| " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) | |
|
+12علياء فهمى شعبان محمود محمد سالم أمين عثمان عمر باشا عدنان القاسمى مصطفى محمد عبد العزيز عاطف الجندى محمد زكى كوثر البدرى دعاء محمود فيصل الزوايدي 16 مشترك |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الخميس أكتوبر 23, 2008 12:24 pm | |
| الرحـيــلُ ..
يا الصابرونَ على الـهمِّ ، ضاقت عِندَ العُمر أُمنِياتـي ، و ذاقَت نَفسي وَجَعَ الفجائِعِ .. من جَنوبٍ كان الرحيلُ يومًا .. باردًا يومًا .. لكن لهيبًا ما يلفحُ وَجهـي ، و شتاتٌ مُبعثَرٌ مِني تعبثُ بِهِ رياحٌ شتى ، تقفُ أُمي عند عتبةِ البابِ و بيدها إناءُ ماءٍ لِتَصبه ورائي حتـى أعودَ إليها ، و فـي عَيْنَيْها بريقُ ماءٍ آخر .. لَـم تَقُل شيئًا لكن تـمتمات تصدرُ مُبهمةً عن شَفَتَيْها ، خـمنت أنـها أدعيةٌ بالـحفظِ و العودةِ .. أخي الصغير واقـفٌ حذوها بقميصهِ الـمتهدلِ و إصبعه تعبثُ بِأنفِهِ ، ينظرُ بغرابةٍ إلينا ، فهو لا يَـعلم بعدُ معنـى الرحيلِ .. مِنَ النافذةِ الـخشبية الزرقاء تُطل أختي و هـي تُلقي بيـن الـحين و الآخر بنظراتٍ جزعةٍ إلى داخلِ الغرفة ، هنالك أبـي على فراشٍ سقيمًا ، مرضٌ داهـمَه فلازَمَهُ فأقعَدَهُ .. تـحسَّنت حالُــه قبلَ يومين فأخبرتُه بـموعدِ الرحيل ، لَـم يقُل شيئًا لكني أحسستُ في صمتهِ الرهيبِ توسلا بالبقاءِ .. و مِن عَينَيْهِ اللتين تـهدَّلت عليهما الأجفان صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ .. و لكن أنّى لـي ذلكَ و لَـم أبلُغ فرصة َ السـفرِ هَذِهِ إلا بعناءٍ قد لا أستطيعُه ثانيةً.. كذلك الـحصولُ على تأشيرةِ سفرٍ إلـى البلاد التي أقصدُ ليس متيسرًا دومًـا .. و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ .. ارتفع صوتُ مُـحَرِّكِ السيارةِ الـمتوقفةِ أمامَ البـيت ، فقد ضغطَ السائقُ على دَواسةِ البنزين لِيَستَحِثَّني ، بابُ العربةِ مفتوحٌ يطلُبُني إلـى حياةٍ جديدةٍ .. حياة رسـمَتها أحلامٌ و أوهامٌ .. هنالك بعيدًا خلفَ سفرٍ طويلٍ إلـى أرضِ الوُجوهِ الشقراء و الـمالِ الوفير و الـمباهجِ .. ينفتحُ بـهدوءٍ بابُ منزلٍ مُـجاورٍ تـخرجُ مِنه فتاةٌ اتفقَت عائلتان يومًا على تزويـجي مِنها فهي ابنةُ خالـي .. لـم تَكُن الفتاةُ قبيحةً حتى أرفضَها زوجـةً بل على النقيض مِن ذلك كانت من ذوات الـحُسنِ خاصةً مَعَ ابتسامةٍ ساذجةٍ تُذكِّـرنـي كثيرًا بابتسامةِ أبيها الطيبِ .. لكني كُنتُ أرفُضُ ذلكَ الارتباطَ الذي يَشُدُّنـي إلى حياةِ البُؤس هنـا، تـمسَحُ أمي أنفَها بِطَرَفِ ردائِها و أَلـحَظُ غــيابَ أختي عن النافذةِ . يُصبِحُ التقاطُ الـهواءِ إلى صدري عمليةً أكثرَ صعوبةً ، تذَكَّرتُ كلامَ أبـي الكثير عن كَونـي رجلَ الدارِ بعدَه فكنت أُجيبُه بأن أدعوَ له بطولِ العُمرِ فيُجيبُنـي : يَطولُ العُمرُ أو يَقصُر فلابد للإنسانِ أن يُقبَـر .. تداخَلَت الصورُ أمامي مِن صبـيٍّ أسـمرَ يَلهو عند مَشارِف الصحراء إلـى شُقرِ الوجوهِ فـي بِلادٍ ثلجيةٍ و اختلطت الألوانُ فـي مزيجٍ غريبٍ ، أفقـدُ كلامًا كثيرًا كان مِنَ الـمُمكِنِ قولـه فـي هذا الـمقامِ ، فلا أجِـد مـا أقول فأصمتُ، لـم يَكُن للحظةِ و لا للزمنِ غـير معنى واحدٍ مُـختَلفٍ لا يعرِفُهُ الساعاتِِيّون .. و أخشى انفجارًا بداخلي فأُلقي حَقيبَتي الصغيرة على الـمقعدِ الـخَلفي و أهُـمُّ بإلقاءِ نفسي داخلَ السيارةِ و لَكن.. يسقُطُ إناءُ مـاءِ على الأرض فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي يومَها عندما ارتفَعَ صوتُ أختي مِن النافذةِ الخشبيةِ الـزرقاء بصيحةٍ مـجروحَةٍ تُعلِنُ وقوعَ الفادحةِ .. تنحنـي زوجتي تُلَمْلِمُ شظايا القَدَحِ و تبتَسِمُ بطيبةٍ ساذجةٍ تُذَكِّرُنـي بـخالـي الطيب.
فيصل الزوايدي | |
|
| |
دعاء محمود عضو ماسى
الدولة : عدد الرسائل : 586 نقاط : 111 تاريخ التسجيل : 23/07/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الخميس أكتوبر 23, 2008 6:26 pm | |
| قصة جميلة كتبت بحروف من نور و جمال الرائع فيصل سلمت يمينك | |
|
| |
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الجمعة أكتوبر 24, 2008 4:38 pm | |
| - دودى كتب:
- قصة جميلة كتبت بحروف من نور
و جمال الرائع فيصل سلمت يمينك أخت دودي اسعدتني اشراقتك على القصة كثيرا فشكرا لك دمت في الخير | |
|
| |
كوثر البدرى عضو فعال
الدولة : عدد الرسائل : 163 37 نقاط : 97 تاريخ التسجيل : 24/11/2007
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) السبت أكتوبر 25, 2008 8:23 am | |
| قصة رائعة
أخى المشكور فيصل و كنت أرى أن القصة تبدأ من السطر الثانى و لا داعي للسطر الأول | |
|
| |
محمد زكى مشرف قضايا سياسية
الدولة : عدد الرسائل : 1415 44 نقاط : 1308 تاريخ التسجيل : 24/07/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) السبت أكتوبر 25, 2008 8:24 am | |
| | |
|
| |
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) السبت أكتوبر 25, 2008 8:29 am | |
| - كوثر البدرى كتب:
- قصة رائعة
أخى المشكور فيصل و كنت أرى أن القصة تبدأ من السطر الثانى و لا داعي للسطر الأول أخت كوثر أهلا بك و قد اسعدني تفاعلك الراقي كثيرا و انا احترم ملاحظتك و إن كنتُ اخالفك الرأي دمت في الخير | |
|
| |
