عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
أن تكن أنت Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
أن تكن أنت Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
أن تكن أنت Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
أن تكن أنت Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
أن تكن أنت Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
أن تكن أنت Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
أن تكن أنت Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
أن تكن أنت Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح شاعر فلسطين الكبير محمود درويش / د. لطفي الياسيني
أن تكن أنت Icon_minitimeالخميس يناير 26, 2023 1:11 am من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 أن تكن أنت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
policy122
أديب
أديب
policy122


الدولة : مصر
السرطان الديك
عدد الرسائل : 114 42
الهواية : قراءة - شطرنج - كتابة - سفر
نقاط : 282 تاريخ التسجيل : 01/08/2010

أن تكن أنت Empty
مُساهمةموضوع: أن تكن أنت   أن تكن أنت Icon_minitimeالأربعاء يناير 21, 2015 12:06 am


1 - كيان :
فتح عينيه ... و لثوان ظل نور الغرفة يغرس أشواكه في عينيه حتى اعتاد عليه ... اعتدل في فراشه ... اعتصر فكره محاولا مقاومة فراغا بدا له كبئر عميق يغوص فيه ... و بين جنبات البئر تقلبت أسئلته ... أين أنا ... من أكون ..
- أنت صحيت يا بطل .
رغم رقة صوتها إلا انه التفت لها بحدة أجفلتها ... و رغم ذلك تمالكت نفسها كمن اعتادت المفاجآت ... و ابتسمت ... تأملها في صمت ... فتاة حسناء ترتدي الزي المميز للممرضات ... هو في المستشفي إذن ...حادثا علي الأرجح ... و لكن لماذا ؟!
و كيف ؟!. ... تكرر السؤال في ذهنه ... من أكون ... هل افقدني الحادث ذاكرتي ؟!... ترتبت أفكاره بسرعة خلقها إحساسه بالخواء ... وبأنه لا يملك نعمة الماضي و ترجم لسانه في الحال ما يفكر فيه ..-تعرفي أنا مين ؟!... حافظت علي ابتسامتها متلألئة و هي تقول بفخر .. :-أنت البطل ...
نظر لها كمن يرغب في إيضاحات اكثر ... لكنها سألته في اهتمام :- -أزاي عضلات صدرك دلوقتي ؟!... و أخبار التمزقات إيه ؟!...
سؤالها جعله يأخذ شهيقا شعر به يملا صدره .. كل صدره ...و ... يصل إحساس الألم إلى الدرجة القصوى .. آلاما رهيبة غطت بصوتها علي أي صوت ... امتدت يده تتحسس صدره ... أزعجته الضمادات التي تلتف حوله ...لمسته بحنان : --ما فيش داعي تجهد نفسك ... أسبوع بالكثير و مش ح تحس بالآلام دي مرة تانية ... الحادثة ما كنتش سهلة ...
نظر لها و العرق الغزير يكاد يمنعه من الكلام ... ابتسامتها لا تبغي عنها استقلالا ... أرادها أن تتحدث اكثر ... لكن اصابعها امتدت بمهارة لتغرس في ذراعه محقنها ... تاركة المخدر يسري في دماءه بهدوء ... و كل ذرة في عقله تذهب إلى عالم اللاوعي ... وسؤال واحدا يطرق لسانه و تردده شفتاه ... -أنا مين ... أنا مين ...ثم غاب عن الوعي تماما.

2 - اسم:
هذه المرة لم ينطلق عقله للبحث عن أي تفسيرات ... بل انشغل فور استيقاظه بصورة فتاة تم وضعها بجواره ... و بجانب الصورة وردة حمراء ... امسك كلاهما بأصابعه ... عيونها تحتضن عينيه فتجبره ان يغوص داخلها برفق و دعة ... و تجعله يرتاح و يطمئن ...
-أخبارك إيه دلوقتي؟! ... و كأنه يحلم ... كانت هي ... و اقتربت منه ... و أمسكت أصابعه بأصابعها ... و تناولت الوردة ... رفعتها لتقبلها ... ثم اعطتها له ...
- ما قولتليش ... أخبارك إيه دلوقتي؟!
ابتسمت عيونه ... فقد كل رغبة أن يتحدث ... فقط ... ينظر لها تاركا قلبه يعزف سيمفونية السعادة ... -يعني عايزة يكون معاه ملاك زيك و يفضل تعبان ...
رفع رأسه ليري وجه امرأة تنطق الطيبة من كل تقاسيم وجهها ... و اندفعت الفتاة نحوها بفرحة تشوبها لمحة خجل و هي تقول : - ماما ... ازيك ... وحشاني قوي ...
احتضنتها الأم ف حنان ... و هي تتأمله في سعادة ... و تقترب منه في هدوء... كم يتمني ان تكون له ام مثلها ... لكن ... -انتو مين؟!
تفجرت قنبلته مدوية ... نظرا له غير مصدقتين انه بالفعل يجهلهما تماما ... و يجهل علاقتهما به ... لقد خمن أن الأولي خطيبته أو زوجته ... ولكن ماذا عن الثانية ؟! ربما كانت أمه ؟!
دموعهما انسابت علي الخدود كأنها ترفض التصديق ... لكن رغبته ان يعرف من هو جعلته يرتفع بصوته اكثر عسي أن يقفز فوق موجة مشاعرهما تلك :
-أنا مش عارف انتو مين ... ولا أنا ابقي مين ...ولا إيه اللي جابني هنا ... حد فيكو يقول ليا أنا اسمي إيه ... و لكن صدمتهما كانت اعلي صوتا .

