مكاشفة

مكاشفة
***
ليس عندي أيّ شيْ
لؤلؤٌ ، قمرٌ جميلٌ
أو غناءٌ فوضويْ
***
لم أكن يومًا غنيًّا
أشترى الأحلامَ
بالورقِ المسمى ( بنكنوتًا )
والمعالي تحتويني والحُليْ
***
أو أميرًا
والجواري مثل عنقودٍ تدلى
حيثما أرنُ يهبني
ما أُمنِّي
أيَّ شيْ
***
أو شهيرًا
تسرعُ الأثداء حولي
من جميلات ٍ
قبيحاتٍ
طهوراتٍ ، بَغِيْ
***
لم أكن يومًا عظيمًا
باختراعاتٍ
أضاءتْ هذه الدنيا
وزانتْ مِرفقيْ
***
لم أكن يومًا رسولا
والسماواتُ اجتبتني
بالفتوحات ِ اصطفتني
كالنبيْ
***
لم أكن يوما إلها
والأراضين احتفت بي
مسجدًا في كل حيْ
***
غير أني
مذ ولدتُ ..
لا أرى الإ التساوي
يجمعُ الأضدادَ حَولي
والرضا بالكونِ
موجودٌ لديْ
***
لم أفرقْ
بين ما في الأرضِ
من جنسٍ ولا دينٍ
ولا عِرْقٍ سَميْ
***
ليس يُعنيني
أكان الخلُّ شيخًا
في الزوايا طاهرًا
أو وثنيْ
***
صار حبُّ الكونِ
أحلى من قطافٍ
وارفٍ زهرًا نديًا
فوضعتُ العطرِ
بوحًا في ضميري
والمثاني تنتشي
في أصْغريْ
***
بيد أنِّي
كان يدمي ، دهشة الفهد المغمى
في الخطايا
ذلكَ الموتُ اجتهادا
حاضرًا ، أو غائبا
دوما يكون
السِّرَ في هذا التخفي
ناهدٌ وَلِهٌ طريْ
***
عندما حطتْ
على قلبي يمامًا
هذه الأنثى استحالتْ
نجمةً في مفرقيْ
***
عندها أيقنت أني
صرتُ ربًّا
والثريا في يديْ !
***
عندها أيقنت أني
صار عندي كلُّ شيْ !
***
شعر عاطف الجندي
* من ديوان بوح المدى

دمت رائعا أيها الصوفي !

ذكرتني بابن عربي الصوفي الكبير - رحمه الله .

و تذكرت على الفور عند قراءتي هذه القصيدة قصيدتك الأخرى عن أشواق الجازورينا ففيها الإيقاع القوي .. و التصوير الغني .. أيضا أيها الفتيّ

دمت بكل خير و دام الإبداع أيها القدير .