خدعتان : فلسطين وإسرائيل.
وشتان بين خدعة بقصد ستر دخول الغرب كله في المعركة وخدعة بقصد إقصاء الأمة كلها عن المعركة.
كل ما أنتجه بلفور وسايكس وبيكو ووايزمن خداع في خداع يقصد به طمس هوية الأمة وثوابتها وتاريخها ووعيها على وحدة مصيرها . وأكبر خدعتين فيما أنتجاه هما خدعتا (إسرائيل) و (فلسطين)
قالوا صراع فلسطيني إسرائيلي وهذان طرفان لا وجود حقيقيا لهما.
إسرائيل مجرد عنوان مخادع يهدف إلى إخفاء حقيقة الغزوة الصليبية الجديدة التي لعبت بريطانيا وأميركا فيها دور الطليعة وقد مكنهما هذا الكيان من ستر وجوه نواطيرهما بلعب دور الوسيط قبل 48 وبعدها حتى اليوم.
فلسطين بحدود هذا الكيان الذي فبركة بلفور على غير سابق مثال في التاريخ لإخراج العرب والمسلمين من الصراع واستفراد الغرب بأهل هذا الكيان من العرب، الذين عين الغرب لهم ممثلا شرعيا وحيدا وصنع لهم ثورة يتوليان معا أقذر دور عن حكام العرب في فتح الباب للتواصل مع العدو من خلال قيام هذه السلطة بإدارة مفاوضات لتمكين الخصم من كامل بلفوريا وإعطاء الحكام عذر مقولتين :
أولاهما : ( نقبل ما يقبله الفلسطينيون) .
وثانيهما : ( ممثلو أهل فلسطين يخطبون ضد العدو ثم يتوجهون للسهر في بارات تل أبيب ويزودون جداره بالإسمنت. )
وها هي سلطة أوسلو – الثورية – الوطنية – العظمى تقوم بفرز الأراضي في الضفة الغربية لتسهيل تمريرها إلى اليهود إذ يصعب التنازل عن الأرض المسجلة باسم عوائل أو قبائل.
كانوا يقولون ( تحرير فلسطين ) ثم صاروا يقولون ( حق العودة ) ثم ( القدس واللاجئين ) ثم ( التنسيق الأمني المقدس )
كفى تعهيرا لهذه الكلمة العربية الجميلة فلسطين كما تم تعهير مصطلح التحرير والوطن
( ثورة ومنظمة وسلطة التحرير الوطني الفلسطيني لتجارة الدم والأرض) لبيع حيفا ويافا واللد والرملة وصفد وعسقلان .
بل لقد عهروا أطهر ما لدى أمتنا ( القدس ) عندما صارت المطالبة بها شعرا يعني التنازل عن يافا وحيفا واللد والرملة وعكا وبيسان. ويقولون لك : ( ما البديل ؟ )
حقا ما البديل للصهاينة لو لم تن هناك ثورة جعلوها ممثلا شرعيا يتنازل عن فلسطين ويفاوض ربع قرن لتمكينهم من ابتلاع أراضي احتلالهم الثاني. ويناور ويحتج ويزمجر ويغضب لامتصاص الانتفاضات ثم السيطرة عليها وتكويعها. حتى بات ما الكل يتساءل عندما يرفضون شيئا " متى سيتراجعون عن رفضهم ؟ "
أعجبتني كلمة ( التكويع ) فهي أبلغ من كلمة الحرف.
عن نفسي ومن يأخذ برأيي . نطالب بتحرير (بلفوريا) كاملة. أقول (بلفوريا) لتمييزها عن فلسطين الثورة التي تشكل 20% من فلسطين بلفور ( بلفوريا ) التي تشمل يافا وحيفا وصفد وعكا واللد والرملة وعسقلان وبئر السبع. ولا نريد دولة عربية كرتونية أخرى مسخا أو غير مسخ. حرروها وتقاسموها أيها العرب أو امنحوها لأية دولة عربية أو - لاسمح الله - توحدوا وهي منكم وفيكم .
المهم أن تعود عربية.