3 - كراهية:
-يعني أنت مش فاكر أي حاجة خالص ؟!
بحركة عصبية سحب يده من أصابع الدكتور التي تقيس نبضه و هو يهتف بغضب :- كام مرة ح أقول لك يا دكتور أنى مش فاكر أي شئ ...
ربتت الأم علي ظهره بعطف يكفي الدنيا و يزيد ... فهدأ قليلا .. و نظرت الفتاة الي الدكتور متسائلة :
- ممكن يا دكتور تفهمنا هو عنده إيه بالضبط ؟!
أخذ الدكتور نفسا عميقا قبل أن يجيب :- -ما فيش أي مشاكل عنده ... هو ح ترجع ليه الذاكرة بكل بساطة لكن واضح إن الصدمة شديدة ... بالذات علي أعصاب المخ ... فهو دلوقتي في فترة راحة ... يعني كلها كام يوم و يرجع ليكو زي الأول و يمكن احسن ...
-و أنا ؟!...نظروا جميعا له و الأم تقول : - انت ؟!... أنت إيه.؟!... -أنا ح أروح فين ؟!
نظر له الدكتور في دهشة و هو يقول :- تروح فين يعني إيه ؟!... ما هو أنت ... تبقي أنت ... و ح تبقي أنت ...
صمت ... نظر إلى الدكتور كمن ينظر إلى جلاده ... بكل بساطة وقع حكم بإعدامه ... بكل برود ذبحه ...عندما ترجع له ذاكرته لن يكون هناك ... سيكون بكيانه الماضي .. . إنسانا له ماضي و له مستقبل ... لكن ليس له أي وجود حالي ... كأن كيانه الحالي هذا لا يهم ....أو لا وجود له ...
اطرق برأسه مفكرا بعد انصرافهم ... هل يستسلم ؟!... لا ... انه موجود ... و لابد أن يدافع عن وجوده هذا ... لابد أن يدافع عن كيانه ... مادام له كيان ... و لكن القرار صعب ... هم يريدون شخصا ما ... شخصا لا يحس نحوه بأي ألفة أو محبة ... بل علي العكس ... لقد عرف منهم الكثير عن ماضيه ... و كل لحظة تمر يجد نفسه حاقدا أشد الحقد علي ذلك الماضي الذي يمتلك حوله كل هذا الحب ... و هو لا ... لا يملك أي شئ ... لا تاريخ و لا حتى اسم ... لم يهتم أحد بأن يعطي له اسما .. كأنهم اتفقوا جميعا علي حكم الإعدام ... و بقيت لحظة التنفيذ ... و بدأت كراهية ما تبذر بذورها في قلبه ... و يقترب موسم حصادها في كل ثانية تمر عليه ... هو لا يريد أن يموت ... ليكن ما يكون ... لكن من حقه أن يحيا ... هو يريد أن يحيا ... فلماذا يعملون بكل همة علي أن يموت ؟!
انهم يكرهونه .. فكيف يحبهم ... لكنه اكثر براءة منهم .. علي الأقل ...هو لا يعمل علي إزهاقهم روحهم .

