بيك اب

لا احب ان تحدثني بهذا الشكل قبل الزواج ...
صاحت في وجه خطيبها قبل ان تغلق المكالمة في وجهه...
يزفر بحرقة قبل ان يتقبل مضطراّ ابتعادها عنه بضعة اسابيع قبل ان يعود لمصالحتها بناءاّ علي ضغط الاهل ...
كلاهما يري الاخر علي خطأ...
هو يريد ان يتبادل مع تلك الفتاة التي اختارها قلبه اي كلمة رومانسية تهبه دفعة قوية لاستكمال تكاليف الزواج و تقصر فترة خطوبتهما ... و لا يري بأساّ مادامت تلك الرومانسية بعيدة عما يغضب الله اويغضب اهليهما ...
و هي تري انه ليس من حقهما مجرد التفكير في اي شئ ماداما ليسا زوجين ...
لم يجد معها حلاّ غير الصبر ... و تقبل تعنتها بعد ان استشار أحد الشيوخ والذي لم يخطئها و لم يشهد بأنه علي صواب .
لكن ما فعلته هي لم يتقبله ...
في البداية فرحت للغاية ...
لقد وضعت هي القواعد وها هو ينصاع لها ...
اخذت تمني نفسها بالكثير من النفوذ و السطوة ...
اخذت تحاول و تحاول ...
و هو يستمع لمحاولاتها تلك و لا يعلق ...
فقط فتح لها قلبه الممتلئ برصيدها من الحب .
وقال لها اسحبي منه كما تشائين ...
ازدادت سعادتها ...
هرولت بسرعة في طريق لم تدرك ان في نهايته فخاَ
و لم يتبرع هو بأي توضيحات.
فقط قابل والدها و اخبره ماذا يدور في ذهنه ...
و لأنه يعلم ابنته جيداَ وافق الاب ...
صوته المرتبك حينها و دمعته النادرة انسابت رغماَ عنه ...
و كانت هي اخر من تعلم ...
لكن روح الابوة انتصرت في النهاية ...
مضي اليها و صارحها بكل شئ ...
فانطلقت لخطيبها ...
لم يكن كلامها عتاباَ او لوما َ
بل كان نية خالصة في انهاء اي علاقة بينهما ...
ناقشته ...
و الغريب انه اقتنع بسرعة ...
كلمة الاعتذار التي خرجت من بين شفاهه تعترف بأنه لم تأخذه العزة بالاثم ...
ربما حاول فتح المناقشة في دوافعه حتي تقتنع انه ما كان ليفعل اي شئ لولا حبها المتغلغل في قلبه ...
امتص غضبتها بكلماته التي يحلم مجرد حلماَ بسماعه منها تتفوهها ...
رق قلبها لاجله و هي تنظر اليه كأنها المرة الاولي ...
كم هو وسيماَ ..
و كم هو رجلاَ ...
الرجل الحق لا يخجل من الاعتراف بخطئه ...
تريد ان تقولها له الان ...
تريد ان تقاوم خجلها و كبريائها و تهتف بأعلي صوتها ...
بحبك ...
بحبك ...
بحبك...

- ما معني بيك اب؟
نظرت له في اندهاش و هي تعجز عن الاجابة ...
لقد سمعها تقول بيك اب ... فماذا تقصد بها ...
ابتسمت في خجل مضاعف ...
لقد تغلبت الكلمة عليها فنطقتها همساَ فلم يسمعها بوضوح ...
بيك اب...
بحبك...
اتسعت ابتسامتها و هي تكرر الكلمة أكثر من مرة بصوت عال...
ينظر اليها في دهشة وذكاءه لا يسعفه لتفسير احمرار وجهها وهي تردد كلمتها ...
لكن صورتها الخجلي و التي زادتها جمالاَ جعله هو الاخر يردد الكلمة خلفها ...
و ابتساماتهما تتزايد رغم عدم معرفة احدهما بأنه قد وصل لمبتغاه ...
لكن يكفي معرفة احدهما بمفردات اللغة المشتركة ...
ويكفي انه يرددها رغم انه لم يستطع تفسير لماذا صارت تقولها له في كل وقت ...
لكن مادامت سعيدة و هي تقولها فليشاركها تلك السعادة .
رغم انه مايزال يحلم بكلمة حب يسمعها منها .