كل سنة وقائد مصر بالف صحة وعافية وادام الله علية الصحة والعافية من اجل مصرنا واذكر نفسى ونفسكم بما قال ويقول ومن اقوالة
ان امن مصر خط احمر
وذلك خطابة للقوات المسلحة
ا
الإخوة والأبناء رجال القوات المسلحة..
يسعدني أن التقى بكم فى الذكرى السابعة والعشرين لتحرير سيناء.. وأن أتحدث إلى رجال الجيش الثاني الميداني فى هذه المناسبة الوطنية..ومن خلالكم لقواتنا المسلحة الباسلة ولكل مصري ومصرية.
نحتفل معا بيوم مجيد من أيام مصر..استعدنا فيه سيناء لسيادة الوطن..فاستعدنا معها كرامته وعزته وكبرياء أبنائه..بعد خمسة عشر عاما من الاحتلال.
لقد حررت مصر سيناء بالحرب والسلام..وقد اخترت أن يأتي احتفالنا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا.. هنا فى الإسماعيلية وبين أبناء قواتنا المسلحة .. فلولا بطولاتهم وتضحياتهم فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر..لما انفتح الطريق -أبدا- أمام السلام .
إننا نحتفل بتحرير سيناء وقد مرت بنا الشهر الماضي الذكرى العشرين لاستعادة (طابا) .. نتوقف أمام هذه العلامات فى تاريخنا المعاصر..فنزداد ثقة فى إرادة شعب عظيم..رفض الهزيمة وتمسك باستعادة كل شبر من أرضه المحتلة .. ونزداد اعتزازا بالعسكرية المصرية العريقة..وبرجال عبروا بمصر من الهزيمة إلى النصر .. رفعوا علم مصر فوق سيناء..وضحوا بأرواحهم ودمائهم فداءا للوطن .
الإخوة والأبناء الضباط والصف والجنود ..
لقد جاء تحرير سيناء ليطوى المرحلة الحزينة التي أعقبت هزيمة عام 1967 مرحلة ذاق مرارتها ومعاناتها من عاشها من أبناء الوطن,ويتعين أن تعي دروسها أجيال الحاضر والمستقبل.
شهدت هذه المرحلة صدمة الهزيمة وضياع سيناء ومهانة الاحتلال وإغلاق قناة السويس وتدمير مدنها وتهجير أبنائها كما شهدت تضحيات جيل عظيم من شعبنا وقف إلى جانب قواته المسلحة من أجل استرداد أرضه المحتلة واستعادة شرف الوطن وكرامته.
نعم..إن علينا ألا ننسى .. وعلينا فى ذكرى تحرير سيناء أن نعى الأوضاع والملابسات التي أدت لاحتلالها.. وإنني بما أحمله من ثقة فى رجال قواتنا المسلحة وقيادتها .. أقول إن هذه الصفحة الحزينة من تاريخ الوطن .. أبدا لن تعود .
لقد مرت بنا الشهر الماضي الذكرى الثلاثين لمعاهدة السلام .. فعادت بعض الأصوات لتشكك فى السلام وجدواه وأقول لهؤلاء .. إلا يكفيكم أننا استعدنا كل حبة رمل فى سيناء؟ وماذا عساه أن يكون عليه حالنا الآن..لو كان الاحتلال قد أستمر إلى اليوم ؟.
أقول لهم ..لقد تخففنا من أعباء الحروب وتكاليفها الباهظة..أقمنا تجمعات عمرانية ومدنا صناعية وبنية أساسية جديدة..غيرت وجه الحياة فى سيناء وعلى أرض مصر حققنا إنجازات عديدة فى تطوير هياكل اقتصادنا وقطاعاتنا الإنتاجية..توسعنا فى إتاحة ما يقدم لمواطنينا من خدمات..ونمضى فى الارتقاء بجودتها,نجحنا فى ذلك رغم زيادة تعداد شعبنا من 43 مليون نسمة وقت تحرير سيناء إلى ما يقارب الثمانين مليونا اليوم..كما نجحنا فى الحفاظ على قوات مسلحة متطورة ورادعة..وجيش قوى قادر يحمى السلام .. فهل كان بمقدورنا أن نستوعب هذه الزيادة السكانية الضخمة ونحقق ما حققناه فى غياب السلام ؟ .
لقد فتح نصر أكتوبر الطريق إلى السلام..وضع نهاية لحروب استنزفت الكثير من أرواح أبنائنا وثرواتنا,وأتاح لنا توجيه مواردنا لخير مصر وأبنائها .
