1 ــ غزو الكويت/ صّدام والمصيدة الأمريكية !!! منقول

غزو الكويت / صدام حسين والمصيدة الأمريكية
للمفكر / حامد الحمداني
***
منقول / زينات القليوبي
***
1 /
المخابرات الأمريكية تراقب التحركات العسكرية العراقية:
في
السادس عشر من شهر تموز 1990 كشفت المخابرات العسكرية الأمريكية عن تحركف
[b]عراقي يضم 3 فرق عسكرية كاملة الاستعداد نحو الجنوب، باتجاه البصرة
[b]والكويت، وهذه الفرق هي [فرقة حمو رابي] و[فرقة المدينة المنورة ] و[فرقة
[b]توكلنا على الله] .
[b]وعلى الفور أستدعى رئيس أركان الجيش الأمريكي [كولن
[b]باول] الجنرال [شور تزكوف]، قائد القيادة المركزية المخصصة للتدخل السريع
[b]في الشرق الأوسط ، حيث أكد له حقيقة تلك التحشيدات.
[b]وفي 30 تموز
[b]كشف [والتر لانج] مسؤول المخابرات العسكرية في الشرق الأوسط، أن الحشد
[b]العسكري العراقي يبدو معداً للهجوم، وعلى أثر ذلك التقرير عن التحركات
[b]العراقية، أقترح رئيس أركان الجيش الأمريكي على وزير الدفاع أن توجه
[b]الحكومة الأمريكية تحذيراً للعراق، وقد طلب وزير الدفاع منه مهلة لأخذ رأي
[b]الرئيس بوش، ولما تم لقاء وزير الدفاع بالرئيس، عرض عليه اقتراح [كولن
[b]باول]، إلا أن الرئيس سارع للقول بأنه لا يرى ضرورة لتوجيه تحذير. (5
[b]لقد
[b]كان واضحاً أن الولايات المتحدة كانت تريد بالفعل أن يقدم صدام حسين على
[b]غزو الكويت لكي تجد المبرر الذي تريده لتوجيه ضربة قاضية للعراق، وتجرده
[b]من كل أسلحة الدمار الشامل، وتحطم بنية العراق الاقتصادية، وتعيده خمسون
[b]عاماً إلى الوراء.
[b]خطاب صدام حسين، ورسالته للجامعة العربية:
[b]في 17
[b]تموز 1990، وبمناسبة ذكرى انقلاب 17تموز 1968، ألقى صدام حسين خطاباً نُقل
[b]عبر الإذاعة والتلفزيون، تعرض فيه للوضع المتأزم في منطقة الخليج، وتدهور
[b]العلاقات العراقية الكويتية، والعراقية الأمريكية. وكان أهم ما ورد في
[b]الخطاب قول صدام :
[b]{ أن الولايات المتحدة تستخدم دولاً عربية في تنفيذ
[b]مخططاتها تجاه العراق، عن طريق إغراق الأسواق العالمية بفائض الإنتاج من
[b]النفط، لكي يؤدي ذلك إلى خفض وتدهور الأسعار، وقد سعت إلى حث دول الخليج
[b]على عدم الالتزام بسقف الإنتاج، ونظام الحصص، وذلك بغية خنق العراق
[b]اقتصاديا}. (6)
[b]لم يحدد صدام حسين أسم الدول المعنية، إلا أن طارق
[b]عزيز، وزير الخارجية، قدم فيما بعد رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول
[b]العربية، أثناء انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب في تونس، لبحث مسألة
[b]هجرة اليهود السوفيت إلى إسرائيل، وتضمنت الرسالة شكوى العراق من السياسة
[b]التي تتبعها حكومة الكويت، والإمارات، وما تسببه من أضرار للعراق.
[b]وذكرت الرسالة أن الكويت كانت قد استغلت انشغال العراق في حربه مع إيران،
[b]وقامت بزحف تدريجي مبرمج نحو الأراضي العراقية، وأقامت المنشآت العسكرية،
[b]والمخافر فيها، واستغلت حقل الرميلة الجنوبي باستخراج النفط منه، وبيعه ف
[b]الأسواق العالمية، بما يتجاوز 2400 مليون دولار، وبسبب ظروف الحرب فقد
[b]سكتت حكومة العراق آنذاك، مكتفية بالتلميح، فيما استمرت الكويت على
[b]إجراءاتها المذكورة.
