عاشوراء

عاشوراء

كلاهما يمضي إلي مصيره مؤمناَ أن هذا قدر الله و لا مفر من تنفيذه طوعاَ او كرهاَ ...
فأختاراه طوعاَ... حتي و أقدامهما تئن تعباَ من كثرة السير ...
يمتلئ قلبيهما بالإيمان ... و تضج عروقهما بدماء الشباب ...
كلاهما ينفض عنه أصحابه خوفاَ ...
الأول تلفحه النيران التي أخذت في الإحمرار تصافحه إبتسامات الموت ...
و الأصوات تتعالي مطالبة برقبته ...
و الثاني تلتمع في عينيه وميض السيوف ...
لا يمكن لمن أرتبطت روحه بالحياة أن يخشي من الموت ...
أو يستطيع الأستمرار في بيعته للنهاية ...
أو يشغل باله في هذا الموقف بتنقية قلبه من أي غضب أو سخط علي أي شخص ...
كلاهما يسمو بنفسٍِ هي أصلاَ سامية ...
و كلاهما يأتي إليه من يحدثه فيكون ردهما بأن الله معهما ... و يتذكر ...
- كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ...
كلاهما يتقبل الموت بإبتسامة راضية ...
أحدهم تترنح خطواته قليلاَ ...
و إن كان الفخ قد اتضح له أنه فخاَ...
و إن كان الناس الذين بايعوه علي الموت تحولت أياديهم التي أحاطت بالقرأن يقسمون عليه إذهب أنت وربك فقاتلا فنحن معك مقاتلون إلي أياد تلوثت بدماءه ...
يتأمل السيوف حوله و يبتسم ...
تتصاعد الصلصلات و هو يقاتل كما لم يفعل من قبل ...
لو كانت تلك هي المرة الأخيرة التي يمسك فيها سيفه فليشهدهم أي الرجال كان ...
كان ؟!
تدوي الكلمة في رأسه وهي فرصتي أّن ليعلموا من أنا ... الكلمة تهبه قوة فوق قوته ...
و رائحة الجنة تضح له من بعيد ...
يحاول الإنطلاق نحوها ... يمنعونه بسيوفهم ... كأنهم يقولون لن تمر دون مقابل ...
تمت الصفقة سريعاَ ... رقبتك مقابل الجنة ...
يالهم من خاسرين ...
يختار الجنة و هو يلقي بنفسه وسط أتون السيوف الغاضبة َ...
- كلا ... إن معي ربي سيهدين ...
و السيوف تعمل في جسده بكل ما تحمله من حقدٍ ...
- كلا ...
و الأيادي تتلطخ بدماءه أكثر و أكثر ...
- إن معي ربي ...
و الناس تهتف ... قتلوا الحسين ... قتلوا الحسين ..
- سيهدين .