على هامش تكريم جراح الحرف ( إلى أستاذي الكبير : عادل عوض )

نعتوك للأشعار بالجراح
ولديك " عادل " راحة الأرواح

وسلاحك الود المضمخ بالندى
أنعم به من عدة وسلاحِ!!

يا شاعرا ملك الزمام بقدرة
مرفودة بتوهج الإصباحِ

وسرى إليه شذا القوافي خافقا
بالعطر ترسله ربى الأدواحِ

ما النقد إن أصمت خطاه يد الأذى
من مغرضٍ كَلِّ الرؤى ، سفاحِ؟

أو جاهلٍ أسسَ التناول ، لا يعي
غير امتراءِ تائهِ الأشباحِ

إن القصيد إلى انتقاد منصفٍ
يهفو ، ويرجو وقفة المِسماح

ويود لو طبته كف برةٌ
ريا الدواء ، نديةُ الإفصاحِ

فأزل بمبضعك الحريري الأذى
عن كل شعر مبتـلـًى في الساحِ

وأعد إليه المرتجَى بتعاطف
عدلِ التناول ، في رؤى الشرّاح

لا يعرف الفنَّ الأصيل سوى الذي
شربت بصيرته سنا الإيضاحِ

ومن امتطى متن النسور محلقا
في أفقه السامي بكل جناحِ

وأراك ممن رافقوا درب العلا
بتواضع راق الخطى منداح

فاقبل تحية من إليك تودُّدا
ساق الوداد معطر الأفراحِ

أستاذي الكبير
الشاعر الناقد
عادل عوض سند
إنما كلماتي غيض من فيوض إبداعك ، وقطرة من بحار تفردك .
وليتها بلغت مني ما كنت أود الوصول إليه من حفاوة بك ، وتهنئة لك ؛ لأن مثلي ينال الحظ الأوفي حين يكرّم كبير مثلك .
وأحسب أن من قاموا بهذه اللفتة كانوا على وعي بوضع الأمور موضعها ؛ فأنت لست شاعرا مبدعا ، ولا ناقدا متميزا فحسب ، بل أيضا قمة من قمم الأدب ، وقامة من القامات التي بها يرتفع الإبداع بالناس ، ويرتقي بمشاعرهم .
فحين يحاول مبتديء مثلي الترنم بما يحمله لك من محبة خالصة وتقدير متجدد ، يحفه شرف التظلل بأجنحة العمالقة ، ويصحبه فخر التودد إلى أهل الفضل .
وتواضعك الأشم يرفعك إلى ما تستحق من إكبار ، ويضعك على ذروة التواصل الفني المحاط بقرب الكلمة ، المعطر بصدق البوح .
وحسبك الله معينا وموفقا ؛ فلتحرسك العناية الإلهية ، وليمدك الله بعونه ورعايته ؛ لتظل مغردا بالحق ، متغنيا بقيمنا الأصيلة ومشاعرنا التي ربما يعجز الكثير عن ترجمتها فنا جذابا، وشعرا خلابا .
ولكم كاد يغلبني قول جدي العظيم ، أبي الطيب المتنبي :
إنما التهنئات للأكفاءِ
ولمن يدَّني من البعداء
وأنا منك ؛ لا يهنيء عضو
بالمسرات سائر الأعضاءِ
بيد أني من روح هذا الشاعر العظيم حاولت الاقتراب منك عبر هذه اللمسة التي لن تضيف إليك غير محبة خالصة ، وتودد يتجدد تجدد الليل والنهار .
فاعذرني على التقصير في حقك ، واقبل مع الاعتذار عرفانا بقدرك ، وحبا لشخصك ، وتقديرا لقلمك