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) السبت أكتوبر 25, 2008 8:30 am | |
| - محمد زكى كتب:
- الله قصة حلوة
أسعدني رأيك في القصة اخي محمد و شكرا لهذا المرور الانيق دمت في الخير | |
|
| |
عاطف الجندى المدير العام
الدولة : عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الخميس أكتوبر 30, 2008 6:28 pm | |
| أخى الغالي فيصل لقد برعت فى هذه القصة فى كيفية عمل مترادفات مثلا ابتسامة خال بطل القصة الطيب و بنته ثم نكتشف نفس الابتسامة فى نهاية القصة من زوجته التى تشبه خاله و بالتالى لقد تزوجت بنت خاله بطريق غير مباشر ثم وقوع كوب الماء من ولده ثم من يد أم البطل فى القصة و أخت البطل تعلن عن وقوع كارثة و ابتسامتها محيرة لأنها ربما ناتجة عن جهل بمعنى وقوع كوب ماء و ما يقابله من تشاؤم لدى البطل أو أحست بأن زوجها لن يغادر المكان لأنه ربما تشاءم من ذلك و تركك للنهاية مفتوحة أعطى جميع الاحتمالات نفس الأهمية مودتى و تقديري أيها الرائع | |
|
| |
مصطفى محمد عبد العزيز عضو ملكي
الدولة : عدد الرسائل : 1127 نقاط : 873 تاريخ التسجيل : 09/08/2007
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الجمعة أكتوبر 31, 2008 4:35 pm | |
| الأديب الراقي و الكبير قصة جميل و نقد جميل و شاعرنا عاطف الجندى لها مشكور على هذا الحرف الجميل و الابداع الراقي | |
|
| |
عدنان القاسمى عضو برونزى
الدولة : عدد الرسائل : 204 نقاط : 98 تاريخ التسجيل : 11/11/2007
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 12:21 pm | |
| قصة جميلة تقف شامخة فى مجال القصة القصيرة
أسجل مرورى و أعجابي بكتابتك أخ فيصل | |
|
| |
عمر باشا عضو ذهبى
الدولة : عدد الرسائل : 436 35 نقاط : 225 تاريخ التسجيل : 21/09/2007
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الأربعاء نوفمبر 05, 2008 5:44 am | |
| - فيصل الزوايدي كتب:
- الرحـيــلُ ..
يا الصابرونَ على الـهمِّ ، ضاقت عِندَ العُمر أُمنِياتـي ، و ذاقَت نَفسي وَجَعَ الفجائِعِ .. من جَنوبٍ كان الرحيلُ يومًا .. باردًا يومًا .. لكن لهيبًا ما يلفحُ وَجهـي ، و شتاتٌ مُبعثَرٌ مِني تعبثُ بِهِ رياحٌ شتى ، تقفُ أُمي عند عتبةِ البابِ و بيدها إناءُ ماءٍ لِتَصبه ورائي حتـى أعودَ إليها ، و فـي عَيْنَيْها بريقُ ماءٍ آخر .. لَـم تَقُل شيئًا لكن تـمتمات تصدرُ مُبهمةً عن شَفَتَيْها ، خـمنت أنـها أدعيةٌ بالـحفظِ و العودةِ .. أخي الصغير واقـفٌ حذوها بقميصهِ الـمتهدلِ و إصبعه تعبثُ بِأنفِهِ ، ينظرُ بغرابةٍ إلينا ، فهو لا يَـعلم بعدُ معنـى الرحيلِ .. مِنَ النافذةِ الـخشبية الزرقاء تُطل