القرية المهجورة

هي أعجوبة الزمان كانت

في عرصاتها غنت الأطيار

نيسانها حقول تموج سنابلا

سنابلاـ سنابلا

و أرض تغني جداولا

جداولا ـ جداولا

اسألوني عن نشوة الفرحة

حين البذر حين نضج السنابل

حين يستحصد زرعها

اسألوني عن لقاء الأحبة

ـ في أعيادها ـ

اسألوني عن الطفولة فيها

براءة ٠ركض٠عويل٠عناء

انتظار٠قهر٠سذاجة واحتقار

نظرة تتيه نحو رغيف

نحو لباس غريب

نحو نعل مرمم

نحوكتاب وقلم ومحفظة جميلة

نحو مرشد مقتدر.

كل هذا غريب عن قريتنا

جميلة البكور والآصال

والصيف والربيع

حدود دنيانا كانت قريتنا

كنا نظنها رحبة بلا حدود.

الآن توارى فجرها في ليل الدهور

بسط سندسها صار حطاما

ونسيم الصبح أضحى غريبا

أربيبة الزارع هلا سألت الساعد هل كل؟

أم بوابل من الرصاص رميت؟

أم أصابك قحط،أم شبت قبل أوان؟

أين حارتي؟أين لعبتي؟

أين البلابل والسنابل والبكور؟

أين النشيد؟لماذا توارى؟

أتراه يعود بعد حين؟

من يدري؟

عيناي تائهتان في الأفق

ترى عماذا تبحث؟

أعن أحلام طفولة تختفي خلف التخوم؟

لا،لا تسألوني السر في ذي الحياة

ففي الأبدية فصل الخطاب

حيث يطل الصباح

صباح جديد،صباح وديع

صباح ـ صباح

جديد وديع

آه، توارى فجري خلف السكون

لما انقضى عهد القرية السعيد

ودفن الدهر حتى الذكريات

إلا الحنين ظل يندب

فيصغي لأصدائك الجميلة

في كل أصوات الوجود

في صور الطبيعة،جميلها وقبيحها


وحتى في ظلمة الليل الحزين،وفي مشهد

الغاب الكئيب.

قريتي سيظل هذا القلب

يعبد ذكرياتك،لايمل،ولايميل

هاحولك الفتيان يحاولون استرداد

الربيع المفقود.

لكن هيهات . . .هيهات

وأعز ما سأكتب ،إن عدت يوما

قريتي ... قريتي...

نظمت هذه القصيدة إثر نكبة قريتنا - تايرزة - بفيضان الوادي المجاورلها وادي * تنكرفة * وتركت في نفسي أثرا لاينسى ، كان ذلك شهر نونبر من سنة 1989 إحدى قرى تنجداد جهة مدينة الرشيدية بالمغرب الحبيب.