ريهام

ريهام

- إذن أنت لا تغضبين حين أناديك بالبطة ؟
أقولها بإهتمام شديد منتظراَ إجابتها علي نار جمرة متلهف ...
و ترفع عيناها الجميلتين و تضئ ملامح وجهها بإبتسامة فمها الذي يشبه بالفعل وجه البطة في رسومات ديزني ...
- علي الإطلاق ... بالعكس ... أحب سماع إسم بطة خاصة ممن أح ...
أقصد منك ...
لم يفت علي و يمر بسهولة إرتباكها و لا كلمتها التي بترتها ...
إذن فأنا في موقع خاص لديها ...
موقع يجعلني قوي بأمل لذيذ أنها ستكون ملكي في يوم من الأيام ...
كل هذا الجمال سيكون يوماَ بين يدي ...
كل هذه المشاعر سيتمتع بها قلبي حين أمسك بعيني نظرة من نظرات عينيها ...
حتي شعرها المنسدل بعضه في حرية تحسده عليها الخصلات المقيدة و المحبوسة في هذا القيد الحريري و الذي يجمع ما يجمع من شعرها ...
و لجمال عينيها لم تستطع عيني ملاحظة بقية جسدها ...
لا يهم فليس جسدها ما جعلني أهيم عشقاَ بها ...
حتي إنني لم ألحظ مقدار فارق الطول بين إرتفاع رأسينا عن الأرض ...
و لكن حتي كعب حذائها العالي لم يقف حائلاَ أمام جمال عينياها ... مازالت أقصر مني ...
و مازالت أجمل قداَ و أرشق إهاباَ ..
- هل ستطيل النظر إلي هكذا ؟
إقتلعتني من أفكاري برقة فكأنما ألقت بدلو ماء أخذ منه الثلج و أعطي ...
و ينتفض رأسي بقوة عائداَ إلي أرض الواقع و أنا أخشي و أرهب لحظة مثل هذه أفيق منها علي نار ملتهبة يطفئها واقع أليم بقسوة ... و يالها من قسوة ...
تلك التي تذبح القلب المرهف بسكين الحقيقة ...
- إلي أين يذهب عقلك ؟
تنازل قليلاَ و عش معنا بعض اللحيظات علي الأرض ...
بإبتسامتها الرقيقة تقولها ...
و أسنانها البيضاء تجعل كل حرف من الكلمات يتلألأ ببراءة طفولية محببة يبعثها ذلك الوجه المرسوم بريشة ساحرة لتجعل أسطورة جمالها خالدة ...
و يتلهف قلبي ليرد عليها بأي كلمة حتي و إن نطق كفراَ ...
و يدفع لساني الذي إلتصق بمكمنه كاسراَ قيد سيطرتي عليه ...
و لكن إحساساَ رائعاَ ينتاب كل خلجاتي ...
إنها تحادثني ... انها تتبادل الدعابة معي ... إنها تبتسم لي أيضاَ ...
ربي ... هل أستحق منك كل هذا العطف ...
إنه يكفيني فقط أن تكتحل عيني برؤيتها و ما أظن قلبي يقوي علي هذه الجنة فما بال بالمزيد ...
أه لو تسمح لي بالحصول علي صورتها لتظل معي كلما أستبد بي الشوق لرؤيتها ...
أه لو تحنو و ترضي حتي أرسم لها بورتريهاََ أضعه بجوار ذلك الذي حفره الحب داخل قلبي ...
اه لو كانت كل المشاعر التي أحسها حقيقة تجد إنعكاساَ عندها حتي و لو كان مزيفاَ...
أه أيها الحب من عبثك ... بل أه من أحكامك و تقديرك ...
أه من الأقدار و ما تخبئه لنا ...
أه من إرهاصات المشاعر و ما تفعله بقلب لم يخرج من شرنقته إلا الأن ...
- سأتركك و أذهب ... الي اللقاء ...
مضت من أمامي و أنا مازلت علي حالتي ... أفكر ...
إنها بالفعل إرهاصات ...
حبها ....
جمالها ..
برائتها ...
وجهها ...
لا ...
لن يكون اسمها إرهاصات ...
و لا بطة ...
سأبحث عن إسم أخر يصف محبوبتي ...
ليكن أسمها قطرات المطر ...
قطرات ضعيفة صغيرة القطر ... ذات ملمس ناعم ...
محبوبتي رهام ...
هل يمكن أن تطفئي الفحم الملتهب الماثل أمامك ؟
ليتك تفعلين ...
ريهام ... أين أنت ؟
لقد ذهبت ... تركتني وحيداَ ...
فهل تعود ...
من بعيد ... تحتضن أصابع ريهام أصابع يد خشنة بعض الشئ ...
يسألها صاحبها في إهتمام ...
- ما الذي تتحدثين عنه مع ذلك الغبي ؟
ترد و عينها تنسدل قليلا لتذهب بعيدا ...
- ألملم منه بعض الحب الذي تبخل علي به ...
يضغط أصابعها في قليل من القسوة فتئن ألماَ ... يبادلها بإبتسامة إنتصار...
تحاول نسيان ألمها قبل أن تستعيد إبتسامتها و هي لا تقاوم جذبه ليدها ...
فقط ... تحاول أن تضغط علي رغبتها في إلقاء نظرة علي الفتي ...
قبل أن يبتعد تماماَ عن نظرها .