لست أراك

تشعر بغربة بينها و بين نفسها ... و بينها و بين كل شئ في غرفتها التي صادقتها طيلة عمرها ... حتي المرآة التي تقبلها بعينيها كل يوم ... فشلت في أن تشعرها ببعض الألفة ...
يدها تمتد لتخلع حجابها ... تلمسه بالفعل ... تقبض أصابعها علي أطرافه ...
و لكنها لا تقوي علي استكمال ما فعلته مراراَ ... تتركه ....
و تبدأ في خلع ملابسها كلها محاولة ترك الحجاب ...
و ما أن صارت كما أرادت نزعت حجابها بعنف ... لتلقيه أرضاَ بعنفِ أشد ...
تقترب بكتفها تكاد تلامس المرأة ... تتأمل أثار أصابعه ... تتخيل الإحمرار البسيط و الذي تلاشي بالفعل أو كاد براكيناَ تشتعل ... و تحرقها حرقاََ ... تحاول أن تقاوم صورته التي أخذت تحتل المرأة بدلاَ من صورتها ... تحنقها إبتسامته الممتلئة غروراَ ... تحاول أن تتجاهلها ...
تحاول ان تحفر شبح إبتسامة علي شفتيها هي ...تحاول أن تفكر في أي شئ أخر ...
تتذكر عندما إقترب منها بشدة ... عندما حاولت ترويض دقات قلبها المتوحشة ...
عندما أرتجفت خشية ضياع لحظة واحدة من عمرها و هو معها ... تسمرت ...
إستسلمت لنظراته تخترق بقوة رغبتها كل ملابسها ...لم تهتم ...
فقط إبتعدت و حجمها يصغر شيئاَ فشيئاَ ...
طاردها ... دافعاَ داخلها جعلها تبتعد ...
لكن إستثارة دافع اخر ضمن له النصر في تلك الجولة ... بمجرد دبلة تزين اصابعهما استطاع الحصول علي كل شئ ... و عندما أفاقت ... و عندما أحست بأنها قد خدعت بأسم الحب ...
و عندما تنازلت عن مبادئها كعقد إنفرطت حباته ... هرولت ناحيته ... أصابعها تمتد الي الدبلة ... توقع ما ستفعل ... فوجئت بدبلته تدفع دبلتها لتعيدها مكانها ...
إحتارت عيناها في تفسير نظرة الإستمتاع بالهواء يداعب أصبعه الخالي ...
هذه المرة كانت دوافعها للهرب أكبر من دوافعها للبقاء ...
و هذه المرة لم يتجشم عناء مطاردتها ...
تركها لنفسها ... تركها تحاول البحث عن مكان تختبئ فيه بدلاَ من أحضانه ...
طاردتها ذكرياتها ... كيف تنسي ...
كيف تنزع بصمات أصابعه من علي يدها ... كيف تغطي جسداَ تهرأت جلوده ذاتها ...
تتأمل كتفها ... و أثار أصابعه ...
عندما وضع يده عليها لم يكن يحتويها ... بل كان يعلن سيطرته عليها ...
كان يتملكها ...
تأملت نفسها ...
لا يمكن ان تلغي بيوم واحد سنوات عمرها ...
اخطأت ... لكنها لن تكررها ...دموعها تنساب كأنها تطهرها ...تركتها قليلاَ...
تراقب المرآة في اصرار ... لن تهزمني ... لن ...
نظرتها للمرأة تغيرت ... صارت نظرة تحدي ...
وجهه الساخر و إبتسامته الظافرة تهتز لتحتل صورتها المرأة بالكامل ...
وقتها ... إنهمرت دموعها هذه المرة غزيرة كأنها تغسل جسدها كله ...
قبل ان تعيد إرتداء ملابسها ...
و تبدأ أولاَ بالحجاب .