دكرى من زمن الحب

ذكرى من زمن الحب

مضى على رحيلها حول كامل كأنه الدهــر...لقد عاجلتها المنون و هي في ريعان الشباب ،بعد صراع ضاري مع وباء السرطان. –أمال- أفرجت عنها مشحونة بآهة من شغاف القلب ...و تمتمت – رحلت يا مهجة القلب دون استئذان و تركتني نهبا للأسى و الضجر وسط هذا العالم ذو المذاق المقزز- على الفور تسللت أناملي لتكفكف سيل الدموع التي أعلنت الغضب من جديد على افتقادي أمال...تأملت صورتها المثبتة على الجدار بعناية. أووووه إنها تتوهج كأيقونة كنسية على صفحة الجدار، أو كما البدر على الجدول الرقراق في ليلة صيف باذخة...أهدتها إلي أمال أسبوعين قبل أن تلتحق بالرفيق الأعلى. ربما أرادت أن تقول حينئذ أن هذه الصورة هي آخر ما تمنحه لي من متاع هذه الدنيا. حينها احتفيت بتلك الصورة و أذكر ليلتها أنها لم تفارق أحضاني ثانية واحدة...و في الصباح كنت في محل (أمين) للتصوير . كان الفتى صديقي في المدرسة ...تزاحمت الأدمع في مآقي مجددا. سألت أمين يومها أن يكبر الصورة ثم يصنع لها إطارا من الخشب الفاخر...ذهل أمين عند رؤية الصورة . قال مبهورا - أيها اللئيم من هذه الغادة الفاتنة التي تضيء الصورة؟؟؟ – أجبته و قد تملكني الغيظ من فضوله المفرط – أفترض أنني لم أستمع لسؤالك الملغوم – قهقه الفتى قائلا – يحق لك أن تغار على الحمى يا صديقي – و أردف – لو كنت مكانك لصنعت إطارا من الذهب الخالص – أجبته على الفور – أتمنى لو أنني أستطيع أن أصنع ذلك الإطار من أضلعي -
في هذه الغرفة المنقطعة عن صخب العالم كنت مكوما على مقعدي. أسند ذقني علي يدي المتصلبتين من تأثير الرطوبة المتغلغلة بين هذه الجدران ذات الصمت الجنائزي... كان بصري لا يزال متسمرا على تلك الصورة ، يلتهم تفاصيلها التي كانت يوما ما مبعث سعادتي و حبوري...يا لهذا الوجه الملائكي ، وجه رسمت ملامحه بالورد و الشهد و الزنابق . تكلله واحة فيحاء من الشعر الأشقر الأخاذ. اعتصر الحزن صدري لتلك الخسارة التي رزئت بها ...مال بصري في أناة إلى شفتيها. رباه إنهما قصيدة مطولة من الكرز الباذخ. كانا يحتضنان ابتسامة تريد أن تفلت في أية لحظة. ابتسامة الاحتفاء بذلك الحب الذي ظللنا لسنوات مديدة ...استفزت تلك الذكرى مدامعي مجددا. شعرت في هذه اللحظة المترعة بالقتامة و الضباب أنني أتعس مخلوق افتقد أنثاه إلى الأبد ...احتضنت رأسي بين ذراعي المرتعشتين في محاولة يائسة للنسيان. تألمت طويلا حتى سئم مني الألم – حبيبي ما يحزنك؟؟- صوت خفوت اقتحم علي وحشة المكان و رفعت رأسي فاغر الفم أستطلع مصدره...أكيد ألا أحد معي في هذه الغرفة المغرقة في الصمت و الكآبة – حبيبي لا تبتئس رجاءا- تجدد الصوت مجددا و في إصرار. لقد كان رخيما و آسرا لا تسأم منه الأذن...صوت ليس غريبا عن جهازي السمعي. تمتمت فجأة – أووووه ذلك صوت الحبيبة أمال – يا للمصادفة السعيدة . كانت أمال تبتسم لي هناك في الصورة، ترنح المكان بضوء باهر و تلاشت الرطوبة من حولي و انتحر الحزن الذي فرخ هنا طويلا و تهلل وجه الربيع من جديد ...مرة أخرى هتفت بعد أن اكتفت مقلتاي من ارتشاف ذلك الثغر المبتسم هناك – اشتقت إليك حبيبتي أمال يا زهرة الفؤاد و يا سيدة نساء بغداد . يا طعم الجنون و يا رائحة النخيل –
غرد ثغرها البديع بابتسامة جديدة أشرقت مع صفين من الأسنان كما اللؤلؤ الخالص...قالت – أنا سعيدة لأن ذكراي تسبح في دمك و حروف أسمي مزروعة كالياسمين في كل خلية من خلايا رأسك – أطربني حديثها و تضاعف معه خفقان قلبي...و أردفت – لقد كنت الفارس الوحيد في حياتي ، فقط عدني ألا تستسلم لهذه الدموع البغيضة – أجبتها و أنا أكفكف بقايا العبرات – أعدك – (كوكوكوكو) في هذه اللحظة ارتفع نداء الديكة لتعلن ولادة صباح جديد و لتعلن نهاية حلم لذيذ.

الاخ العزيزوالقاص البارع ابو المجد مصطفى
تحياتي لشخصك النبييل

.تابعت تسلسل الرثائيه حتي النهايه و التي لم تكن موفقه من وجهة نظرى( اقصد النهايه)...حيث ان صياح الديك واعلان مولد يوم جديداو اشراق الصباح...افهم منه انك كنت نائما وكان ذلك حلما.
وكانت ستصبح النهايه اقوى لو كنت فعلا مسيقظا وعيناك على صورة حبيبتك..ولم تفيق الا بنداء احدهم بالمنزل يدعوك لعمل اى شيئ...مجرد ملاحظه....تمنياتي لك بالتوفيق....ممدوح عزت

الاستاذ القاص / ابو المجد مصطفى

انها رثائية ممتعة غاية فى الروعة

دُمت مبدعا رائعا

تقبل مرورى

دكرى من زمن الحب 651316

الأستاذ القاص / مصطفى أبو المجد

هذه الرثائية الشجيـــــــة فاضت بالتفاصيل المؤلمة الوجدانية

فجملتها وأحزنتنى .. ولكن لى ملاحظة عليها ربما غفلتها

كيف يكون صديقك هذا منذ الدراسة وإلى الأن ولا يعرف

زوجتك .....؟ أليست هذه التفصيلة جديدة علينا كشرق

نحكى لأصدقائنا بعض الأشياء المهمة فى حياتنا ؟

دمت مبدعاً

وداد الهــــــــــــوارى

» بأسم الحب والامل كلماتى والقائى حنين الحب
» باسم الحب والامل كلماتى والقائى حنين الحب
» في مركبك الوديع.. على الشواطئ الفيروزية= محمد خضر الشريف
» هذا هو الحب
» عيد الحب