4- حياة:
-أنت ليه بتعمل في نفسك كده؟
سألته الممرضة هي تجلس معه يراقبان غروب الشمس من شرفة غرفته بالمستشفي ...
نظر لها بصمت و قلبه يحاول كتم انفعالاته حتى لا تجد لها منفذا علي وجهه ... جاهد كثيرا لكي يرسم ابتسامة علي وجهه:- -أنتي شايفاني بأعمل إيه ؟
ترددت قليلا ... ثم أخذت قرارها ... بأصابع هادئة مست وجهه و هي تقول بحنو :- أنت بتموت ...
أستسلم تماما لأصابعها ... ربما ارتياحا لوجود شخصا ما يشاركه مشاعره التي يرفضون الاعتراف بها ... ربما وجد لنفسه كيانا جديدا في نفس أحدهم بدلا من كونه حياة احتياطية أو ترانزيت لحياة أحدهم ... لماذا يضحي بنفسه ؟!من أجل ماذا ؟!... و هل يستأهل هذا ال " أحدهم " هذه التضحية ؟!اقتربت بشفتيها ... وكل ذرة في جسدها ترغبه و تشتهيه ... و كيف لا و هو البطل ... بطل أحلامها ... ذلك المثال الحي لعنفوان الرجولة و الشهامة التي طالما حلمت به يحتويها بين ذراعيه ذات يوم ... و ها قد أتي ذلك اليوم .. .و صار حلمها بين ذراعيها وليدا يبغي أحضانها مهدا ... ما هي إلا لحظات و يوقعا بالشفاه عهدا مقدسا مدي العمر ... وامتدت ذراعها تحتضنه مكتفية ولو بلحظة من العمر تشعر فيها أنها هي ... وأنها أنثى ... و أن حلمها الذي عاشت لأجله قد تحقق أخيرا ...
و انطلقت بقلبها في سماء أخري و في دنيا أخرى و هي تتغنى كلما اقتربا اكثر و اكثر :
- المهم أن يتحقق ... لا أن يستمر .

5-حرب:
- لا ...
صرخت الفتاة بغضب و هي تقتحم الغرفة منتزعة إياه من بين ذراعي الممرضة التي عضت شفتيها بمرارة و الحلم تراه بعد أن تراصت سنواته يتهدم في لحظة واحدة ... نظراته الغاضبة و الحانقة أدهشتها ... ربما اكثر من دهشة الفتاة التي كانت تتوقع منه خجلا ...أو انكسارا ... كانت تتوقع منه طلب الصفح و المغفرة ... لكن مبادرته لها بالهجوم فاجأها حقا ...-انتي بأي صفة بتفسدي لحظة سعادتي؟!... -أنا حبيبتك ...!!... -و أنا مش بحبك !
و كأنه صفعها بعبارته ... تراجعت و الصدمة تنسج حولها خيوطها المتشابكة الثقيلة ... شعرت كأنها تقف علي حافة هاوية و اليد الوحيدة التي يمكنها انتشالها ... تمتد إليها بقسوة لكي تدفعها للسقوط ... عندما خلع من أصابعه دبلتها ... و أعطاها إياها ... بالفعل تهاوت علي اقرب كرسي ... و عيناها تحاول ان تصدق ما تري ... الشكل نفس الشكل ... الصوت نفس الصوت ... لكن هذا الشاب غريبا عنها ... العقل غير العقل ... و القلب غير القلب ... لم يكن ليهينها علي هذا النحو أبدا ... ومن اجل من ؟!... من اجل أخري تقف و ابتسامة تشفي و انتصار ترتسم واضحة جلية علي وجهها ...
و لم لا و إحساسها بأن حلمها الذي ذاب يتشكل مرة أخرى ... و تنهار الفتاة تماما و هي تراهما يقتربان أمامها ليكملا ما بدءا إياه فتغمض عينيها رغم سخونة دموعها و قلبها ينتفض علي صوت القبلات و الأنفاس الشبقة المحمومة .

