تكفير

تكفير

لم يكن هذه المرة يشعر بنفس الإحساس عندما كان يمسك قلماَ ليكتب ...
لم يكن يشعر به صديقاَ ... بل أخر يقتاده جبراَ ... بعد كم خداع لمصير مجهول تأتي زوجته لتحتضنه من الخلف ...
- لن أتركك ... ليذهبوا جميعاَ للجحيم ... لم يستطيع أحداَ أن يفرقني عنك ....
من وسط بركان تهدجات صوته تميز بالكاد ...
- هو فعل ...
كمجرم  يحزم كتبه و يرحل متخفياَ ...
و فقط وحدها تدوي عبارة ترددت في فيلم مصري دوت في أعماقه عندما وصل للحدود ...
لن تستطيع حبس الأفكار ...
الأفكار لها أجنحة ...
تلتهمه الغربة ... إصرار الجميع علي مناداته بالمفكر العظيم يجعل حنقه يزداد ...
يتأمل قلمه و شعوره بالغضب و الكراهية نحوه يتزايد بدوره ...
هل كان سبباَ في اتهامه بالكفر ...
هل كان سبباَ في تفريقه عن زوجته ...
هل كان سبباَ في غربته عن وطنه و عن كل من و ما يحب ...
تتساقط نقطة حبر من القلم كأنه يبرئ نفسه من كل هذه التهم ...
لكن هذه المرة لم يسمع غير دوي قراره ...
- لن أتراجع ... سأشتري قلماَ جديداَ.