خد فطيرة بالهنا و الشفا

لو كان الأمر أمري.
أستغفر الله العظيم. لو كان فيه شيء بيدي ما كنت جبت سيرة. لكنه شعار
المرحلة. فالكل الآن يردد "خد فطيرك" وطبعا المعني واضح وضوح سياسة
الحكومة. فليس المقصود أن تأخذ فطيرك الذي هو بالعسل أو المربي أو الجبنة
أحيانا أو بالبلوبيف أو البسطرمة أو التونة أحيانا أخري. إنما المقصود أن
تأخذ في "طيرك" وعندما تأخذ فأنت تأخذ "فيزا".
ربما يكون الأمر لدي
عواجيز الفرح لغزا يحتاج إلي تفسير. لكنه في نظر ولاد اليومين دول مفسر
نفسه. فهم يدركون أننا في زمن خذ فطيرك فعلا. هل تريد أمثلة؟. خذ في طيرك
قصدي خذ عندك.
في شهر رمضان الذي هو شهر التقرب إلي الله. معروض
علينا ضمن ماراثون الدراما التليفزيونية 25 مسلسلا بواقع 4 مسلسلات لكل
قناة وعلينا أن نتابع هذا الكم الهائل من السطحية استعداداً للإجابة علي
أسئلة المسابقات والاستفتاءات بعد رمضان. وسيبك من حكاية صلاة التراويح
وقيام الليل وتلاوة القرآن وتدبر معانيه. أليس معني ذلك أنك تأخذ فطيرك؟
وحين
تعلم أنهم أنفقوا نحو 186 مليون جنيه من ميزانية الدولة من أجل الحصول علي
برونزية يتيمة والعودة من بكين بفضيحة. وكان تحسين مستوي معيشة المواطن
البسيط أولي بهذه الملايين. أليس معني ذلك أنك تأخذ فطيرك؟
وإذا كنت
ممن تشويهم فاتورة الكهرباء بالزبالة مع إن الكهرباء عندك مريحة. وفاتورة
التليفون مع إن الحرارة مقطوعة. وفاتورة المياة مع أن المياه ملوثة.
وفاتورة الغاز مع إنك أشهر مستخدم لأنابيب البوتاجاز المنفسة. وفواتير
مخالفات قانون المرور الجديد مع إنك لا تمتلك سيارة. ويأتيك تقرير من
وزارة التنمية الاقتصادية يؤكد أن دخل المواطن زاد ونمط الاستهلاك تطور
والخدمات الجماهيرية تحسنت وأداء الحكومة في أحسن حال. ثم أضف إلي ذلك
فاتورة الدروس الخصوصية حتي في أيام الاجازة الصيفية. أليس معني ذلك أنك
تأخذ فطيرك؟
ولعلك
أخطأت وذهبت ذات مرة للعلاج تبع التأمين الصحي فعدت وأنت تضرب نفسك مائة
صرمة وتردد التأمين الصحي "تعليم وتهذيب واصلاح" حيث تعلمت أن التهذيب
والاصلاح هو أن تتحمل ألمك دون شكوي. أليس معني ذلك أنك تأخذ فطيرك؟
وعالميا
لو وجدت أن أمريكا مثلا تريد أن تقيم في العالم العربي مدارس لنتعلم صحيح
الدين الاسلامي وأن شاكيرا هي التي تتولي الآن الدفاع عن الإسلام ضد موجة
العداء الغربي تجاهه. أليس معني ذلك أنهم جميعا سالمون وأنت وحدك الذي
تأخذ فطيرك؟
قل بلي. ولو قلت فأنت تأخذ فيزا.

الحمدلله يا استاذ حسن انا لسة شباب متعاملتش مع مصر ولا خدت منها حاجة ولا ادتها حاجة
ولا فواتير ولا تأمين صحى

مقالاتك رائعة و جريئة
تسلم أيها الصحفى الكبير