قُطـــــــــة يوســــــــف

أختي الفاضلة ( وداد الهواري )
إن علم النفس التعليمي الحديث يعتمد على التعلم عن طريق المحاولة والخطأ واكتشاف المتعلم الخبرة المعرفية والسلوكية من خلال ممارسة الخبرة لا تلقينها وهذا ما يسمى في علم النفس (الخبرة غير المباشرة) وهذا النوع من التعلُّم يكون أوقع في نفس المتعلم وأقوى أثراً , وفي إحدى التجارب في علم النفس التجريبي : جاء العلماء بطفل وقالوا له " هذا المعدن ساخن لا تلمسه ففوجئوا به يلمس المعدن غير مكترث بالنصح فقاموا بتسخين المعدن بدرجة غير مؤذية ولم ينبهوا الطفل إلى سخونته فلمسه الطفل فارتجف ومن ثم امتنع عن لمس هذا النوع من المعادن تماما ...
وفي نظرية( الارتباط الشرطي ) وهي إحدى نظريات علم النفس التعليمي أيضا اكتشف العلماء أن الخبرة المعرفة المرتبطة بحدث ما تكون أشد تأثيرا في سلوك المتعلم تجاه المثيرات وقد استخدمت هذه النظرية على حيوانات السيرك حيث نجد الفيل في السيرك لمجرد أن يرى مدربه يشيح بعصاه في اتجاه معين يرفع قائميه الأماميين أو الخلفيين فكانوا يدربون هذا الفيل بأن يربطون بين اتجاه التلويح بالعصا وبين لسع قائميه الأماميين أو الخلفيين في التدريب فإذا ظهر الفيل أمام الجمهور بمجرد أن يرى تلويح العصا في الاتجاه المحدد يرتبط هذا الأمر شرطيا مع اللسع الذي كان يعانيه في التدريب فيرفع قاوئمه التي يظن أنها ستلسع .

ومما أبهرني أنك قد دخلت إلى أدب الطفل مسلحة بتلك الأساليب الحديثة في الشعر التعليمي للطفل فقد وقفت على كل تلك النظريات في تلك الغنائية الشعرية الراقية المعنى والمبنى ...
أدامك الله
تقبلي مرور أخيك الفقير

أختي النبيلة ( وداد الهواري ) إن الشاعر الذي يدخل دائرة الإبداع مسلحا بالروافد المعرفية الداعمة لتجربته لهو الشاعر الحقيقي ... وأنتِ هذا الشاعر
أدام الله إبداعك