نشر صورة للرسول ( ص )

خطابنا للآخر.. لا يعني التفريط في الثوابت

موافقة مجمع البحوث علي نشر صور الرسول بالإنجليزية مرفوض

تطوير الخطاب الديني لا يعني أن يتنازل
المسلمون عن الثوابت. كما أن المعاملة مع المتغيرات لا تعني أن نغض الطرف
عما يقال في الغرب مثلا ولا يقره الإسلام كما جاء في موسوعة الأديان
السماوية والتي عرضت علي مجمع البحوث الإسلامية للموافقة عليها وتمت
الموافقة علي نشر صور الأنبياء بها في طبعتها غير العربية بدعوي أن خطاب
الآخر يحتاج ذلك.

.. الدكتور محمد الشحات الجندي - أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية
الحقوق جامعة حلوان وأحد الذين وافقوا علي الصور في الطبعة الغربية - يقول
إن القاعدة المستقرة أن تصوير الأنبياء وخاصة سيدنا محمد - صلي الله عليه
وسلم - أمر ممنوع إذ لم توجد ضرورة للسماح بنشرها!!.

وبخصوص موسوعة الأديان السماوية التي عرضت علينا في مجمع البحوث
الإسلامية.. إنها نتاج لبحث وجهد 18 من المستشرقين الغربيين من غير
المسلمين.

والحق يقال: إنها تضمنت حقائق عن الإسلام ورسولنا الكريم والخلفاء
الراشدين والأئمة الأربعة والأماكن المقدسة والشعائر الدينية. وجاء جميع
ما دون فيها من مصادره الأصلية الصحيحة ولم يحدث أي تحريف قط لأي من
ثوابتنا. والدار الناشرة للموسوعة تطلب موافقة المجمع عليها. لنشرها بكل
اللغات حيث إنها طبعت بالإنجليزية. درسنا الأمر فيما بيننا ووجدنا الكلام
مدققا ومنقحا ومن مصادره الأصلية. وهذه شهادة لديننا الإسلامي الحنيف من
الآخر المناويء لنا.

وطالبنا في تقريرنا بحذف الصور من الموسوعة لأنه نوع من الكذب والتزييف والتحريف.

وأضاف د. محمد الشحات أن هذه الموسوعات يعتمد عليها في التوثيق
والمرجعية عند الاختلاف في أي شيء. لذا فإن كان من الضرورة وجود الصور في
الطبعات بغير اللغة العربية سيكون أداة لتصحيح بعض الصور المغلوطة عن
الإسلام والمسلمين. ودمغهم بالإرهاب فلا بأس من وجودها عند خطابنا
للآخر!!.

بالمرصاد

الدكتور عبدالفتاح الشيخ - رئيس جامعة الأزهر الأسبق ورئيس لجنة الفقه
بمجمع البحوث الإسلامية - أكد أنه لا يجوز تصوير الأنبياء أو رسمهم حسبما
توارد إلينا من وصفهم بالكتب. وعلي رأس الأنبياء سيدنا محمد - صلي الله
عليه وسلم - لأن هذه الرسوم لا تعبر عن الحقيقة إطلاقا ولأن أيا منا لم ير
الشخص المقصود أبدا. ولو ترك الباب لمثل هذه الافتراءات. فالرسوم قد تكون
أجمل من الحقيقة أحيانا أو مشوهة أحيانا أخري. وهذه كلها أمور غير مقبولة
تماما.

ونحن في المجمع اتفقنا علي عدم جواز تمثيل شخصيات العشرة المبشرين
بالجنة. وكذلك لا يجوز تمثيل الصحابة. وحجتنا أن الممثل الذي يؤدي هذه
الشخصية بحكم طبيعة عمله من الممكن أن يؤدي أدوارا لشخصيات غير سوية. بما
يحدث بلبلة لدي المشاهدين. وخاصة النشء الذين يرتج عليهم الأمر وتختلط
القيم بالإسفاف وتذوب الثوابت. ونحن في غني عن هذه المسائل.

ولو فتح الباب لمثل ذلك لانفلت العيار والزمام والعقل يؤكد أنه لا
ضرورة هنا لرسم الصور التوضيحية للأنبياء وعلينا التمسك بقول الله -
سبحانه وتعالي - في محكم كتابه في سورة البقرة "ولن ترضي عنك اليهود ولا
النصاري حتي تتبع ملتهم قل إن هدي الله هو الهدي ولئن اتبعت أهواءهم بعد
الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير" "الآية 120 من سورة
البقرة".

خلاصة القول إننا نقف بالمرصاد لمن يتجرأ علي الدين وثوابته درءا لنذر الشر البادية في الأفق وتجد من يروج لها.

.. وقال الدكتور حسين محمد إبراهيم - أستاذ التفسير وعلوم القرآن
بكلية أصول الدين جامعة الأزهر: إنه لا يجوز بل يصل إلي الحرمة قطعا إظهار
صور الأنبياء - عليهم السلام - في أي وسيلة من وسائل الإعلام ومنها الكتب.
لأن ذلك يدعو البعض للاعتقاد بأنها الصور الأصلية للأنبياء والرسل. ونحن
لم نرهم أصلا ولم يكن في وقتهم إمكانيات للتصوير أو حتي الرسوم ونشدد هنا
أن حوارنا مع الآخر لا تفيد الصور فيه إطلاقا بقدر ما نحتاج لمخاطبته
بالمنهج والحجة ونجادلهم بالتي هي أحسن. فالصور لو سمح بها في أي مدون أو
كتاب من السهل التلاعب بها فيما بعد.

صور كاذبة

.. الدكتور عبدالله سمك - الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر - أكد
علي أن أي صور مزعومة للأنبياء والرسل هي صور كاذبة. وديننا يأمرنا
بالصدق. ومن يدعي أن هذا يندرج تحت مسمي "الإبداع" فإننا نرد عليهم بأن
الإبداع يكون فيما يتعلق بأمور الدنيا والأشياء التي نعيشها ونراها. أما
التجاوز الذي يردده البعض فلا
مجال لهم إطلاقا. وهؤلاء ينطبق عليهم القول بالكذب علي الله ورسوله ومن يكذب علي الله ورسوله متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

حرام ولكن!!

.. الدكتورة سعاد صالح - الأستاذ بجامعة الأزهر - تقول: إنه بالنسبة
للطبعة الأجنبية إذا كانت الرسوم تدحض الصور المغلوطة عن الإسلام
والمسلمين واتهامهم بالإرهاب فلا بأس من وجودها!!.

لكن الأصل في هذه المسألة أن التصوير والرسوم حرام للأنبياء والرسل
عليهم السلام. وسيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - معصوم بقدرة الله
مصداقا لقوله تعالي "والله يعصمك من الناس".

اتفق مع ما قلتى وعلينا ان نهتم بالدين الاسلامى