزوج يجد الوليف لا يعزف على نفس الوتر , وكل منهم يعزف على وتر قلبه واما يكونوا نغما عزبا واما يكون نشازا , ويجد نفسه ليس له حق فى اتخاذ قرار بالهجر والانفصال ويوأد حلمه وكل احلامه فى صدره ,
يعمل لانه لابد له ان يعمل يظل متزوجا لانه لابد له ان يظل متزوجا ,
ويصبح مجرد حلما بعمل ما يحب وان يعيش مع من احبه قلبه , وتصبح الاحلام ألما وحسرة بعد ان كانت أملا وسعادة , ويأتى الاحساس بلا احساس , وتمضى الحياة بنا هكذا
حياة وكفى بلا احساس وبلا احلام وبلا أمل ,
ونكتشف فى خضم الحياة اننا سرنا فى الطريق الخطأ , اختيارنا الوحيد هو هل طريق الطاعة أم طريق المعصية , نطيع الله عزوجل ونرضى بقضاءه وقدره , ونملأ قلوبنا ايمانا بالله عزوجل وحده ويكون كل املنا وأحلامنا بالجنة , جنة الفرودس مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم , ومع كل الشهداء والصديقين والابرار , ننعم بالجنة وننعم الجنة وبالصحبة وبالزوجة والحور العين , ورؤية الله عزوجل
هذا هو النعيم المقيم , هذا هو حق اختيارنا , الطاعة والايمان والاستسلام للقدر والرضى بالله وعن الله