حتى لا ألعن الحب

كأنّك عن كلب صيد تبحثين
لاعن إنسان يحبك وتحبينه
إنسان يحمل لك مودة ومحبة ويتوق أن يرى مثلها عندك
قالوا إن الواهب خير من هبته والعاطى أفضل من عطيته
لكنك خالفت ما قالوا وعارضت ما حكموا به
فانشعلت بالصيد عن الصياد وبالنعمة عن مانحهما
كان كل همك هو خطف ما فى يده دون أن تهتمى باليد وحاملها
لم ير فى عينيك من حسبك هدية السماء لقلبه وعينيه ما كان يرجوه من فرحة بلقائه ورغبة فى بقائه
صدّقك حين زعمت أن الحب فوق كل ماديات الحياة فلم ير منك اهتماما إلا بهذه الماديات
فكلما سمحت له بلقاء أخذت شيئا وطلبت آخر
هل هكذا تطيب الحياة بين عاشقين ؟
هل العطاء بلا مقابل والأخذ بدون رحمة أو حساب هو السبيل الوحيد إلى قلبك لا تزعمى أن نبيا قال :  - تهادوا تحابو - فأنت تستنزفين من تعرفين ولا تكتفين بهداياه
هداياه التى لو علم أن فى قلبك بضع ما لك فى قلبه لجاد عليك بروحه ووهبك كل ما يملك عن طيب خاطر وسرور قلب
قلب !
من منا يحمل قلبا ومن فينا لا يحمله
المحب الذى يعطى دائما  أم التى تأخذ باستمرار
لماذا تظنيننى مغفلا لدرجة أننى لا أستطيع معرفة الحب من سواه
حتى لو كان مقدار حبك ومدى حفاوتك مقترنا بقيمة ما تأخذينه  فهو لا يصلح إن يكون حبا أتعفف أن أصفه بمسماه الحقيقى
ليس بخلا وإنما وعيا فكيف إذا تكلمنا لم أسمع منك إلا هات وأحضر وأعطنى وقدم لى وماذا ستعطينى و.. ثم لا أسمع منك خذ أو أهلا أو أى مفردات - ولو كانت خداعا ومراوغة - تدل على حب حقيقى مثلما تشدو به كل حبيبة صادقة لمن تهواه
لماذا عيناك دائما على ما فى يدى وليس إلى وجهى ؟!
تتحسسين جيبى ولا يعنيك ما فى القلب
كأننى  لم أعرف الحب ولم أعشه بين قصص المحبين فى الحاضر والماضى ولم أشاطرهم أفراحه وألامه
الآن كلما هب منك نسيم قلت سوف تطلب شيئا وإن لم تطلبى فى لحظتها أقبلت قائمة المطلوب منك بعدما تمهدين وتريقين على القلب قليلا من كلمات الود الزائف والاهتمام الخادع والحنين المفقود
معى قائمتان لمن عرفت
الأولى بها من أحبنى وصدق
والأخرى سواهم
أهل الأولى هم خاصة القلب وقرّته أولئك الذين لم يحمّلونى فوق طاقتى ولم يفترسوا ظهرى وقلبى
كانوا يعطون الكثير ويعتذرون بأنه قليل وحين أهبهم القليل يرونه عظيما جليلا كنت أقرأ فى عيونهم ما لو أن كل الحب اجتمع ما بلغ بعضا مما عندهم لى  
هم أنبل من عرفت وأحبّ من فارقت لم أجرؤ يوما على أن أدنو منهم لقطف وردة أو شم عبير تيّقّّّّّّّّّنت بنقائهم فلم أشأ أن ألقى  فى أنهارهم العذبة ما لا يجوز
أما سواهم فحين آمنت بأنهم لصوص أعطيتهم بقدر ما أخذت وكنت كلما زدتهم منحا كافأت نفسى بما لا يملكون إلا هو
كانوا فى عينى مثل المرحاض ننفق عليه لنتبول فيه  لا لنحبه
أظنك تعرفين أين ستكونين
والآن اسمحى لى أن أقفز بعيدا عنك
حتى لا ألعن الحب
فباسم الحب تسلبيننى خير ما أحب
ثم لا أرى منك إلا ما لا أحب