نقد لقصيدة ثنائية الماء و النار بقلم هيام قبلان

أخى الشاعر الكبير عاطف الجندى
هذه دراسة من الناقد هيام مصطفى قبلان الفلسطينية لقصيدتك الجميلة
ثنائية الماء و النار أتيت بها من احد المواقع هدية لك

أيّها الشاعر الشاعر / أيها الآتي من ( زمان الوصل ......في الأندلس) ..!
ثنائية بين الماء والنار ، حوار كلما اقتربت من ناره كان الاحساس فيّ
يشتعل والنار تأكل الحشا ، وكم كنت بحاجة أن أخرج من هذه النيران
الملتهبة لأطفىء جمرة أحرقت مفصل القلب بقطرات من ماء ..!
للنار وللماء عدة دلالات / لن أتوقف عنج العغنوان كثيرا ، غير أن اختيار
الشاعر للعنوان والذي بدأه بتساؤل عن أغنياته للبلاد والوطن ،، وهل
( يرد النار غير الماء) ،، هنا لحظة التأمّل تجعل من القارىء لا يرى حمرة
اللهب بقدر ما ينشغل بانسياب الماء ليطفىء جمرات الحسرة المدفونة
في ذات الشاعر ويتابع ( هل يردّ الماء غير السّد ؟) وهذا يعيدنا الى
النيل الذي كان يفيض ويرمون له عروسا جميلة ليهدأ ويرضى ، لكنه
يصل الى حلّ لفيضان الماء وهو السّد ،، الذي بامكانه منع فيبضان الماء
ماء الحياة والذي هو بحاجة اليه كضد ! التعامل في القصيدة مع ضدين
النار القوة والحريق ، والماء الهدوء والحياة ، بقدر هذا التنافر في وظيفة
كلّ منهما لكنهما يتقابلان في نقطة واحدة من حوار بين القديم والحديث
بين الماضي واستمرارية الحياة ، وهل ( الماء فعلا اختصار للحياة وللنشور) ؟

في القصيدة صور شعرية رائعة / وتوظيف لمفردات لها دلالاتهاالتي تفوق
المعنى : زهرة التفاح ومخاض الأنثى . لكنه المخاض في لحظة اشراق
القصيدة / سنبلة تكاشف عريها ،، حين تتعرى القصيدة وتستقيل حبات
السنابل لتكون القصيدة واضحة في حالة عريّ من التفاصيل والزيادات .
بسمة للشوق / عروس الماء / " كل هذا هي " !!!
أما هو : ولد التفرّد / عازف الأشواق / يبحر فيجنون هيامه / طائر الفينيق /
مسافر في حسنها / الأسمر القرويّ /
انه النار التي لا تهدأ ،، فهو الشاعر المتفرّد في لغته ، عازف على
وتر الأشواق بحنان ، مبحر بهيام ، والأهم انه كطائر الفينيق الخارج من
بين الرماد ،، هو الشاعر المتجدّد الحي الذي لا يخضع لغزوات ، الطائر
المحلّق بجناحية الخارج من بين الركام والهدم والقهر والموت ،، المسافر
في الجمال ، هو الأسمر الذي لفحته الشمس وشدّت عضلاته المعاول
الفلاح القرويّ ابن الأرض والوطن ، !
ولد التفرّد يناجي نفسه : هذا أوان الجني / املأ في سلال الروح فاكهة
وزهرا من حنين../ نعم آن الأوان للحصاد لقطف المنتوج ، سلاله ممتلئة
فاكهة وحديقته تعلن عن ثمار كنوزها ،، ويصيح يا زمان الوصل ،، كم به
من الشوق والعودة الى الماضي الى زمان الشعر الجميل وهو يشاهد
الآن من " أدمنوا لغة الاشارة " و " ارتضوا بالقشر" ويتساءل ( ماذا سأذكر )؟
" والرقابة سوف تحذف ما يخط السحر في وصف الذي كان " ؟؟؟

أتركُ

للخيال الرحبِ متسعا ً

لتصور الأحداثِ فى ذاك النهارْ

و سأكتفي

بالقول أنى

حينما استرعى انتباهىَ

كأسُ عشق ٍ

دارت الدنيا وضاعت

من فمي

لغة ُ القصائدِ

وانمحى

سحرُ الحوارْ

وهنا ينتهي الحوار بهذه الأبيات التي محت السحر ، وضاعت
من فمه لغة القصائد بكأس من عشق ...!

عاطف الجندي / لن أكرّر ما قلته هنا فقط أسألك من أين تغرف
هذه الحفنات الملتهبة ابداعا ، من أيّ بحر وشمس وأرض تحمل
سحر الكلمات وبأي تراب تعجن مفرداتك ،، هل هذه النار يكفيها الماء ؟؟؟؟
أكتفي لكن جئت متأخرة وخسرت ( تثبيتها )
دمت مبدعا ومتجددا ،، وكل عام وأنت بخير ، قرأت واستمعت ويبقى صوتك
متفرّدا كلغتك ..!
مودتي / هيام

شكرا للنقد الجميل
و لمنقولك
اخت ايمان
تحياتى

» ثنائية الماء و النار فيديو
» لصان يسرقان قصيدتي ثنائية الماء و النار
» مرحبا بالمبدعة الكبيرة هيام مصطفى قبلان
» اهداء الى الشاعرة المعروفية هيام قبلان / الحاج لطفي الياسيني
» ثنائية الماء والنار