المؤمن كيّسٌ فَطِن
يقول -صلى الله عليه وسلم -:"المؤمن كيس فطن "ويقول أيضا:" لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين"تذكرت تلك الكلمات وقلت لنفسى إذن إيماننا فيه شك فأين هذه الكياسة والفطانة ونحن نعطى لقاتلنا ما يقتلنا به ,ومتى نتعلم من أخطاء الماضى وها نحن نلدغ من الجحر مرات ومرات ,الولايات المتحدة بعنفوانها وتقنياتها فى الحرب ومساندة العالم الظالم لها لم تستطع دخول العراق حتى فرقت بين أبنائه فاستعملت المعارضة العراقية لضرب النظام الشرعى وفى النهاية قضت على الجميع وأفرزت عملاء تابعين لها ومن قبل ضربت بالعراق أيران الشقيقة المسلمة ,وما أقدمت إسرائيل على فعلتها تلك حتى تيقنت من خصومة دبت بين الفصائل الفلسطينية لا يمكن معها الانضواء تحت رأى واحد أو راية موحدة,أين هذه الكياسة والفطانة ونحن العرب كالدمى فوق رقعة الشطرنج يحركنا العدو كيفما شاء. وما حدث لإخواننا فى فلسطين إن هو إلاصورة مكرورة معادة تشبه ما يحدث فى كثير من الأقطار العربية وهى التفريق وإنهاك قوى الفلسطينيين واستنفاد قواهم فيما بينهم فيكفون العدو الصهيونى الأمر وبأدنى مشقة يستطيع القضاء عليهم ..فيضرب حماس وفتح الواحدة بالأخرى ويظل متفرجا وفى اللحظة المناسبة ينقض ليقضى على الأسدين المنهكين وهو الخنزير الحقير وهذا ما نراه الآن.
والأمة العربية-إخوتى - منذ القديم مستهدفة ,وقد كان الاستعمار فى بداية القرن التاسع عشر بدعوى الحماية للدول العربية ,وقسمت الدول الاستعمارية الوطن العربي فيما بينهاوظلت الشعوب العربية تقاوم الاستعمار وأمام هذه المقاومة لم يجد المستعمر سوى الخروج مخلفا وراءه عملاء وحدود سياسية اصطنعها وقضايا ونزاعات بين طرفين عرب ..فمشكلة الصحراء المغربية بين المغرب والجزائر ليست ببعيدة, ومشكلة حلايب وشلاتين بين مصر والسودان ,و مشكلات بين دولتين إحداهما عربية.. كمشكلة جزر حنيش بين اليمن وإريتريا,ومشكلة طمب بين الإمارات وإيران والهدف من ذلك دوام الفرقة والتنازع بل والحروب التى تستنزف الثروات وتنهك القوى ,فنكون الفريسة السهلة.وها نحن فى كل يوم نطالع على الساحة العربية نزاعات مدعومة من الخارج..دارفورالسودان.. المتمردون فى الصومال..محاولة تفتيت وحدة العراقيين سنةوشيعة..محاولةتفتيت وحدة الشعب اللبنانى وتزكية الخلافات المذهبية بين السنة و الشيعة مرة وبين الفرق المسيحية بعضها البعض مرة أخرى محاولة أإثارة الفتنة بين نسيج الشعب المصرى الواحد واللعب على وتر مسلمين وأقباط.وذلك بهدف إنهاك قوانافى خلافاتنا الداخلية فلا نكون قوة فى المنطقة يخشى منها بل وقد يحدث أن نتقوى بهم على إخواننا فتكون فرصتهم .
وما يحدث لإخواننا الفلسطينيين هو جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معانى ولكن هذه الجريمة نحن العرب شركاؤ فيها والفلسطينيون أنفسهم مع تعاطفنا معهم وتمزقنا ألما لما يصيبهم شريكٌ بنصيبه فقد استنفدوا كثيرا من قوتهم القليلة فى خلافاتهم الداخلية وكان العدو متربصا بهم تلك اللحظة...
اخوتى أبناء وطنى العربى لا سبيل إلا أن نستفيق ونسارع إلى إزالة أسباب الخلاف أو حتى طرحها جانبا الآن قبل أن تأتى الطامة الكبرى ..فكلنا مقبلون على نفس المصير, هكذا يقول السناريو الإستعمارى الصهيونى الأمريكى ونحن منساقون دون أدنى مقاومة لتنفيذه بدقة.
وللموضوع بقية....
أسامة بهادر