جلسة للبرلمان الأوربي حول الانتفاضة الإيرانية والموقف في أشرف بحضور وكلمة الرئيسة رجوي
في لقاء مع السيد غابريلا آلبرتيني رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوربي خلال جلسة للبرلمان عقدت بحضور الدكتور آلخو فيدال كوادراس نائب رئيس البرلمان الأوربي شرحت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية أوضاع إيران وانتفاضة الشعب الإيراني المتنامية وعمليات القمع الوحشي والإعدامات وعمليات التعذيب على يد نظام الملالي الديكتاتوري الحاكم في إيران وكذلك الموقف في أشرف ومؤامرات النظام الإيراني ضد مجاهدي درب الحرية.
وفي هذا اللقاء أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوربي دعم البرلمان لمطالب الشعب الإيراني الديمقراطية وأدان الانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان وسياسة تصدير الإرهاب والتطرف من قبل نظام الملالي الديكتاتوري الحاكم في إيران.
هذا وأكد السيد غابريلا آلبرتيني ضرورة ضمان حقوق سكان أشرف باعتبارهم محميين وكذلك ضرورة الالتزام بجميع الاتفاقيات والقوانين الدولية خاصة الالتزام التام بالقرار الصادر عن البرلمان الأوربي يوم 24 نيسان (أبريل) الماضي حول الوضع الإنساني لسكان مخيم أشرف.
كلمة الرئيسة رجوي أمام جلسة البرلمان الأوربي حول تنامي الانتفاضة الإيرانية والموقف في أشرف
في جلسة برلمانية عقدت في مقر البرلمان الأوربي في بروكسل وشارك فيها عشرات من نواب البرلمان الأوربي من مختلف الدول ومختلف الكتل البرلمانية ألقت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية كلمة حول تطور وتنامي الانتفاضة الشعبية العارمة في إيران والموقف في أشرف. كما وأمام الجلسة ألقى عدد من النواب كلمات عبروا فيها عن تضامنهم مع المقاومة الإيرانية وانتفاضة الشعب الإيراني وصمود الأشرفيين. كما دان المتكلمون مؤامرات النظام الإيراني ضد مجاهدي أشرف مشددين على ضرورة تنفيذ القرار الصادر عن البرلمان الأوربي لضمان حقوق سكان أشرف وحمايتهم.
نص كلمة الرئيسة رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية
أمام جلسة البرلمان الأوربي في بروكسل
الأربعاء 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009
سيادة الرئيس، النواب المحترمون،
يسرني ويسعدني اللقاء بكم، أود في البداية أن أهنئ جميعكم بالدورة الجديدة للبرلمان وانتصاركم في الانتخابات. إني ومنذ الدورات السابقة كنت شاهدة على الدعم الفعال الذي قدمه النواب للتغير الديمقراطي في إيران. فاسمحوا لي بأن أعبر عن شكري وتقديري لدور نواب هذا البرلمان خاصة لجنة أصدقاء إيران الحرة ولجنة البحث عن العدالة على دعمهما لمدينة أشرف. فتمامًا قبل أسبوع أي في الرابع من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي قام الشعب الإيراني بانتفاضة جديدة جرت في مزيد من المدن الإيرانية قياسًا بالانتفاضة التي جرت في الأشهر الخمسة الماضية. كما وفي طهران و20 من المدن الإيرانية الكبرى خرج إلى الشوارع هذه المرة جمهور أكثر عددًا مما مضى يضم مختلف الفئات العمرية ومن مختلف الفئات والشرائح في المجتمع الإيراني بدءًا من طلاب المدارس البالغة أعمارهم 15 أو 16 عامًا وليس انتهاءً إلى الطاعنين في السن من الآباء والأمهات، ولكن جميعهم بشعار واحد ضد الديكتاتورية وجميعهم بمطلب واحد وهو: تغيير النظام، إلى حيث أسقطوا في طهران صورة كبيرة لخامنئي «الولي الفقيه» للنظام على الأرض ثم ألقوها على قارعة الشارع وداسوها ومشوا عليها بأقدامهم. كما ألقى المنتفضون اللوم على السيد أوباما لحالات تسامحه وتساومه مع الملالي الحاكمين في إيران، وكذلك هتفوا قائلين: نحن لا نريد القنبلة الذرية. وهناك شعار آخر لهم: السلام للعالم والديمقراطية