أختي و هـي تُلقي بيـن الـحين و الآخر بنظراتٍ جزعةٍ إلى داخلِ الغرفة ، هنالك أبـي على فراشٍ سقيمًا ، مرضٌ داهـمَه فلازَمَهُ فأقعَدَهُ .. تـحسَّنت حالُــه قبلَ يومين فأخبرتُه بـموعدِ الرحيل ، لَـم يقُل شيئًا لكني أحسستُ في صمتهِ الرهيبِ توسلا بالبقاءِ .. و مِن عَينَيْهِ اللتين تـهدَّلت عليهما الأجفان صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ .. و لكن أنّى لـي ذلكَ و لَـم أبلُغ فرصة َ السـفرِ هَذِهِ إلا بعناءٍ قد لا أستطيعُه ثانيةً.. كذلك الـحصولُ على تأشيرةِ سفرٍ إلـى البلاد التي أقصدُ ليس متيسرًا دومًـا .. و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ .. ارتفع صوتُ مُـحَرِّكِ السيارةِ الـمتوقفةِ أمامَ البـيت ، فقد ضغطَ السائقُ على دَواسةِ البنزين لِيَستَحِثَّني ، بابُ العربةِ مفتوحٌ يطلُبُني إلـى حياةٍ جديدةٍ .. حياة رسـمَتها أحلامٌ و أوهامٌ .. هنالك بعيدًا خلفَ سفرٍ طويلٍ إلـى أرضِ الوُجوهِ الشقراء و الـمالِ الوفير و الـمباهجِ .. ينفتحُ بـهدوءٍ بابُ منزلٍ مُـجاورٍ تـخرجُ مِنه فتاةٌ اتفقَت عائلتان يومًا على تزويـجي مِنها فهي ابنةُ خالـي .. لـم تَكُن الفتاةُ قبيحةً حتى أرفضَها زوجـةً بل على النقيض مِن ذلك كانت من ذوات الـحُسنِ خاصةً مَعَ ابتسامةٍ ساذجةٍ تُذكِّـرنـي كثيرًا بابتسامةِ أبيها الطيبِ .. لكني كُنتُ أرفُضُ ذلكَ الارتباطَ الذي يَشُدُّنـي إلى حياةِ البُؤس هنـا، تـمسَحُ أمي أنفَها بِطَرَفِ ردائِها و أَلـحَظُ غــيابَ أختي عن النافذةِ . يُصبِحُ التقاطُ الـهواءِ إلى صدري عمليةً أكثرَ صعوبةً ، تذَكَّرتُ كلامَ أبـي الكثير عن كَونـي رجلَ الدارِ بعدَه فكنت أُجيبُه بأن أدعوَ له بطولِ العُمرِ فيُجيبُنـي : يَطولُ العُمرُ أو يَقصُر فلابد للإنسانِ أن يُقبَـر .. تداخَلَت الصورُ أمامي مِن صبـيٍّ أسـمرَ يَلهو عند مَشارِف الصحراء إلـى شُقرِ الوجوهِ فـي بِلادٍ ثلجيةٍ و اختلطت الألوانُ فـي مزيجٍ غريبٍ ، أفقـدُ كلامًا كثيرًا كان مِنَ الـمُمكِنِ قولـه فـي هذا الـمقامِ ، فلا أجِـد مـا أقول فأصمتُ، لـم يَكُن للحظةِ و لا للزمنِ غـير معنى واحدٍ مُـختَلفٍ لا يعرِفُهُ الساعاتِِيّون .. و أخشى انفجارًا بداخلي فأُلقي حَقيبَتي الصغيرة على الـمقعدِ الـخَلفي و أهُـمُّ بإلقاءِ نفسي داخلَ السيارةِ و لَكن.. يسقُطُ إناءُ مـاءِ على الأرض فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي يومَها عندما ارتفَعَ صوتُ أختي مِن النافذةِ الخشبيةِ الـزرقاء بصيحةٍ مـجروحَةٍ تُعلِنُ وقوعَ الفادحةِ .. تنحنـي زوجتي تُلَمْلِمُ شظايا القَدَحِ و تبتَسِمُ بطيبةٍ ساذجةٍ تُذَكِّرُنـي بـخالـي الطيب.