العنوان المزيف ( الصراع الفلسطيني الإسرائيلي )
العنوان الصحيح ( الغزو الصليبية الجديدة ضد الأمة )
لقد بلغ الهوان مبلغه فلا أحد يطالب بحل هذه السلطة
بل كلما كدنا نتخلص من السلطة بسقوطها الذاتي لافتضاح صهيونيتها فإن حماس تمد لها حبل النجاة تحت شعار (الوحدة الوطنية)
وها هي السلطة ترد على ترامب بالطلب منه تعيين قوّاد بالنيابة عن أمريكا لمواصلة مسيرة المفاوضات المجيدة
طبعا فهؤلاء رهط أصبحوا هم وتوابعهم من أمن وجواسيس تنسيق يشكلون حوالي ثلث أهل الضفة وهم يعتاشون ويبنون القصور بصفتهم مفاوضين لتصفية ما تبقى بيد العرب من شبر الضفة وربما توسيع نفوذ الاحتلال خارجها. رحم الله ابراهيم طوقان:
http://www.alriyadh.com/695415
أنتم المخلصون للوطنية ....أنتم الحاملون عبء القضية
أنتم العاملون من غير قولٍ ....بارك الله في الزنود القوية
وبيانٌ منكم يعادل جيشاً ....بمعدات زحفه الحربية
واجتماع منكم يرد علينا.....غابر المجد من فتوح أمية
وخلاص البلاد صار على البا...ب وجاءت أعياده الوردية
ما جحدنا أفضالكم غير أنَّا....لم تزل في نفوسنا أمنية
في يدينا بقية من بلادٍ .... فاستريحوا كي لا تطير القضية
------
وأضيف:
ما لخصمنا عنكمُ من بديلٍ .... في تولّي المسيرة الثوريّة
استمعت لحوار على الجزيرة اختير طرفاه بخبث أخدهم شيخ قال ما مضمونه كيان فلسطين متميز منذ القدم وعاصمته الأبدية القدس. فرد عليه المؤرخ الصهيوني لما سكتم على احتلال الأردن لفلسطين من 1948 حتى 1967 فتهرب الشيخ من الإجابة. ولو قال الشيخ له بدءًا إن هذه هي بلاد الشام منذ افتتحها عمر مرورا بتحرير صلاح الدين وقطز وانتهاء بحفاظ عبد الحميد وأنه يضع تحت قدمية بلفور وسايكس بيكو ووايزمن وخرائطهم لكان جوابه المنسجم مع قناعاته المبدئية على سؤال الخبيث أن الأردن هي فلسطين وأن فلسطين هي الأردن . وأن هذه بلاد الشام وبلاد الشام جزء لا يتجزأ من جسد الأمة الذي يضم وادي النيل والعراق وكل دول المغرب العرب دون استثناء الأندلس السليبة وسائر أقطار الجزيرة العربية. وأنى للشيخ أن يقول ذلك وهو يمثل انهزام أمته في النظر إلى ذاتها بعيون سايكس وبيكو وبلفور ووايزمن ، وتقديس جرائم الحدود التي خططوها لهم وما ترتب عليها من تفتيت للأمة.
لم يكن أي من عمر بن الخطاب ولا صلاح الدين ولا قطز ولا عبد الحميد ولا الشريف حسين ولا الملك فيصل آل سعود فلسطينيا ولا شاميا.
دحلان وأبو مازن وقريع وعريقات ومن مهد لهم ومن يأتمر بأمرهم (فلسطينيون- شبريون) (شبر غزة أريحا) يبرؤون من حيفا ويافا وصفد وعكا وتبرأ منهم حيفا ويافا وصفد وعكا.
وليسوا حتى بلفوريين إذ يسقِطُ عنهم هذا الوصفَ تنازُلهم عن 80% صراحة من بلفوريا.
عندما ينسجم ابن مصر أو اليمن أو تونس مع عقيدته وفكره كمسلم فإنه سيعتبر هذه الأرض المغتصه أرضه وداره وسيتبين أن ما انغرس في ذهنه من أنها أرض أشقاء كلام فارغ.. تماما كما انسجم مع ذاته فضحى لتحرير الجزائر وأفغاستان ( ولا يقلل من تضحياته استغلالها لسبيل آخر) سيضحي وسيحرص على أن تكون في السبيل الصحيح. تماما كما انسجم صلاح الدين الأيوبي مع ذاته. وسيدرك عقم المهاترات بين إعلام الكيانات التي شطّرت الأمة التي أراده الله سبحانه خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقود البشرية إلى الخير.
اطلعت فيما اطلعت عليه من تهاتر بين أجزاء الأمة على افتخار من يفتخر بوجود شرطة في فلسطين عام 1936 قبل كذا وكذا. ومن ذلك افتخار بما كان في فلسطين قبل 1918 قلت له. ما كان قبل 1918 فهو ينسب إلى دولة المسلمين الدولة العثمانية وما كان بعد 1918 فهو ينسب إلى بريطانيا . شرطة فلسطين 1936 هي شرطة تابعة لوزارة المستعمرات البريطانية وكانت مهمتها تمكين اليهود من الاستيلاء على البلاد ومطاردة المجاهدين الأبطال.