6 - صمت:
-آنت أكيد اتجننت ...!!...نطقها الدكتور وهو يهز رأسه في قوة كمن لا يصدق ما سمع .... لكنه بحدة أجاب :--اتجننت عشان باطلب إثبات شخصية جديدة و بأسم جديد ؟!
رد عليه و أعصابه تشتعل :--و أيه لزمتها ... ما انت عندك شخصية موجودة بالفعل و كلها كام يوم و ....
-إياك تقولها ... أنا بأتكلم عن اللحظة اللي أنا عايشها دلوقتي و ما ليش أي دعوة بالماضي ...
بدا الفشل في تمالك أعصابه واضحا و الدكتور يقول :-عشان كده قلعت الدبلة بتاعتها ؟!
فهم الي ماذا يلمح في عبارته فقال :-أنا ماعرفهاش ... لا أنا بأحبها و لا فاكر اني ف يوم حبتها ..
قاطعه الدكتور :--بس انت جبت لها انهيار عصبي حاد ...
رفع كتفيه قائلا ببرود:- -و أنا مالي ...
-لأ... مالك و نص..
اقتحم الغرفة رجلا كبير السن يتسم محياه بالحزم ...و نهض الدكتور أحتراما له ...
-أهلا بيك يا حاج ... المستشفي كلها نورت ..هز الرجل رأسه شاكرا الدكتور علي مجاملته ... ثم استدار ناحية الشاب قائلا بصرامة :--انت لما جيت تطلب أيد بنتي وعدتني انك عمرك ما ح تأذيها ... و عمرك ما خلفت أي وعد وعدته ... لكن اللي حصل ده مالوش أي تفسير ... هي الحادثة كانت جامدة قوي كدة ؟ ...
أسرع الدكتور قائلا :- دا فاقد الذاكرة يا حاج ...
التمعت عينا الرجل تأثرا ...و اختفي كل الغضب في لحظة واحدة و يده تمتد لتربت علي ظهر الشاب بحنان و أبوة :- ماعلش يا بني ... كلها كام يوم و كل شئ يرجع لأصله ...
- كفاية بقي ...انطلقت صرخة الشاب تشق دفء العواطف , و هو يكمل كمدفع رشاش :- انتو ليه عايزين تقتلوني ... ليه عايزني أموت ...
اندفعت الممرضة تحتضن آياه و هي تقول :- حرام عليكو ... سيبوه يعيش ... علشاني ...
هتف الدكتور في دهشة :-نقتله ؟! ... عاوزينك تموت ؟! ...ايه الكلام الفارغ ده ؟1 انت هنا عشان نعالجك موش عشان نموتك ... و انتي ايه اللي بتقوليه ده ... انتي كده بتا خدي حاجة موش من حقك ... انتي كده بتستغلي مرض إنسان ... و ده بيخالف طبيعة مهنتك ...
أشاحت بوجهها في غضب و عضلات وجهها تتنافر في قوة ... و امتدت يدها تمسك ذراعه و تحتضن أصابعها أصابعه كمن يستمد منها القوة ... و هو أيضا ... لقد قرر أن لا أحد في هذا العالم يرغبه مثلها ... لذلك فهو لها ...و لها وحدها ... مهما يكن ثمن ذلك الاختيار ...
تنقل الرجل بينهم و عيناه تؤكد أن الزمان عندما حفر التجاعيد في وجهه لم يكن يفعل ذلك عبثا ... جلس و ذراعيه المتشابكتان تنضم لصدره كمحاولة منه لتهدئه أعصابه أولا ... و رويدا رويدا بدأت الغيوم تنقشع ليفهم كل شئ ... كل شئ .

7- إيمان:
-أنتي بتحبيه للدرجة دي ؟!...سألها الرجل في هدوء امتص الكثير من انفعالها الغاضب ...
-أكثر من نفسي ...ردت بحسم ... لكنه سألها بصوت بدا لها مثال للحسم نفسه :
-بتحبي مين ؟!...و دون أن ينتظر إجابتها اكمل :- بتحبيه كأنسان من أول حياته و لحد أخر نقطة مشيها في الحياة دي ... و لا بتحبي إنسان و هو ماشي ف طريق حياته وقع في حفرة .....أه ممكن يستني في الحفرة شوية ... لكنه أكيد ح يقدر يطلع منها و يكمل طريقه إللى كان ماشي فيه ... انتي بقي عايزة تفضلي معاه في الحفرة دي علي طول ... لكنه موش ح يفضل ليكي ...لأنه ح يكون شخص تاني ... شخص ح يتنكر ليكي و يرفضك ... لأنك سرقتيه ...
كلماته الصارمة طرقت خلايا مخها و اقتحمته رغم محاولاتها ان تقاومها ... أنتصر عليها بمنطقه ... التصقت بالشاب أكثر و أكثر ... هو أيضا لم يعد يعرف هل هو علي صواب ام خطأ...
لكن عناده مازال يعميه ...-برضة لأ...إحنا بنختار مصيرنا إحنا ... و بإيدينا ... موش المصير اللي عايزينا نكونه ...
رد عليه الدكتور :-- يا بني المصير و المستقبل دي حاجة بتاعة ربنا ... ولو أنت عايزنا نتعامل معاك كعدو احتل جسم موش بتاعه عشان يفضل فيه و ياخده من صاحبه الحقيقي ... ف إحنا موش ح نسكت ... لكنك ناسي حاجة مهمة ... إن الجسم ده جسمك إنت ... وإنت لسه إنت ... رغم إن فيه جزء عندك ضايع ... اللي هو الماضي ... لكنك لسة إنت ...
- لكني موش حاسس بكده ...!
-علشان عايز ترفض كده ...
و رمق الممرضة بنظرة جانبية و هو يكمل ...:-ولقيت اللي يساعدك في الرفض ده ...
-انا بحبها ..و ناوي اني..
قاطعه الرجل بنفس الصرامة ...:- لو بتحبها صحيح كنت تخاف علي مستقبلها ... موش مجرد تعشمها بأي كلام أنت عارف انه موش ح يكتمل ... حب مالوش مستقبل ... هو حب ميت .... يبقي ده حب ... ؟! ... الحب حياة ... مش موت .
صرخت بلوعة :- -أنا راضية ...
رد عليها :-متهيألك ... ممكن عشان عايزة حب... نفسك ف حب ... لكن مش معقول يكون هو ده الحب اللي حلمتي بيه طول عمرك ...
أجهشت الممرضة بالبكاء و كما اندفعت في دخولها اندفعت خارجة من الحجرة ...و كادت أن تصطدم بالأم التي دلفت إلى المكان بهدوئها المعتاد و عيناها تحتقنها الدموع ...
-عامل إيه دلوقتي ؟! ...نظر لها و لسانه يتمرد علي الكلام ... لكن عيناه تكتبان الرد ...
-الحمد لله يا حاجة ... كل حاجة ح تكون تمام ...رد الدكتور بابتسامة ... و استطرد الرجل :
-الحمد لله علي كل شئ ... وهي مسألة وقت وربنا يشفيه ... ماعلش ح أستأذنك عشان أروح أشوف بنتي ...
لكن صوتا رغم رقته الا انه دوي في قلوبهم كلهم :- ما فيش داعي ... أنا هنا يا بابا...
و امتدت العيون ايادٍ تحتضن الفتاة التي دخلت بوجهها الشاحب كسماء امتلأت بالغيوم ...

