عزف الغياب
غيمة تهمي على وجه الأرض تغسل وجه الصباح تفترش يومها على أعشاب الحنين ,الأمنيات أصبحت تتغني على وتر الغياب ,وجع الانتظار يكاد يٌبعثرها يٌربكها ,تقودها خطواتها لذلك الرصيف المرتجف كعادتها كل صباح وحضورها لذلك المَرجٌ الأخضر,ليستقبلها ذلك الوادي مع أصداح البلابل وصوت الثٌغَاءٌ, مع قهوتها الصباحية,,وذلك الموال الذي يلازمها لسنوات طوال كعشبة صبر تٌهدي به روحهاالمتناثرة بين لظى الإنتظار..
تٌسقيها بين الفينة والأٌخرى ببعض ملح المدامع لتعكسها جواهر تتلألأ على دفة المعطف وهو يتماوج بين الإبرة والخيط. وهي تقتات على نبض الوقت وتعاقب عقارب الساعات.
تهديهاالساجعات هديل الصباح وكأنها تشاركها ذلك الموال المحبب وتقاسمهاالهموم من فوق غصن عالي يتهادى بين كفة الهواء وعزف الغياب يتسكع في الطرقات..
تنسج من تلك الخيوط الصوفية معطفا لقدوم الشتاء وكلها أمل أن تهديه إياه يمر بها ذلك الحطاب الذي إعتاد وجودها بين الحقول الخصبه تحية صباحية يٌلقيها عليها سائلا أماعاد ؟ تجيبه وكلها أسى مٌختلط بإبتسامة الفرح بتلون الخيوط بين يديها أملاً-.سيعود لابد من ذلك التجنيد الإجباري .
وقبل أن تنهي كلماتها مع ذلك الحطاب يمر ساعي البريد محملاً بالعديد من المظاريف وتسأل أليس لي رسالة تحملها معك لي من بين هذه المظاريف ؟ وأدركت وقرأت ذلك في جواب وجهه بأنه لايحمل بشرى خير !.قضت جل وقتها بين تلك المٌروج وهي تناظر الغيم وتردد ذلك الموال الذي إعتادته إلى أن جاء المساء يجر خطواته متثاقلاٌ ليستقر على صفحة الكون بعباءته السوداء,تعود لصومعتها ذلك الدار الذي إٍمتلأ بحبات الغبار وتلك الشقوق في كل مكان تتأمل طويلاً تلك الصورة القابعة بذكرياتها على ذلك الجِدَارُ المتهالك ,تفتح المذياع لسماع بعض الأخبار متجهة بخطواتها نحو النافذة وهي تناظرهدوء السماء لتكمل حياكة ذلك المعطف على أضواء خيوط القمر وهمسات حفيف الأشجارتٌسمع سكون الليل ,يٌعلن المذيع إنفجار لغم يؤدي بحياة خمسة من الأشخاص المجندين وهم في طريق عودتهم إلى مقرهم ومن بينهم ذكر أسم إبنها الذي انتظر ته طويلا لتاتي النهاية محملة بجراح الأسى ,ترتجف أوصالها تتماسك تنظر لذلك المعطف الذي قطعت خيوطه لتنثره مع تموجات الرياح لتلقي به بين مروج عزفت نهاية الإنتظار,,ثمة حزن يسكن أهداب الليل, وللنسيان موال يرتطم بنبضات القلوب..