سنة 1920 استنكر المؤتمر السوري المنعقد في دمشق مؤامرة فصل جنوب غرب سوريا وتسميته بفلسطين تمهيدا لتسليمه للصهيونية
http://www.dhifaaf.com/vb/showthread.php?t=21535
كيف تم تقديس هذه المؤامرة فيما بعد لدرجة وصلت بنا إلى تقديس التنسيق الأمني. واعتبار من يطالب بحيفا ويافا منحرفا عن الإجماع الوطني ؟ لا يمكن أن ينجز هذا إلا ثورة وأي ثورة.
ثم انظر إلى قصة علم هذا الكيان الذي صمم رحما للجنين الصهيوني الخبيث:
https://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=759546
" في غرفة ما بجنوب غرب لندن، وداخل مبني هو اليوم مقر المدعي العام البريطاني، كان السير مارك سايكس يسارع بطباعة رسالة ما في الثاني والعشرين من شباط (فبراير) عام 1917. هذه الرسالة موجودة اليوم لدي أكثر من جهة،......."
أرأيتم مدى هزيمتنا وتمكن دين بلفور وسايكس بيكو من تنحية دين محمد عليه السلام في الحياة وحصره في نواقض الوضوء. والرسائل المسطحة للعقول الطامسة للفكر على فيس بك وسواه. فإن تحمس المخلصون راحوا يقاومون كلاما وفعلا حسب ضوابط وثوابت سايكس وبيكو وبلفور وعصبة الأمم والأمم المتحدة. إنهما دينان لا يجتمعان في نفس واحدة : دين سايكس بيكو ودين محمد فاختر ما تشاء على بينة.
عندما كان المتطوعون من كل العالم العربي يذهبون للجهاد في الجزائر كانوا يقولون نحرر بلادنا
وحتى عندما اقتضت مصلحة الغرب استغلال الإسلام في أفغانستان كان من يتطوع للجهاد فيها يقول أحرر بلادي. طبعا الفشل لم يكن في ذات الجهاد بل نجاح الكيد في تكويعه . وما كان جهاد أهل ما أسماه بلفور ( فلسطين ) وتضحياتهم بالقليل ولم يكن الفشل لقلة التضحيات. بل لنجاح الثورة في السيطرة عليها وتكويعها واستغلالها في تثبيت دولة العدو على ما اعترفت به الثورة من دولة تراها لإسرائيل. إنها أنجح ثورة في التاريخ البشر فقد حققت أهداف صانعيها الذين صمموها لإنضاج أهل فلسطين للتعايش مع محتل أرضهم، الذي بلوروه لاحقا في الشعار الوقح " حل الدولتين " أي التنازل عما زعموا أن ثورتهم ذات الثوابت قامت لتحريره
ومن يظنني أبالغ فليطلع على قول هاني الحسن :
http://www.cpjo.org/index.php/en/28-2014-05-06-11-43-16/2014-05-06-11-45-59/946-2016-08-29-08-05-40
http://www.khayaralmoukawama.com/DETAILS.ASP?id=9383¶m=NEWS
http://wecanlp.com/index.php/2017-02-23-19-06-31/item/1752-2017-09-22-09-55-25
" في نهاية عام 1989 وتحديداً في 11/12/1989 نشرت اليوم السابع محاضرة هاني الحسن في لندن في الجمعية الراديكالية وهي (مجلة تصدر في باريس) وبتمويل من منظمة التحرير ورئيس تحريرها السيد بلال الحسن شقيق هاني الحسن، وكانت المحاضرة أمام جمهور الجمعية الراديكالية في لندن بعنوان (الطريق الصعب للوصول إلى حل سياسي عبر التفاوض مع (إسرائيل) والتي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية العربية، يقول هاني الحسن في هذه المحاضرة: (أستطيع أن أقول لكم بدون خوف من الوقوع في تناقض بأن هؤلاء الذين يشكلون قيادة التيار الرئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية كانوا (منهمكين) في الجزء الأكبر من السنوات العشرين الماضية في صراع حياة أو موت لتحضير الأرضية من جانبنا للوصول إلى حل سياسي عن طريق التفاوض مع (إسرائيل). إن الحقيقة التاريخية الموضوعية هي أنه منذ عام 1968، أكرر 1968 بدأ ياسر عرفات وأولئك الذين كانوا زملاءه الأساسيين في فتح، بدأوا يستوعبون الواقع ... أي الحاجة إلى حل سياسي إنساني لنزاعنا مع (إسرائيل). "
***
نحن أمة مخدرة مضبوعة . ستتوالى عليها الصدمات والكوارث حتى تفيق. والآتي أفظع.
" فإن تولّوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم "
" وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال "
" إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
صدق الله العظيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.