8- ختام:
- إيه اللي خلاكي تقومي م السرير ؟!
- كان لازم أجيب له دي ..
.و تعلقت العيون بأصابعها الرقيقة و هي تمتد بمسبحة بيضاء أسقطتها في يده ...تأملها هو كثيرا .. و أصابعه تحتضن المسبحة .. و بحنانها المعتاد قالت الأم :-و الله جيتي ف وقتك ... قوم يا بني ... انت فعلا محتاج تصلي ركعتين لله.
نظر الي امه ... ثم نظر الي الفتاة التي بادلته النظرات في خجل من والدها الذي لاحظ ذلك فأبتسم في حنان ...: - انتي اللي جايباهالي ؟!... بعد كل اللي عملته فيكي ؟!..
نظرت لوالدها أولا ... و عندما وجدت ابتسامته تشجعت و قالت :- جيباها للإنسان اللي قلبي حبه ... و القلب اللي يحب ... مستحيل يعرف يكره ..." القلب اللي يحب ... مستحيل يعرف يكره "....
تأرجحت العبارة في عقله و هو يشعر بالاضطراب و الارتجاف ... بالفعل هذا المكان ليس له ... لا يستحقه ... ماذا فعل هو كي ينال كل هذا الحب ؟!... ماذا أعطي ؟!... لا يمكن أن يكون هو الشيطان الوحيد وسط كل هؤلاء الملائكة ... لابد ان يعيد لهم من احبوا ... لا من كرههم ... و لم يبادلوه كرها بكره ..
شعر نفسه يتضاءل أمامهم ... فقد كل رغبة في الحياة ... أحس أن نعمة الوجود اكبر منه ... قام من مكانه ... قدماه تثاقلتا حتى كادت تعجزان عن حمله ... اتجه إليها ... أعاد إليها المسبحة ... ثم ترك نفسه يهوي عند أقدامهم و عيناه تدوران بسرعة تسجل مشاعر الحب في عيونهم ... و التي وارت كل مشاعره ...و ينفجر جرحا في مؤخرة رأسه قاذفا بقعا سوداء من الدم ...إغماءه بسيطة ثم فتح عينيه ... إشراقة وجهه تلألأت في وجوههم ... احتضنت عيناه عيونهم و كلما زادت فرحتهم كلما ازدادت عينه تألقا ... و التصقت عيناه أخيرا بعيني فتاته ... غاص فيعها حتى الأعماق ... و هي كذلك ... ارتمت بين يديه تقبلهما و هو يسألها باهتمام حقيقي :
- انتي بخير ؟ّ
و التفوا حوله تاركين أقدامهم تسحق الدماء السوداء لكيان أدرك ثمن رغبته ...بأن يعش انت ...
بأن يكن انت .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.policy122.blogspot.com
 
أن تكن أنت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: ابداع قصصى-
انتقل الى: