وحي الهجرة

وحيُ الهجرة
طافت علينا من الآفاق ذكراكِ .......فكيف يا هجرة المختار ننساكِ
حُيِّيتِ- ما دارت الأيام دورتها ....... إلا أتيتِ ونورُ اللهِ يغشاكِ
كم من مَعانٍ أقامت مجد أمَّتنا.........قد أُلهمتْ سرَّها من فيض معناكِ
فكم بنيتِ صروحاً ليس تدركها........ أوهامُ حلمٍ ولا آفاق أفلاكِ
حوَّلت قوماً بلا مُلكٍ ولا خطرٍ ........... إلى ملوكٍ وفرسانٍ ونُسَّاكِ
يسعى النبيُ إلى أمرٍ يحققهُ.......... ما هابَ في رهَبٍ سيفاً لفتَّاكِ
كم من عيونٍ لأهل الكفر راصدةٌ ........... في الدرب ترمي بحيَّاتٍ وأشواكِ
بنى الإلهُ سدوداً فوق أعينهم ....... ما يرقدونَ ولا فازوا بإدراكِ
على الفراشِ (عليٌ) نامَ مُلتحفاً ..........يفدي بغصنِ حياةٍ زهرهُ زاكِ
سمَّوا السيوف بغدرٍ ليس ينفعهم ......... وكلهم لسلاحٍ -في الدجى- شاكِ
ها قد أفاقوا وصوتُ البغي ينهزهم ......... ولوا وهاموا بإبخاسٍ وإرباكِ
ها قد أفاقوا وكفُّ الشمس تصفعهم ........ عصابةَ الشركِ إنَّ اللهَ أخزاكِ
يا قدرةً حكمت للحقِّ ما غُلبتْ ......... خاب الذي في غباءٍ قد تحدَّاكِ
قام النبيُ إلى خِلٍ يصاحبهُ ........ والليلُ في بُردةٍ من نسج أشراكِ
يا مُنيةٍ لأبي بكرٍ تكلَّفها ......... أتيتِ صبَّاً على شوقٍ تمنَّاكِ
يمضي النبيُ وبوح الدمع يسبقهُ ...... يا (مكُ ) إنِّي برغم البعدِ أهواكِ
إنَّ الذي فرضَ القرآنَ أوهبني ......... وعداً بأنِّي غداةَ الفتح ألقاكِ
إلى لقاءٍ قريبٍ سوف يجمعُنا ...... قَرِّي عيوناً فعينُ اللهِ ترعاكِ
يمضي وجندٌ من الرحمن تحرسهُ .......... تحُوطُهُ في الدجى أسرابُ أملاكِ
كم نلتِ يا يثرب الغراء منزلةً .......لما بدا ركبهُ نوراً ووافاكِ
فالتمَّ شمل الورى للحق واجتمعوا ...... على صفاءٍ وإخلاصٍ بمغناكِ
ذكراكِ يا هجرة المختار تنفعنا ...... كم من دروسٍ أتت من وحيِ ذكراكِ
يا أُمَّتي هكذا الأمجادُ قد رُفِعتْ ......... فمالذي عن دروب المجد أقصاكِ