إعدام عميل .. ميت !!! ديوان ( في لهيب الحب والغضب )

قصة إعدام ، ولاّ حكايه
للألم اللي ما لوهشي نهايه
والحزن اللي مْسافر دايما
جوّانا فْ دمعةْ شمْعايه
********
هو التليفون بقى كده مجنون
فقد الإحساس بالناس والكون؟
مع إنه بينقل ويْصور
لكن تلقاه زي المدفون
********
دا ما حسش مرة بدمعة أمّ
ولا هزه زعل ولا حركه همّ
أصل الميموري ما تبفهمشي
بتسجل من غير نقطة دمّ
********
ولا مرة انهز على الأحباب
لو يبقوا ما بين الناس أغراب
والشاشة تغيّرْ ألوانها
يا ترى هيّا زي الأصحاب؟
**********
والكاميرا فيه مش بتفكر؟
شطارتها إنها تتعكر
لما الإيد تغلط في الضغطة
والواحد ينسى انه يصور
*********
رنه ورنه وكمان رنه
وتفكر نفسك في الجنه
حيجي لك يفرح قلبك
لكن تسمع دوشة وزنه
********
طب إيه الحل مع المحمول؟
نكسره ولاّ نشيله على طول؟
إذا كان حيموّت إحساسنا
ويخلي البال دايما مشغول؟
******************
الأم المبدعة النبيلة
والشاعرة الأم الجليلة
هرم الشعر العامي
ونبض الإنسان المصري
زينات القليوبي
***************
ليس من اليسير على المبدع أن يجيد الحبكة الفنية في الشعر – عاميا أو فصيحا – لأن الحبكة الفنية هي بيت القصيد من زاوية نقدية ، ومنطلق المبدع من زاوية إبداعية ، وبين الزوايتين يتحرك الشاعر بوعيه وخبرته ؛ فيضفي من ذاته على التجارب العامة ما يعزوها إليه ، ويجعل منه رائدا في خوض غمارالتعبير الفني الجمعي ؛ ومن ثم بصبح صوتا أمينا لمجتمعه ، وإعلاما راقيا ، يضع هموم الناس في قوالب لا تأسرهم بروعتها وتفردها فحسب ، بل تجبرهم على التفكير فيما يطرح هذا المبدع ، وتمغنطهم بسحرالشعر ؛ فإذا هم منجذبون تلقائيا نحو مدارته التي يحلق فيها بأجنحة الفكر الذي يعكس هموم على مرايا الإبداع ؛ فيرون الصورة واضحة المعالم .
وأحسبك أستاذتي الوالدة الجليلة عمدت إلى ما أحاول الاقتراب منه في هذه القصيدة التي لم تتكيء على مفردات القصة من حوار غير مباشر ، يوشك أن يردده المتلقي من فرط تفاعله ، وسرد غير متعمد للأحداث ، بل قائم على تحكمك فيه ، وتوزيعك أبعاده بحرفية توائم تلقائيتك المدهشة .
كما أنك وظفت توظيفا راقيا تصعيد ما يعرف بالصراع في فن المسرحية ، حتى إن هذا العمل كفيل بتحويله مشهدا على خشبة المسرح بلا أدنى تغيير ؛ لأن التأزيم والحل يتعاوران النص حتى ينتهيا هذه النهاية الساخرة .
وهي نهاية تكشف عن نفاذ النظرة في تحويل ما لا يخطر على البال إلى تفرد يدفع القاريء والمستمع إلى الإعادة طلبا للمتعة والإفادة معا .
على أن ذاتيتك هنا كان لها الدور الأكبر في صبغ هذه التحفة الشعرية بصبغتنك المميزة ، تلك الصبغة التي من أبرز ملامحها : الإشارة إلى ما تركه الأسى في حركة الحياة من قوة النفس ، وما طبعه الحزن من صلابة الموقف .
ولئن كان الحزن يطهر النفس ، ويشد العضد ، ويغسل العيون فترى أكثر وضوحا ؛ إن حزنك هنا لَمِن هذا الحزن الذي أومأ إليه أحمد شوقي ، وهو يتحدث إلى جوته الألماني :
تفردت بالألم العبقري
وأنبغ ما في الحياة الألمْ
فلله حزنك النبيل ، وشعرك النبيل .
ومما يدعم رؤيتي في كون رائعتك هذه جديرة بتمثيلها على خشبة المسرح : بناؤها الموسيقي على نغمة الخبب ؛ إذ سرعة التفعيلة بما يعتريها من قطع أو خبن – وقد واءمتِ ببراعة بينهما - معززرة بطيعة البناء الحواري ، ومترجمة عن عرامة الإحساس بالتجربة ، ومعززة بطرافة التعبير في كثي من المواضع ... كل أولئك يضيف أبعادا من النغم المتساوق مع الحالة النفسية التي أوقدت نور النجاح لهذا العمل الفريد.

******************
تحية لك أما جليلة ، ووالدة حنونا
وإكبارا لك شاعرة نبيلة ، ومبدعة أصيلة .
أمتع الله بإبداعك ، ونفع بخبرتك ، وبارك قلبك وقلمك ودربك .
ولك العرفان والامتنان .