فيصل الزوايدي أقتبس القصة اعجابا و تقديرا لابداعك أيها الرائعالاستاذ المبدع فيصل الزوايدى | |
|
| |
أمين عثمان شاعر
الدولة : عدد الرسائل : 766 54 نقاط : 254 تاريخ التسجيل : 27/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الجمعة نوفمبر 07, 2008 4:16 am | |
| لغة جميلة و أسلوب بديع قلمى يقف عاجزا عن التعبير فى حضرة هذا الجمال و يصعب نقد عملك أخى الجميل فيصل لأنه ببساطة مكتمل | |
|
| |
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الجمعة نوفمبر 07, 2008 4:18 am | |
| - عاطف الجندى كتب:
- أخى الغالي فيصل
لقد برعت فى هذه القصة فى كيفية عمل مترادفات مثلا ابتسامة خال بطل القصة الطيب و بنته ثم نكتشف نفس الابتسامة فى نهاية القصة من زوجته التى تشبه خاله و بالتالى لقد تزوجت بنت خاله بطريق غير مباشر ثم وقوع كوب الماء من ولده ثم من يد أم البطل فى القصة و أخت البطل تعلن عن وقوع كارثة و ابتسامتها محيرة لأنها ربما ناتجة عن جهل بمعنى وقوع كوب ماء و ما يقابله من تشاؤم لدى البطل أو أحست بأن زوجها لن يغادر المكان لأنه ربما تشاءم من ذلك و تركك للنهاية مفتوحة أعطى جميع الاحتمالات نفس الأهمية مودتى و تقديري أيها الرائع العزيز عاطف تقبل اعتزازي بهذه القراءة الراقية للقصة و سعادتي لنيلها اعجابك فشكرا لك كما ينبغي الشكر دمت في الخير مع الود الدائم | |
|
| |
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الجمعة نوفمبر 07, 2008 4:23 am | |
| - مصطفى محمد عبد العزيز كتب:
- الأديب الراقي و الكبير
قصة جميل و نقد جميل و شاعرنا عاطف الجندى لها مشكور على هذا الحرف الجميل و الابداع الراقي أخي مصطفى اسعدني رأيك في القصة و تفاعلك الراقي فشكرا لك .. و الشكر كذلك للعزيز عاطف لقراءته المتمكنة دمت في الخير مع الود | |
|
| |
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الجمعة نوفمبر 07, 2008 4:29 am | |
| - عدنان القاسمى كتب:
- قصة جميلة تقف شامخة فى مجال القصة القصيرة
أسجل مرورى و أعجابي بكتابتك أخ فيصل أخي عدنان أعتز برأيك في القصة كثيرا و اعتز بمتابعتك و باعجابك فشكرا لك دمت في الخير مع الود | |
|
| |
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الجمعة نوفمبر 07, 2008 4:32 am | |
| - عمر باشا كتب:
- فيصل الزوايدي كتب:
- الرحـيــلُ ..
يا الصابرونَ على الـهمِّ ، ضاقت عِندَ العُمر أُمنِياتـي ، و ذاقَت نَفسي وَجَعَ الفجائِعِ .. من جَنوبٍ كان الرحيلُ يومًا .. باردًا يومًا .. لكن لهيبًا ما يلفحُ وَجهـي ، و شتاتٌ مُبعثَرٌ مِني تعبثُ بِهِ رياحٌ شتى ، تقفُ أُمي عند عتبةِ البابِ و بيدها إناءُ ماءٍ لِتَصبه ورائي حتـى أعودَ إليها ، و فـي عَيْنَيْها بريقُ ماءٍ آخر .. لَـم تَقُل شيئًا لكن تـمتمات تصدرُ مُبهمةً عن شَفَتَيْها ، خـمنت أنـها أدعيةٌ بالـحفظِ و