[b]كما أشارت الرسالة إلى أن الكويت، ودولة
[b]الإمارات العربية المتحدة، قد خرقتا نظام الحصص، الذي أقره مؤتمر الأوبك،
[b]وقامتا بزيادة إنتاجهما من النفط، وإغراق السواق العالمية بالنفط، مما سبب
[b]في انخفاض أسعاره إلى أدنى مستوى يصله منذُ عام، فبعد أن كان قد وصل سعر
[b]البرميل الواحد إلى[ 29 دولاراً ]، عاد وهبط إلى مستوى[ 11 دولار]، وقد
[b]أضّر هذا العمل بمصالح العراق الاقتصادية بشكل خطير.
[b]وفي ظل ظروف
[b]اقتصادية صعبة يمر بها العراق، بعد حربه الطويلة مع إيران، فقد خسر العراق
[b]خلال الفترة الزمنية الممتدة ما بين عامي 1981ـ 1990 حوالي[89 مليار
[b]دولار] وإن العراق يعتبر عمل الكويت والإمارات بمثابة عدوان عليه.
[b]وقد
[b]ردت الحكومة الكويتية بمذكرة رسمية وجهتها إلى الجامعة العربية، ورفضت
[b]فيها الاتهامات العراقية، واتهمت العراق بأنه هو الذي أعتدى على أراضيها،
[b]وحفر آباراً فيها، واستولى على نفط كويتي، واختتمت المذكرة الكويتية بطلب
[b]إلى الأمين العام للجامعة لتشكيل لجنة متابعه تتولى تسوية النزاع مع
[b]العراق على الحدود.
[b]أما حكومة الإمارات العربية المتحدة فقد أنكرت ما ورد في مذكرة العراق، وأعربت عن استغرابها لهذا الاتهام.
[b]وفي
[b]تلك الأيام، كانت تقارير الأنباء تشير إلى قيام العراق بحشد قواته في
[b]الجنوب، واستطاع أحد الملحقين العسكريين الغربيين أن يشاهد طابوراً من
[b]المركبات العسكرية وقد جاوزت[ 2000 مركبة]، وكانت الملحقات الغربية، ودول
[b]الخليج تتابع بقلق أنباء التحشيد العسكري العراقي، ووصل الأمر بالسفير
[b]الكويتي [إبراهيم الدعيج] أن يرسل برقية عاجلة إلى حكومته يقول فيها:{
[b]إنني لا أريد التسبب في إثارة ذعرٍ لا مبرر له، ولكني تلقيت معلومات كثيرة
[b]عن تحرك قوات عراقية كبيرة إلى الجنوب، وإنني لم أشأ أن أسأل الحكومة
[b]العراقية عن أسباب ذلك التحشيد، فأنا واثق بأن جواب الحكومة العراقية
[b]سيقول بأن المقصود بذلك إيران وليس الكويت، ولكن هذه التحركات تثير
[b]الشكوك}. (7)
[b]أراد السفير الكويتي التأكد من تحركات القوات
[b]العراقية، عن طريق السفيرة الأمريكية [كلاسبي]، حيث أقترح عليها زيارة
[b]الرئيس صدام حسين، للتأكد من نواياه تجاه الكويت:
[b] ولم يدرك حكام
[b]الكويت ما تخططه الولايات المتحدة، ولا عن الفخ الذي نصبته للنظام
[b]العراقي، وتشجيعها له، بصورة غير مباشرة للإقدام على مغامرته في اجتياح
[b]الكويت، لكي تجد المبرر الضروري لتوجيه ضرباته القاضية للعراق، والتخلص من
[b]أسلحته ذات الدمار الشامل، وكافة مصانعه الحربية.
[b]جهود عربية لاحتواء الأزمة العراقية الكويتية:
[b]بعد
[b]تصاعد الأزمة بين العراق والكويت، ووصولها إلى مرحلة الانفجار، بادر عدد
[b]من القادة العرب بالتحرك لاحتواء الأزمة، فقد تحركت المملكة العربية
[b]السعودية، بشخص الملك فهد، حيث أوفد وزير خارجيته سعود الفيصل إلى بغداد
[b]في 31 تموز 1990، حاملاً رسالة إلى صدام حسين، عارضاً فيها إجراء محادثات
[b]على مستوى عالٍ بين الطرفين في جدة، تحت رعايته المباشرة من أجل التوصل
[b]إلى حل للأزمة، كما طلب الملك فهد من صدام حسين أن يعمل جهده لتهدئة
[b]الأوضاع، وتهيئه الجو المناسب والهادئ لحل الخلافات بين البلدين الشقيقين.
