المارق

لا تُلزميني باتِّباعكْ
أنا لستُ خرقا ً في رقاعكْ

إن كنتِ أنثى
فاشتهي مهدا سوايَ ..
فلم أعدْ ..
للدفء أهلاً ..
ليس في مهدي ..
سوى نار التياعك

أو كنتِ أمَّا ..
فاعذريني ..
أنني طفل تدلَّلَ رافضاً ..
حتى رضاعك

أو كنتِ أرضا ..
فانبذيني في عرائكِ ..
لستُ أُنبتُ ..
في خصيب من خداعك

أو كنتِ دُنيا ..
فاحسبيني راهبا ..
ألقى عصا اللذات عمدا ..
راح يزهد في متاعك

أو كنتِ دينا ..
فاحسبي أني صبأتُ ..
ولن أجاهر باتباعك

أو كنتِ رَبَّا ..
أنزلي نصا ..
على خِصيانِ عرشكِ ..
وارجميني ..
واخلُقي عبدا سواي ..
فإنني أشركتُ ..
جئتُ بألف ربٍّ ..
لستُ أعبد ما تبقى من سواعك

أنَّى لنبضي يشتهيكِ ..
وقد تسمَّمَ ..
بانتماءاتٍ لطينٍ ..
ليس فيه سوى ..
لئيمٍ من طباعك

ما عدتُ أقنع بالشعارات التي ..
وُشِمَتْ بصحراءٍ ..
تمادت في ابتلاعك

شريانُكِ المصلوب في الوادي المُقَدَّسِ ..
سمَّموه ..
فلم يعد للحب نبضا ..
بل ترهَّلَ من صُداعك

المجدُ في التابوت ..
والدنيا تُزَيِّنُ مجدها ..
فوقَ النجومِ ..
فكيف أومن بارتفاعك ؟!!

فرعونُكِ المنحوتُ في الجدران ..
دهرا ..
فوقَ عرشكِ ..
راح يحرق في شراعك

أنا .. فارس ..
يلوي زمام الحرف طوعا ..
وهو أعصى من يراعك

فإذا أردتِ العفو منِّي ..
فاحرقي كلَّ التمائم ِ ..
وانشديني بانصياعك