لإيران. نعم هذا هو الصوت الحقيقي للشعب الإيراني. وفي الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري قال السيد مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية: «كل شيء ينم عن عزم راسخ شامل وطني على إسقاط نظام ولاية الفقيه المكروه المنبوذ ونيل الحرية وسلطة الشعب.. ومقابل ذلك شدد النظام القمع في المجتمع وكثف تدخلاته في دول المنطقة والعمل على صنع القنبلة النووية». لاحظتم أن النظام أفشل المفاوضات النووية في شهر تشرين الأول لأنه يريد أن يمتلك القنبلة النووية. إن الملالي لهم مخطط واضح. إنهم حوّلوا التفاوض والحوار معهم وبأمر وتوجيه من خامنئي إلى أداة للتقدم من خندق إلى خندق في إنتاج القنبلة النووية بحيث أنهم يعملون على إنجاز ثلاثة مشاريع لهم متزامنة وهي المشروع النووي أي عملية تخصيب اليورانيوم والتطوير الصاروخي وصنع الرؤوس النووية. إنهم وبمتابعة مشروع يسمى بـ «بي 111» يقومون بصنع رؤوس نووية حربية. وفي الوقت نفسه يقومون بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة داخل إيران. ولهذا الغرض يريدون شراء اليورانيوم من الخارج ليبدؤوا بإنتاج اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة بعد حصولهم على أول ذريعة. والواقع أن النظام الإيراني ولإعادة توازنه المفقود إثر انتفاضة الشعب يحتاج إلى القنبلة أكثر مما مضى فلذلك يجب على المجتمع الدولي أن يعتمد سياسة الحزم والصرامة تجاه هذا النظام.
أيها الأصدقاء الكرام،
ببدء عهد جديد في ما يتعلق بإيران تولى أهمية حاسمة لمقاومة الشعب الإيراني والحل المقدم من قبلها وأفقها المستقبلي. فاسمحوا لي أن أقدم لكم الخطوط العريضة للمشروع السياسي للمقاومة الإيرانية. إن هدفنا هو إزاحة نظام «ولاية الفقيه» عن السلطة وإقامة ديمقراطية تعددية. إن حلنا هو الحل الثالث الذي يرفض خيار المساومة والتسامح مع الملالي الحاكمين في إيران وفي الوقت نفسه يرفض التدخل العسكري الخارجي وإنما يعتمد التغيير الديمقراطي على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وهذا حل أثبتت الانتفاضة الجارية في إيران صحته وصوابه. إننا دعونا وندعو إلى إقامة انتخابات حرة في إيران بإشراف الأمم المتحدة عليها وليس على أساس قاعدة «ولاية الفقيه» ونحن تجاه الاستبداد الديني الحاكم في إيران نعتمد على الشعب الإيراني والتضامن الوطني للإيرانيين. إن إنكار نظام «ولاية الفقيه» هو الهدف المشترك للأغلبية العظمى للشعب الإيراني بغض النظر عن الانتماءات السياسية والعقائدية والقومية والدينية والمذهبية. إن المقاومة الإيرانية قدمت مشروع «جبهة التضامن الوطني» التي تضم جميع الأحزاب والكيانات والمجموعات والشخصيات التي تعارض نظام «ولاية الفقيه» بكل أجنحته وتنادي بإقامة نظام جمهوري علماني. إننا ومنذ انطلاق الانتفاضة الشعبية العارمة في إيران وجهنا الدعوة حتى إلى الجناح المغلوب داخل النظام إلى رفض «ولاية الفقيه» برمتها ومن أساسها وقلنا إننا نرحب بهم في هذه الحالة. وفي الأشهر الأخيرة وبعد ما اقتحمت القوات العراقية مخيم أشرف بطلب الملالي الحاكمين في إيران عبرت جميع الكيانات والقوى والشخصيات الإيرانية وبصوت واحد عن إدانتهم واستنكارهم هذا الاعتداء الآثم رغم اختلاف مواقفهم واتجاهاتهم التي كانت متناقضة أحيانًا. إن هذا الاجماع الغير مسبوق ينم عن ارتقاء وتقدم التضامن الوطني للإيرانيين. أما بالقدر الذي يخص المستقبل فإننا ننادي بإقامة جمهورية تعددية علمانية خالية من التعذيب والإعدام. وفي هذه الجمهورية ستتمتع النساء بحقوق متكافئة مع الرجال بما فيها القيادة السياسية. إننا نريد تحقيق إيران غير النووية كوننا نريد أن نعايش جيراننا وجميع دول العالم بالسلام والتصالح.