[b]وبالفعل تم الاتفاق بين الأمير سعود الفيصل وصدام حسين على لقاء جدة، وجرى
[b]الاتفاق على أن يرأس الوفد العراقي نائب رئيس مجلس قيادة الثورة [عزت
[b]الدوري] فيما يرأس الوفد الكويتي، ولي العهد، ورئيس الوزراء الشيخ [سعد
[b]العبد الله الصباح] .
[b]وفي نفس الوقت، وصل وزير الدولة الكويتي [عبد
[b]الرحمن العوضي] موفدا من الحكومة الكويتية، وأجرى مع المسؤولين العراقيين
[b]محادثات مطولة حول الأزمة وسبل حلها.
[b]كما تحرك الملك الأردني
[b]حسين باتجاه العمل لمعالجة الأزمة، فغادر عمان إلى الإسكندرية للقاء
[b]الرئيس مبارك، والتباحث معه حول الوضع الخطير على الحدود العراقية
[b]الكويتية، والذي يمكن أن ينفجر في أية لحظة، وجرى البحث في وسائل وسبل حل
[b]الخلافات العراقية الكويتية، وتم الاتفاق بينهما على أن يقوم الرئيس مبارك
[b]بزيارة بغداد، ولقاء صدام حسين.
[b]وفي 24 تموز وصل الرئيس مبارك إلى
[b]بغداد، والتقى على الفور بصدام وأجرى معه نقاشاً مطولاً حول الأوضاع
[b]الملتهبة على الحدود العراقية الكويتية، وضرورة تهدئتها، والعمل على حل
[b]المشاكل بين البلدين بالطرق السلمية، وعدم اللجوء إلى استخدام القوة بين
[b]الأشقاء. لكن اللقاء الذي جرى بين الرئيسين كان مغلقاً، ولذلك فقد فسّر كل
[b]طرف ما دار في ذلك اللقاء، بعد وقوع الغزو، كما يشاء.
[b]فقد ذكر
[b]الرئيس مبارك أن صدام كان قد وعده بعدم استخدام القوة، فيما قال صدام بأنه
[b]كان قد قال لمبارك بأنه سوف لن يستخدم القوة انتظاراً لما قد تسفر عنه
[b]مباحثات جدة، وكان صدام حسين خلال لقائه مع مبارك حانقاً جداً على أمير
[b]الكويت وحكومته، وفي الوقت نفسه حاول صدام أن يكسب مبارك إلى جانبه قائلاً
[b]له:
[b]{إن الشيخ جابر يملك ثروة مقدارها 17 بليون دولار، تصور يا أبا
[b]علاء ـ يقصد مبارك ـ لو كان هذا المبلغ تحت تصرف الشعب المصري كم من
[b]الأزمات الخانقة يمكن حلها ؟}.
[b]وعندما أنتهي اللقاء بينهما قال مبارك لصدام، لابد أن أذهب إلى الكويت، لكي أطمئن الحكومة الكويتية، لكن صدام حسين رد عليه قائلاً:
[b]{ بالله عليك يا أبا علاء لا تفعل ذلك، فهؤلاء الناس لا يعرفون الحياء}.
[b]غادر مبارك بغداد متوجهاً إلى الكويت، والتقى أميرها الشيخ جابر، وولي
[b]عهده الشيخ سعد، وأبلغهما بأن العراق لا ينوي استخدام القوة ضد الكويت،
[b]ورجاهما إتمام اللقاء في جدة، والعمل على حل النزاع، بروح من الأخوة
[b] والتفاهم.
[b]ثم غادر مبارك إلى جدة، والتقى بالملك فهد، وتحدث معه حول لقائه بصدام
[b]حسين وأكد على ضرورة العمل على إنجاح مؤتمر جدة، وقد رد عليه الملك فهد
[b]بأن الأمير سعود الفيصل قد طمأنه بأن صدام لا ينوي استخدام القوة، غير أن
[b]استمرار تحركات القوات العراقية يثير الشكوك والقلق حول نوايا العراق.
[b]وعندما
[b]بلغ الولايات المتحدة أمر المؤتمر المزمع عقده في جدة بين العراق والكويت،
[b]وتحت رعاية الملك فهد لتهدئة الأوضاع، وحل النزاع، سارعت بالطلب من أمير
[b]الكويت بأن يكون موقف حكومته صلباً تجاه المطالب العراقية، وأن يرفض تقديم
[b]أي تنازلات لصدم، ولا يخضع لتهديداته، مؤكدة بأن باستطاعة الحكومة
[b]الكويتية الاعتماد على حماية الولايات المتحدة.
[b]كانت الولايات
يتبع لطول المقالة
زينات القليوبي

[/size]