العودةِ .. أخي الصغير واقـفٌ حذوها بقميصهِ الـمتهدلِ و إصبعه تعبثُ بِأنفِهِ ، ينظرُ بغرابةٍ إلينا ، فهو لا يَـعلم بعدُ معنـى الرحيلِ .. مِنَ النافذةِ الـخشبية الزرقاء تُطل أختي و هـي تُلقي بيـن الـحين و الآخر بنظراتٍ جزعةٍ إلى داخلِ الغرفة ، هنالك أبـي على فراشٍ سقيمًا ، مرضٌ داهـمَه فلازَمَهُ فأقعَدَهُ .. تـحسَّنت حالُــه قبلَ يومين فأخبرتُه بـموعدِ الرحيل ، لَـم يقُل شيئًا لكني أحسستُ في صمتهِ الرهيبِ توسلا بالبقاءِ .. و مِن عَينَيْهِ اللتين تـهدَّلت عليهما الأجفان صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ .. و لكن أنّى لـي ذلكَ و لَـم أبلُغ فرصة َ السـفرِ هَذِهِ إلا بعناءٍ قد لا أستطيعُه ثانيةً.. كذلك الـحصولُ على تأشيرةِ سفرٍ إلـى البلاد التي أقصدُ ليس متيسرًا دومًـا .. و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ .. ارتفع صوتُ مُـحَرِّكِ السيارةِ الـمتوقفةِ أمامَ البـيت ، فقد ضغطَ السائقُ على دَواسةِ البنزين لِيَستَحِثَّني ، بابُ العربةِ مفتوحٌ يطلُبُني إلـى حياةٍ جديدةٍ .. حياة رسـمَتها أحلامٌ و أوهامٌ .. هنالك بعيدًا خلفَ سفرٍ طويلٍ إلـى أرضِ الوُجوهِ الشقراء و الـمالِ الوفير و الـمباهجِ .. ينفتحُ بـهدوءٍ بابُ منزلٍ مُـجاورٍ تـخرجُ مِنه فتاةٌ اتفقَت عائلتان يومًا على تزويـجي مِنها فهي ابنةُ خالـي .. لـم تَكُن الفتاةُ قبيحةً حتى أرفضَها زوجـةً بل على النقيض مِن ذلك كانت من ذوات الـحُسنِ خاصةً مَعَ ابتسامةٍ ساذجةٍ تُذكِّـرنـي كثيرًا بابتسامةِ أبيها الطيبِ .. لكني كُنتُ أرفُضُ ذلكَ الارتباطَ الذي يَشُدُّنـي إلى حياةِ البُؤس هنـا، تـمسَحُ أمي أنفَها بِطَرَفِ ردائِها و أَلـحَظُ غــيابَ أختي عن النافذةِ . يُصبِحُ التقاطُ الـهواءِ إلى صدري عمليةً أكثرَ صعوبةً ، تذَكَّرتُ كلامَ أبـي الكثير عن كَونـي رجلَ الدارِ بعدَه فكنت أُجيبُه بأن أدعوَ له بطولِ العُمرِ فيُجيبُنـي : يَطولُ العُمرُ أو يَقصُر فلابد للإنسانِ أن يُقبَـر .. تداخَلَت الصورُ أمامي مِن صبـيٍّ أسـمرَ يَلهو عند مَشارِف الصحراء إلـى شُقرِ الوجوهِ فـي بِلادٍ ثلجيةٍ و اختلطت الألوانُ فـي مزيجٍ غريبٍ ، أفقـدُ كلامًا كثيرًا كان مِنَ الـمُمكِنِ قولـه فـي هذا الـمقامِ ، فلا أجِـد مـا أقول فأصمتُ، لـم يَكُن للحظةِ و لا للزمنِ غـير معنى واحدٍ مُـختَلفٍ لا يعرِفُهُ الساعاتِِيّون .. و أخشى انفجارًا بداخلي فأُلقي حَقيبَتي الصغيرة على الـمقعدِ الـخَلفي و أهُـمُّ بإلقاءِ نفسي داخلَ السيارةِ و لَكن.. يسقُطُ إناءُ مـاءِ على الأرض فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي يومَها عندما ارتفَعَ صوتُ أختي مِن النافذةِ الخشبيةِ الـزرقاء بصيحةٍ مـجروحَةٍ تُعلِنُ وقوعَ الفادحةِ .. تنحنـي زوجتي تُلَمْلِمُ شظايا القَدَحِ و تبتَسِمُ بطيبةٍ ساذجةٍ تُذَكِّرُنـي بـخالـي الطيب.