أصدقاءنا الأعزاء،
أيها الأصدقاء الكرام،
إن الملالي الحاكمين في إيران وفي الوقت الذي يقتلون فيه المنتفضين يقومون بالقمع والتآمر المستمرين ضد «أشرف» وهو مقر إقامة 3400 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لأنهم يعتبرون قمع «أشرف» كفيلاً لاحتواء الانتفاضة الشعبية العارمة في إيران. شاهدنا قبل لحظات لقطات من الهجوم القاتل الذي شنته القوات العراقية على «أشرف» في يومي 28 و29 تموز (يوليو) الماضي حيث قتل 11 من سكان «أشرف» العزّل وأصيب أكثر من 500 آخرين بجروح واختطف 36 منهم احتجزوا لمدة 72 يومًا كرهائن حتى تم أخيرًا إطلاق سراح الرهائن الـ 36 وإعادتهم إلى «أشرف» نتيجة صمودهم ومقاومتهم وصمود سكان «أشرف» وحملة واسعة عالمية لإخلاء سبيلهم الأمر الذي كان هزيمة نكراء لحقت بالملالي الحاكمين في إيران. ولكنهم هذه المرة يريدون نقل أو تهجير سكان «أشرف» في داخل العراق تمهيدًا لارتكاب مجزرة أكبر وأوسع بحقهم. وهذه المؤامرة تعرض بوجه خاص موقع النساء الساكنات في «أشرف» البالغ عددهن 1000 امرأة لخطر جاد.
إن النقل أو التهجير القسري لسكان «أشرف» في داخل العراق خاصة بعد مضي 23 عامًا على إقامتهم القانونية في العراق عملية تخالف القانون وتمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي. إن وجود سكان «أشرف» على أرض العراق يوافق القانون الدولي وكذلك يحظى بدعم واسع من الشعب العراقي. إن كون تحذيراتنا من خطر مؤامرات النظام ضد «أشرف» لم تجد أذنًا صاغية طيلة عام مضى قد أطلق أيدي الملالي الحاكمين في إيران لارتكاب مجازر يوم 28 تموز (يوليو) في «أشرف» دون حسيب أو رقيب. آمل أن تنتبه الحكومات والهيئات والمنظمات الدولية هذه المرة إلى التحذيرات المذكورة. إن مقترحنا لحل قضية «أشرف» واضح جدًا وهو أن تمنع الأمم المتحدة رسميًا أية عملية نقل أو تهجير قسري لسكان «أشرف» في داخل العراق وأن تقدم الإدارة الأمريكية الضمانات المطلوبة حتى سحب قواتها من العراق أي إلى نهاية عام 2011 لعدم وقوع أي اعتداء وعنف ونقل أو تهجير قسري لسكان «أشرف» وأن تلتزم الحكومة العراقية بالقرار الصادر عن البرلمان الأوربي يوم 24 نيسان (أبريل) الماضي وأن ترفع الحصار عن «أشرف» وتعترف بحقوق سكان «أشرف» في إطار اتفاقيات جنيف وتمنع من نقلهم أو تهجيرهم قسرًا. إني أستمدكم وأطلب المساعدة منكم لتحقيق هذا الأمر. وينبغي أن أؤكد أن «أشرف» قد بني تمامًا على أيدي سكانه والمقاومة الإيرانية هي التي دفعت نفقات بنائه وإعماره. ومنذ البداية أي منذ عام 1986 تم احترام حرمة أشرف الأمر الذي أكدته الأمم المتحدة في تسعينات القرن الماضي أيضًا. وعلى هذا الأساس يجب التمسك بحرمة «أشرف» وإبقاء احترامه محفوظًا آمنًا أمام أي اعتداء أو تطاول. إن النظام الإيراني أصبح اليوم محاصرًا بانتفاضة الشعب الإيراني وهو يمر بمرحلته النهائية، فنطالب حكومات الاتحاد الأوربي بأن تعتمد سياسة حازمة وصارمة في الدفاع عن الحقوق الإنسانية للشعب الإيراني لكي لا تسمح لنظام الملالي الحاكم في إيران أن يبرر قمع المجتمع الإيراني بعلاقاته الاقتصادية والدبلوماسية مع أوربا. إن مواطنيّ الإيرانيين قد علّقوا الآمال أكثر مما مضى على الجهود التي تبذلونها دعمًا لحل إيراني لقضية إيران. أشكركم جميعًا.