من أجل عينيك يا أمي
كلما حاول النوم تراءت له الغولة في أحلامه , تلتهم أمه وأخته الصغرى
فيصحو فزعا, ليجد نفسه في زاوية من زوايا منزلهم الذي هدمته الغولة اللعينة .
أين يذهب ؟؟؟
ماذا يفعل ؟؟؟
الغولة ترعبه في صحوه ومنامه .
انبعث صوت قوي من داخله ..( قاوم – اقتلها )
أخذ يبحث بين الأنقاض عن أي آلة حادة ,
وجد زجاجة فارغة .. تذكر قصة قرأها في كتابه المدرسي تتحدث عن مقاومين عزل صنعوا قنابل يدوية وواجهوا بها المحتل الغاصب.
ظل ساعات يبحث عن قماش ووقود سريع الإشتعال حتى تمكن من صنع قنبلة يدوية .
حملها تحت إبطه وذهب لمواجهة الغولة البشعة
ووقف أمامها ثابتا كشجرة جذورها في الأرض وأغصانها تعانق الفضاء .
امتطى قرد مسخ ظهر الغولة وأخذ يقهقه بصوت عال و يستهزئ من الصبي قائلا : قف ...لا تتحرك ..أريد أن أستلذ بصوت عظامك وهي تسحق ,
عند قدمي الصبي حجر بقبضة الكف يشتعل متوهجا بشكل عجيب
حمله ... نظر إلى اللعين بتحد شعر أنه شمشون الجبار رمى الحجر بين عينيه صارخا : من أجل عينيك يا أمي .
سقط اللعين مترنحا من الألم بينما ابتسم الصبي ابتسامة النصر .
أحس أنه أسرع من سوبرمان عندما أخرج الزجاجة من تحت إبطه وأشعل فتيلها ورمى بها الغولة التي تأججت النيران بها .
عندما سمع دوي انفجارها كان يحلق إلى السماء والملائكة تحف به من كل جانب
مريم محمود العلي