سيظل هذا السلام فى حاجة مستمرة إلى درع يحميه .. وقواتنا المسلحة هي هذا الدرع .. وهى حصن الوطن وسيفه..سيظل الدفاع عن أرض مصر وأمنها القومي واجبها المقدس..تتحمل مسئوليته وأمانته بشرف ويقظة وشجاعة..ورجال وهبوا أنفسهم لهذا الوطن..ويضحون بأرواحهم - عن طيب خاطر - تحت رايته .
أبنائي الضباط والجنود
إننا نعيش فى منطقة صعبة تموج بالأزمات والتحديات والمخاطر .. ولا نملك الانعزال عن قضاياها..أو تجاهل انعكاساتها على الأمن القومي للوطن .
نعى ارتباط أمن مصر القومي بأمن واستقرار الشرق الأوسط ..وبأمن الخليج والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط .. والوضع فى السودان .. ودول حوض النيل وأفريقيا.. ننحاز لهويتنا العربية .. ولا نسمح بتدخلات قوى إقليمية تعادى السلام وتدفع بالمنطقة إلى حافة الهاوية.. تسعى لبسط نفوذها وأجندتها على عالمنا العربي..تغذى الخلافات على الساحتين العربية والفلسطينية .. وتدفع بعملائها فى المنطقة لتهديد أمن مصر القومي..واستباحة حدودها وزعزعة استقرارها.
وأقول لهؤلاء..إننا واعون تماما لمخططاتكم..سنكشف تآمركم ونرد كيدكم فى نحوركم .. كفاكم تمسحا بالقضية الفلسطينية..أحذروا غضب مصر وشعبها.
ستبقى قضية فلسطين على رأس أولوياتنا العربية .. تتواصل جهودنا كي نأخذ بيد الفلسطينيين إلى المصالحة فيما بينهم .. فإذا نجحوا فى ذلك واستطعنا أن نعيد إليهم وفاقهم الوطني وتماسكهم .. أمكننا استعادة التأييد الدولي لقضيتهم .. ولحق شعبهم فى إقامة دولته المستقلة.
إننا فى مصر لم نفقد الأمل فى السلام العادل والشامل نعبر عن مواقفنا بقوة ووضوح .. نعارض محاولات تكريس الانقسام بين الأراضي المحتلة فى (الضفة الغربية) و(غزة) .. نرفض محاولات الترويج لأفكار تبادل الأراضي .. ونقول لمروجيها إن سيناء أرض مصرية ولا مساس بشبر وأحد من حدودها.. ندين الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية لتهويد القدس. نقول إن تلك الإجراءات لن تضفى الشرعية على الاحتلال .. ولن تغير من حقيقة أن المستوطنات تقوم على أراض فلسطينية محتلة.
نقول إن مصر ماضية فى جهودها من أجل السلام وفق حل الدولتين .. نمضى فى ذلك دون انطباعات مسبقة عن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ونقول إن الحكم - لها أو عليها - سيكون بقدر التزامها بالسعي للسلام.. والوفاء باستحقاقاته.
لقد تعاملت مصر مع ..حكومات إسرائيلية متعاقبة ..ونحن - والمنطقة والعالم - نأمل أن تختار الحكومة الإسرائيلية الجديدة طريق السلام نتطلع لأن تلتزم بأفق سياسي يستأنف مفاوضات السلام من حيث.. انتهت دون تلكؤ أو إبطاء .. وصولا لسلام عادل يعيد الحقوق المشروعة لأصحابها..يضع نهاية للمواجهة المكلفة للجميع .. ولحلقات العنف والعنف المضاد وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء .
الإخوة والأبناء
إن أبناء قواتنا المسلحة يشاركون حاليا فى عمليتين لحفظ السلام بالسودان.. ويحملون رسالة تضامن من شعب مصر فى مواقع انتشارهم فى الجنوب وإقليم دارفور ..إن السودان يواجه حاليا تحديات صعبة .. فرضتها أزمة دارفور وتداعياتها..وقد جاء موقف المحكمة الجنائية الدولية ليزيد من تعقيد الوضع الراهن .
إن مصر تولى اهتماما فائقا لاستقرار السودان ووحدة أبنائه وأراضيه .. واهتماما مماثلا بأمن وضبط حدودها مع الجار الشقيق فى جنوب الوادي .. وأقول لكل سوداني .. اعتمدوا منطق الحوار..وضعوا مصلحة السودان فوق أي مصلحة أخرى .. لقد آن الأوان لأن تتحد كافة القوى السياسية لتحقيق السلام والأمن والتنمية لوطنهم وشعبهم .. وأقول لأهل السودان إن مصر تطلع لمصالحة تتيح للسودان أن يكون وطنا لجميع أبنائه .. يعتزون بانتمائهم إليه ويسهمون جميعا فى تنميته واستقراره ووحدته.