فيصل الزوايدي
أقتبس القصة اعجابا و تقديرا لابداعك أيها الرائع الاستاذ المبدع فيصل الزوايدى أخي عمر اسعدني اقتباسك و رأيك في القصة و انا ممتن لذلك دمت في الخير مع الود | |
|
| |
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الجمعة نوفمبر 07, 2008 4:35 am | |
| - أمين عثمان كتب:
- لغة جميلة و أسلوب بديع
قلمى يقف عاجزا عن التعبير فى حضرة هذا الجمال و يصعب نقد عملك أخى الجميل فيصل لأنه ببساطة مكتمل أخي امين اسعدني اعجابك بالقصة و ثناؤك الباذخ عليها و انا ممتن لذلك و لكن يصعب القول دائما ان عملا ما هو مكتمل و لا يقبل النقد ثم ان النقد لا يقتضي كشف السقطات فقط دمت في الخير مع الود | |
|
| |
محمد سالم مشرف الصوتيات و المرئيات
الدولة : عدد الرسائل : 2413 52 الهواية : نقاط : 939 تاريخ التسجيل : 23/05/2007
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الجمعة نوفمبر 07, 2008 4:32 pm | |
| قصة حميمية جدا و لقد شعرت بأننى بطل القصة و هذه الأحداث مررت بها من قبل رائع يا أخى التونسى الجميل فيصل أبدعت فيما كتبت | |
|
| |
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الجمعة نوفمبر 14, 2008 4:49 pm | |
| - محمد سالم كتب:
- قصة حميمية جدا
و لقد شعرت بأننى بطل القصة و هذه الأحداث مررت بها من قبل رائع يا أخى التونسى الجميل فيصل أبدعت فيما كتبت اخي محمد اسعدني كثيرا رأيك في القصة و تفاعلك مع شخصياتها و انا ممتن لهذا الاطراء الباذخ دمت في الخير مع الود | |
|
| |
شعبان محمود عضو مشارك
الدولة : عدد الرسائل : 35 57 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 05/07/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الجمعة نوفمبر 14, 2008 5:00 pm | |
| مشكور أخ فيصل بارك الله فيك يا صاحب الحروف الرائعة و القصص الجميلة فى انتظار الجديد منك دوما | |
|
| |
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 5:56 pm | |
| أسعدتني اطلالتك أخي شعبان محمود و انا ممتن لهذا التفاعل الراقي و للمشاعر الطيبة و اعدك بالمزيد ان شاء الله دمت في الخير | |
|
| |
علياء فهمى عضو نشيط
الدولة : عدد الرسائل : 126 47 نقاط : 95 تاريخ التسجيل : 11/11/2007
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) السبت ديسمبر 06, 2008 5:35 am | |
| أيها الأديب الأريب فيصل قصة موفقة إلى أبعد الحدود تحياتى لك و لأدبك الجميل | |
|
| |
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) السبت ديسمبر 06, 2008 6:06 pm | |
| - علياء فهمى كتب:
- أيها الأديب الأريب فيصل
قصة موفقة إلى أبعد الحدود تحياتى لك و لأدبك الجميل أخت علياء أعتز برايك في القصة كثيرا فتقبلي امتناني و تقديري كل عام و انت بخير | |
|
| |
بنت النيل عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 3733 52 نقاط : 2683 تاريخ التسجيل : 03/05/2007
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الأحد ديسمبر 07, 2008 10:52 am | |
| الأستاذ الأديب فيصل الزوايدى انت عرفتنى نوعية ما يكتب فى الدب التونسى المعاصر و لديك حس رائع فى كتابة القصة القصيرة و تملك اللحظة و من هنا جاءت قصتك شيقة كل عام و انت بخير
| |
|
| |
فيصل الزوايدي مبدع كبير
الدولة : عدد الرسائل : 227 نقاط : 287 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) الإثنين ديسمبر 08, 2008 7:03 pm | |
| - بنت النيل كتب:
- الأستاذ الأديب فيصل الزوايدى
انت عرفتنى نوعية ما يكتب فى الدب التونسى المعاصر و لديك حس رائع فى كتابة القصة القصيرة و تملك اللحظة و من هنا جاءت قصتك شيقة كل عام و انت بخير
أختي بنت النيل أعتز كثيرا برأيك في ما أكتب و يسرني كثيرا انه اعطاك صورة طيبة عن الأدب التونسي المتنوع و الغزير .. كل عام و انت بخير مع الود | |
|
| |
| " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي (تونس) | |
|