الإخوة والأبناء رجال القوات المسلحة
يقترن ما نواجهه من تحديات فى منطقتنا .. بتحديات عديدة يطرحها الوضع الدولي الراهن ما بين مخاطر الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل .. وصراعات تهدد السلم والأمن الدولي .. وافتقار العالم لنظام فعال للأمن الجماعي .. كما يشهد العالم إختلالات عديدة فى النظام الاقتصادي والتجاري الدولي والمؤسسات المالية الدولية القائمة.. فضلا عن أزمة الركود الحالي للاقتصاد العالمي وتداعياتها على كافة الدول المتقدمة والنامية.
لقد أكدت منذ بداية الأزمة أن هذه التداعيات آتية إلينا شئنا أم أبينا.. وإنني أتابع يوما بيوم تحرك الحكومة لاحتواء انعكاساتها على السياحة والصادرات وإيرادات قناة السويس,وتحويلات العاملين المصرين بالخارج..كما إنني أولى أهمية خاصة لمواجهة تداعياتها على مستويات التشغيل والعمالة وفرص العمل..وعلى أبناء شعبنا من الفئات الأقل دخلا والأكثر احتياجا.
وكما أننا لا نملك الانعزال عن منطقتنا بأوضاعها وأزماتها وقضاياها فإننا لا نستطيع أن ننعزل عن هذا العالم من حولنا ويتعين أن نكون قادرين على مواجهة تحدياته وأزماته ومخاطره مثلما نتطلع للاستفادة من فرصه ومكاسبه .
إن هذا الوعي بما نواجهه من تحديات .. فى الداخل المصري وعلى المستويين الإقليمي والدولي يمثل أمرا ضروريا لنا جميعا - لمصر وشعبها- ولرجال قواتها المسلحة باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من هذا الشعب .
على قدر هذا الوعي .. يأتي الاستعداد لمواجهة هذه التحديات..كي لا تعرقل مسيرتنا نحو المستقبل الأفضل الذي ننشده لمجتمعنا..والغد الذي نصنعه يوما بعد يوم لمصر القوية الآمنة..بجيشها واقتصادها ووحدة وتماسك أبنائها.
إننا ماضون فى هذه المسيرة بعزم وثقة,موقنين بعون الله وتأييده وبقدرة هذا الشعب وإمكانياته وإرادة أبنائه..نعرف طريقنا إلى المستقبل لا نلتفت لدعوى التشكيك والإحباط, لانفرط فى أمن مصر واستقرارها لا ننجرف لما يهدد مصالحها ونثق أننا على الطريق الصحيح.
لقد سرنا على هذا الطريق منذ أن حررنا سيناء بالحرب والسلام..كنا نعلم أن طريقنا ليس مفروشا بالورود..وكنا مدركين لتحدياته وصعابه..دفعنا ضريبته فى الحرب بدماء وأرواح شهدائنا..ولا نزال سائرين عليه دفاعا عن سلام تحميه القوة..وتحقيقا لتطلع شعبنا للنمو والتنمية والحياة الكريمة.
الإخوة والأبناء رجال القوات المسلحة
ستظل مصر وطنا عزيزا لأبنائه .. وسندا وذخرا لأمتها..ستظل مصالحها ومقدرات شعبها فوق كل اعتبار..وسيظل جيشها قويا شامخا بتسليحه وعتاده وشجاعة رجاله .
أقول لكم ونحن نحتفل بذكرى تحرير سيناء .. أن ثقتي دون حدود فى قدرتكم على النهوض بمسئولياتكم على أكمل وجه..واعين لدروس التاريخ ولما نواجهه من تحديات..مستعدين لبذل الأرواح والدماء فداءا للوطن .
تحية فى ذكرى التحرير لروح الرئيس السادات..صاحب قرار الحرب والسلام .
تحية لأرواح شهدائنا .. وبطولات وتضحيات أبنائنا .
تحية لقوات مصر المسلحة .. الحصن المنيع للوطن وأرضه وسيادته .
وتحية لشعب عريق..وقف دائما إلى جانب قواته المسلحة..يحمل لأبنائها كل
التقدير والاعتزاز..يستعيد بطولاتهم من أجل تحرير سيناء عاما بعد عام..يباهى
ببسالتهم ودروهم من أجل الوطن..ويفخر بما يمثلونه من شرف العسكرية المصرية
وبطولاتها.
كل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته